أكد الاسلام الحنيف على اهمية اصلاح ذات البين لما له من أثر فعال في بناء المجتمع ووحدته من خلال ايجاد التفاهم ، وقلع عناصر الكدر والبغضاء.
فلا بد من تقوية اواصر المحبة والاخوة بين ابناء المجتمع الواحد ، وازالة عوامل التفرقة والنفاق.
وقد اولت التعاليم الاسلامية وكلمات اهل البيت (عليهم السلام) عناية فائقة لموضع الاصلاح ، يقول الامام علي (عليه
السلام) في آخر وصاياه - بعد ما ضربه ابن ملجم (عليه اللعنة) - لولديه:(أني سمعت جدكما رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: اصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام).
وجاء عن الامام الصادق(عليه السلام):( صدقة يحبها الله اصلاح بين الناس اذا تفاسدوا ، وتقارب بينهم اذا تباعدوا).
وفي موضع آخر يقول الامام الصادق(عليه السلام) للمفضل:(اذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالي).
ان هذا التأكيد من قبل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على مورد الاصلاح ، لأن عظمة الأمة وقدرتها وعزتها لا يمكن تحقيقه إلا في ظل التفاهم والتعاون ، فاذا لم يتم اصلاح ذات البين ولم تطو الخلافات الصغيرة والمشاجرات ، تنفذ جذور العداوة والبغضاء في القلوب تدريجيا وتتحول الأمة القوية المتحدة الى جماعات متفرقة متناحرة وتضعف امام الاعداء والحوادث معا.