الأخ خادم أهل البيت المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن الأثير في (النهاية) أنّ الفلتة هي الفجأة، وقال: ((ومثل هذه البيعة جديرة أن تكون مهيّجة للشرّ والفتنة، فعصم الله من ذلك ووقى! والفلتة: كلّ شيء فُعِل من غير روية، وإنّما بودر بها خوف انتشار الأمر)).
ثمّ قال: ((وقيل: أراد بالفلتة: الخلسة، أي: أنّ الإمامة يوم السقيفة مالت إلى تولّيها الأنفس، ولذلك كثر فيها التشاجر، فما قلّدها أبو بكر إلاّ انتزاعاً من الأيدي واختلاساً)) (1) . فبيعة أبي بكر إمّا أن نقول: أنّها حصلت فجأة من دون تروي، وإنّما استبق إليها أبو بكر استباقاً، أو نقول: أنّ البيعة حصلت خلسة بين جماعة اجتمعت في السقيفة!
فأيّة فضيلة تكون لبيعة تحصل خلسة، أو تسرق من أصحابها سرقةً؟!! ولو لم تكن بمثل هذا السوء لما قال عمر: ((الله وقى شرّها))، ونهى عن العودة لمثلها (2) . ومن معاني (الفلتة) هو: الزلّة (3) ، فبيعة أبي بكر وقت عمر وقت قوله ذاك، كانت زلّة، والذي يرجّح هذا المعنى هو وصفها بالشرّ من قبل عمر.
ويعرف مدى قبح تلك البيعة حتّى عند عمر من قوله: ((فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه)) (4) .
ودمتم في رعاية الله