logo-img
السیاسات و الشروط
يونس مطر سلمان - البحرين
منذ 5 سنوات

رواية الامام الصادق ع في أبي بكر

قال الله تعالى في كتابه العزيز: (( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) (آل عمران:34)، ويقول الإمام جعفر الصادق(عليه السلام): (ولدني أبو بكر مرّتين).. وهذا حديث صحيح.. والكلّ يعرف أنّ هذه الآية نزلت في حقّ أهل البيت والأئمّة عليهم السلام من ذرّيتهم، ولمّا رجعنا للإمام جعفر الصادق ع نرى أنّ أُمّه تنتسب إلى أبي بكر.. معنى ذلك أنّ أبا بكر ذرّية بعضهما من بعض. ما هو تفسيركم لهذا؟


الاخ يونس المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ اصطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبرَاهِيمَ وَآلَ عِمرَانَ عَلَى العَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ ... المزید )) (آل عمران:33-34). إنّ الكلام في هذه الآية عن من اصطفاه الله من الرسل والأنبياء والأوصياء على بقية الخلق (العالمين)، وأنّ من اصطفاهم (( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) ، فلا يزال في الناس من آل إبراهيم مصطفى ما دام هناك من يحتاج إلى إمام وحجّة على الأرض، وقلنا: إنّ هذا المصطفى من آل إبراهيم لقوله تعالى: (( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) ، وقد ثبت في موضعه بما لا يقبل الشكّ أنّ الرسول(صلّى الله عليه وآله) وعليّ وأولاده المعصومين هم المصطفون من آل إبراهيم. فبعد إبراهيم اصطفى إسماعيل.. وهكذا، حتّى وصلت إلى هاشم وعبد المطّلب، ثمّ إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، وعليّ(عليه السلام)، ثمّ الحسن والحسين، إلى بقية الأئمّة(عليهم السلام)، فكلّهم (( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) . ثمّ ليس كلّ ذرّية الأنبياء مصطفون، وإنّما يصطفي الله من اختاره منهم خاصّة. ولا يمكن أن يكون أبو بكر من المصطفين، فإنّه وأباه كانا مشركين! وأنّه استولد من بطن دون بطنهم جميعاً بعد أن انفصل بشرك بعض آباءه عن سلسلة الذرّية المصطفاة المتّصلة، فلا تصدق فيه: (( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) ، بينما يصدق في عليّ والنبيّ(صلّى الله عليه وآله) مثلاً: (( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) ، لاتّحادهم في الجدّ, فهما(عليهما السلام) من ذرّية الأنبياء، وقوله تعالى: (( بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) ، أي: بعض الذرّية، وهي المصطفاة من بعض الآباء، وهم ممّن اصطفي من الأنبياء والرسل والأوصياء السابقين. فإنّ الوصاية والعلم وميراث النبوة كان ينتقل في بيوت الأنبياء من بيت إلى بيت في ذرّيتهم، ليس كلّ ذرّيتهم! وإنّما البيوت المصطفاة، قال الله تعالى: (( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ... )) (النور:36)، وهي بيوت الأنبياء والرسل والأوصياء. فإبراهيم هو أصل الشجرة الواردة في القرآن، وقد ذكر رسول الله(صلّى الله عليه وآله) أنّها هو وأهل بيته: (( يَكَادُ زَيتُهَا يُضِيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ )) (النور:35). وإلاّ إذا ادّعى مدّع أنّ (( ذُرِّيَّةً بَعضُهَا مِن بَعضٍ )) تشمل كلّ ذرّية الأنبياء، فالبشر كلّهم ولد آدم(عليه السلام)، وهو من المصطفين، فهل البشر كلّهم مصطفون؟! وأيّ اختصاص إذاً لآل إبراهيم وآل عمران؟! ثمّ هل تقول: إنّ أُمّهات الإمام الصادق(عليه السلام) كنّ من الرسل، أو الأنبياء، أو الأوصياء؟! وأمّا ما قلت من صحّة ما نسب إلى الإمام الصادق(عليه السلام) من قوله: (ولدني أبو بكر مرّتين)، فهو غير دقيق! فإنّ سند الرواية ضعيف، وإن كان معناه صحيحاً، كما بيّنا سابقاً. ودمتم في رعاية الله

3