علشان بس ( 15 سنة ) - السعودية
منذ 4 سنوات

معنى (ولاتجهروا)

معنى كلمة ولا تجهروا له في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعملكم وأنتم لا تشعرون)؟


إنّ معنى جملة: لا تجهروا له بالقول فيمكن أن تكون تأكيدا على المعنى المتقدم في الجملة الأولى (لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي )أو أنها إشارة إلى مطلب آخر، وهو ترك مخاطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنداء " يا محمد " والعدول عنه بالقول: " يا رسول الله "! ... المزید غير أن جماعة من المفسرين قالوا في الفرق بين الجملتين آنفتي الذكر ما يلي: - إن الجملة الأولى ناظرة إلى زمان يتحادث الناس فيه مع النبي، فلا ينبغي لأحد أن يرفع صوته فوق صوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أما الجملة الثانية فناظرة إلى زمان يكون الرسول فيه صامتا وأصحابه يحدثونه، ففي هذه الحالة أيضا لا ينبغي رفع الصوت عنده. والجمع بين هذه المعنى والمعنى السابق أيضا - لا مانع منه كما أنه ينسجم مع شأن نزول الآية، وعلى كل حال فظاهر الآية هو بيان أمرين مختلفين... وبديهي أن أمثال هذه الأعمال إن قصد بها الإساءة والإهانة لشخص النبي ومقامه الكريم فذلك موجب للكفر، وإلا فهو إيذاء له وفيه إثم أيضا... وفي الصورة الأولى تتضح علة الحبط وزوال الأعمال، لأن الكفر يحبط العمل ويكون سببا في زوال ثواب العمل الصالح... وفي الصورة الثانية أيضا، لا يمنع أن يكون مثل هذا العمل السيء باعثا على زوال ثواب الكثير من الأعمال. وقد ورد في رواية أنه حين نزلت الآية آنفة الذكر قال " ثابت بن قيس " خطيب النبي الذي كان له صوت جهوري عال: أنا الذي رفعت صوتي فوق صوت النبي فحبطت أعمالي وأنا من أهل النار... فبلغ ذلك سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " هو من أهل الجنة " لأنه حين فعل ذلك للمؤمنين أو أمام المخالفين وكان ذلك أداء لوظيفة إسلامية.

2