logo-img
السیاسات و الشروط
Mustafa Dhare ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

قبض الارواح

كيف تتم عملية قبض الارواح ؟وهل يحضر الشيطان عند موت الإنسان أم لا؟


لقد نُسب في الآيات الشريفة توفي الأنفس تارة إلى الله عز وجل.وتارة أخرى إلى الملائكة، وتارة ثالثة إلى ملك الموت، كما في: قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾. قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. قوله تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾. والنسب الثلاثة صحيحة فان الخلق والتدبير للّه وحده عز وجل فقد قال تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَ الأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين‏﴾،وكونه تعالى مدبرا لا ينافي أن يكون هناك أسباب غيبية أو طبيعية لقبض الأرواح فهو من شؤون التدبير، فتوفي الأنفس وأخذها فعل الله تعالى، وفي الوقت نفسه يُنسب للملائكة، ويُنسب إلى ملك الموت. ويستفاد من القرآن الكريم والسنة الشريفة إن قابضي الأرواح لا يقومون بمهمتهم في قبض أرواح الناس جميعا بصورة متساوية، بل إنهم يقومون بعملهم أحيانا برفق واحترام، وأخرى بشدة وامتهان، فقد قال تعالى في حق المؤمنين: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾،وعن الكفار: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾. وقد روي في السنة الشريفة عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاصِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهم السلام قَالَ: قِيلَ لِلصَّادِقِ عليه السلام صِفْ لَنَا الْمَوْتَ. قَالَ: لِلْمُؤْمِنِ كَأَطْيَبِ رِيحٍ يَشَمُّهُ فَيَنْعَسُ لِطِيبِهِ، وَيَنْقَطِعُ التَّعَبُ وَالْأَلَمُ كُلُّهُ عَنْهُ، وَلِلْكَافِرِ كَلَسْعِ الْأَفَاعِيِّ وَلَدْغِ الْعَقَارِبِ أَوْ أَشَدَّ. قِيلَ: فَإِنَّ قَوْماً يَقُولُونَ إِنَّهُ أَصْعَبُ مِنْ نَشْرٍ بِالْمَنَاشِيرِ، وَقَرْضٍ بِالْمَقَارِيضِ، وَرَضْخٍ بِالْأَحْجَارِ، وَتَدْوِيرِ قُطْبِ الْأَرْحِيَةِ فِي الْأَحْدَاقِ؟ قَالَ: كَذَلِكَ هُوَ عَلَى بَعْضِ الْكَافِرِينَ وَالْفَاجِرِينَ بِاللَّهِ عز وجل.png أَلَا تَرَوْنَ مِنْهُمْ مَنْ يُعَانِي تِلْكَ الشَّدَائِدَ فَذَلِكُمُ الَّذِي هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ عَذَابُ الْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا. قِيلَ: فَمَا بَالُنَا نَرَى كَافِراً يَسْهُلُ عَلَيْهِ النَّزْعُ فَيَنْطَفِي وَهُوَ يُحَدِّثُ، وَيَضْحَكُ، وَيَتَكَلَّمُ، وَفِي الْمُؤْمِنِينَ أَيْضاً مَنْ يَكُونُ كَذَلِكَ، وَفِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ مَنْ يُقَاسِي عِنْدَ سَكَرَاتِ الْمَوْتِ هَذِهِ الشَّدَائِدَ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ مِنْ رَاحَةٍ لِلْمُؤْمِنِ هُنَاكَ، فَهُوَ عَاجِلُ ثَوَابِهِ، وَمَا كَانَ مِنْ شَدِيدَةٍ، فَتَمْحِيصُهُ مِنْ ذُنُوبِهِ لِيَرِدَ الْآخِرَةَ نَقِيّاً نَظِيفاً مُسْتَحِقّاً لِثَوَابِ الْأَبَدِ لَا مَانِعَ لَهُ دُونَهُ، وَمَا كَانَ مِنْ سُهُولَةٍ هُنَاكَ عَلَى الْكَافِرِ، فَلْيُوَفِّ أَجْرَ حَسَنَاتِهِ فِي الدُّنْيَا لِيَرِدَ الْآخِرَةَ، وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا مَا يُوجِبُ عَلَيْهِ الْعَذَابَ، وَمَا كَانَ مِنْ شِدَّةٍ عَلَى الْكَافِرِ هُنَاكَ، فَهُوَ ابْتِدَاءُ عَذَابِ اللَّهِ لَهُ بَعْدَ حَسَنَاتِهِ ذَلِكُمْ بِأَنَّ اللَّهَ عَدْلٌ لَا يَجُورُ‌. ولقد وردت الكثير من الروايات الشريفة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام التي تحدثت عن الموت، ومنها: روي عن أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحُسَيْنِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عليهم السلام قَالَ: دَخَلَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه السلام عَلَى رَجُلٍ قَدْ غَرِقَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ، وَهُوَ لَا يُجِيبُ دَاعِياً، فَقَالُوا لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَدِدْنَا لَوْ عَرَفْنَا كَيْفَ الْمَوْتُ وَكَيْفَ حَالُ صَاحِبِنَا؟ فَقَالَ: الْمَوْتُ هُوَ الْمِصْفَاةُ يُصَفِّي الْمُؤْمِنِينَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ، فَيَكُونُ آخِرُ أَلَمٍ يُصِيبُهُمْ كَفَّارَةَ آخِرِ وِزْرٍ بَقِيَ عَلَيْهِمْ، وَيُصَفِّي الْكَافِرِينَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ، فَيَكُونُ آخِرَ لَذَّةٍ أَوْ رَاحَةٍ تَلْحَقُهُمْ، وهُوَ آخِرُ ثَوَابِ حَسَنَةٍ تَكُونُ لَهُمْ، وَأَمَّا صَاحِبُكُمْ هَذَا، فَقَدْ نُخِلَ مِنَ الذُّنُوبِ نَخْلًا، وَصُفِّيَ مِنَ الْآثَامِ تَصْفِيَةً، وَخُلِّصَ حَتَّى نُقِّيَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ مِنَ الْوَسَخِ وَصَلُحَ لِمُعَاشَرَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فِي دَارِنَا دَارِ الْأَبَدِ‌. وعَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُقْبَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذْ وَقَعَتْ رُوحُهُ فِي صَدْرِهِ رَأَى، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَا يَرَى؟ قَالَ: رَسُولَ اللَّهِ صلی الله عليه وآله وسلم، فَيَقُولُ لَهُ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَبْشِرْ. قَالَ: ثُمَّ يَرَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَيَقُولُ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي كُنْتُ تُحِبُّ أَنَا أَنْفَعُكَ الْيَوْمَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَيَكُونُ أَحَدٌ يَرَى هَذَا ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا؟ قَالَ: إِذَا رَأَى هَذَا أَبَداً مَاتَ وَأَعْظَمَ ذَلِكَ‏. قَالَ: وَذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ، قَوْلُ اللَّهِ عز وجل.png: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى‏ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ﴾‏. وأما بالنسبة إلى سؤالكم عن حضور الشيطان عند موت الإنسان فيسمى بالعديلة وتعني العدول عن الحق إلى الباطل حين الممات، وذلك بحضور الشيطان عند المحتضر وتشكيكه بوسواسه، ليخرجه من الدين ولذلك فهناك أدعية للإستعاذة منه، والتي منها دعاء العديلة، قال فخر المحققين: من أراد الأمان منه، فليستحضر دلائل الإيمان والأصول الخمسة بأدلة قطعية وصفاء الخاطر، ويسلّم كل ذلك إلى الله تعالى ليرده إليه إذا حضره الموت، ويقول بعد ذكره للعقائد الحقة: اللهم يا أرحم الراحمين اني قد أودعتك يقيني هذا، وثبات ديني، وأنت خير مستودع، وقد أمرتنا بحفظ الودائع، فردّه عليَّ وقت حضور موتي. وقَد وَرَد فِي الأدعية المأثورة: أللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَدِيلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ.

6