logo-img
السیاسات و الشروط
كميل - الكويت
منذ 5 سنوات

لقب صديق لأبي بكر

أحببت أن أعرف: ما أصل تسمية أبو بكر بالصدّيق؟ هل كان ذلك في زمن الرسول(صلّى الله عليه وآله)، أم بعده؟ وهل كما يقول أهل السُنّة: سمّي بذلك لتصديقه الرسول ص؟


الأخ كميل المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وردت عدّة روايات عند الخاصّة والعامّة - أوردها المجلسي في (بحار الأنوار) (1) - تذكر أنّ الصدّيق هو الإمام عليّ(عليه السلام)، منها: عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله): (الصدّيقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين, وخربيل [خرتيل] مؤمن آل فرعون, وعليّ بن أبي طالب وهو أفضلهم) (2) . وعنه(صلّى الله عليه وآله): (صدّيق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب, وهو الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم) (3) . وعن عليّ(عليه السلام): (أنا الصدّيق الأكبر, لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب) (4) . وهكذا وردت عدّة روايات في كتب الفريقين في تفسير قوله تعالى: (( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ )) (الزمر:33), أنّ الذي جاء بالصدق هو رسول الله(صلّى الله عليه وآله), والذي صدّق به هو عليّ(عليه السلام) (5) . وقوله تعالى: (( اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )) (التوبة:119), أنّ (مع الصادقين) هو: عليّ(عليه السلام) (6) . وقوله تعالى: (( أُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ )) (النساء:69), إنّ من الصدّيقين: عليّ(عليه السلام) (7) . وعليه، ثبت أنّ عليّاً(عليه السلام) هو الصادق والمصدّق والصدّيق. ولكن أعداءه(عليه السلام) - وبالخصوص اتّباع بني أُميّة - لم يتحمّلوا هذه المنقبة لعليّ(عليه السلام)، فأخذوا يفترون أحاديث على رسول الله(صلّى الله عليه وآله) كذباً وزوراً، ويثبتون هذه المنقبة لأبي بكر، ذكر السيوطي مجموعة منها في (اللآلئ المصنوعة) (8) ، وبعض منها في (ذيل اللآلئ)، والتي منها: (يا أبا أُمامة! إنّ الله شرف أبا بكر فجعله في السماء صادقاً وفي الأرض صدّيقاً، فهو لهذه الأُمّة من بعدي) (9) ، وذكره ابن عراق الكناني في (تنزيه الشريعة المرفوعة) (10) . وممّا تقدّم يظهر أنّ تسمية أبي بكر بالصدّيق لم تكن في زمن النبيّ(صلّى الله عليه وآله), بل ولا حتّى في زمانه وخلافته, وإلاّ لاستفاد من هذه المنقبة في إثبات خلافته بعد رسول الله(صلّى الله عليه وآله), أو في دفاعه عن نفسه لمّا كذّبته فاطمة(عليها السلام) في قضيّة فدك! وإنّما جاءته بعد وفاته.. ربّما من قبل عائشة، أو من هو على هواها. ودمتم في رعاية الله

1