أبو كمال الشرماني - الأردن
منذ 5 سنوات

 هل هاجر أبو بكر مع النبيّ(صلّى الله عليه وآله)؟

طبعاً القرآن ليس كتاب سير وتاريخ، لذلك لم يرد أي اسم لصحابي باستثناء زيد، فمن أنكر أنّ أبا بكر كان صاحباً لرسول الله في الغار، عليه أن يثبت أنّ هناك شخصاً كان اسمه عليّ! وأمّا اتهام أبو بكر بالردّة، فأقول: لماذا لا يتّهم عليّ مثلاً بالردّة، والتغيير بعد رسول الله؟! (طبعاً نحن المسلمون لا نقر بأيّ ردّة لأيّ صحابي صاحب رسول الله وسمعه وصدّقه حتّى وفاته، خصوصاً الكبار منهم، أمثال: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ). وأمّا آية الصحبة، أقول: إنّ السكينة نزلت على أبي بكر ولم تنزل على رسول الله، لأنّ رسول الله لم يكن حزيناً ولا خائفاً، فهو يعرف أنّ الله معه باستمرار (( وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )) (المائدة:67)، وأمّا أبو بكر فكان خائفاً على رسول الله من الأذى، وحزيناً على مصير الإسلام إن تعرّض رسول الله للأذى في حال القبض عليه من الكفّار، فطمأنه رسول الله، وأنزل الله عليه سكينته، إذاً السكينة نزلت على أبي بكر. من الملاحظ جدّاً أنّ خطّة الشيعة هو تدمير كلّ ما هو مقدّس في الإسلام تحت التستر بمحبّة أقرباء رسول الله، لكنّهم في الحقيقة ذئاب خاطفة حاقدة على الإسلام! فأيّ دين يطعن بالكتاب الذي أُنزل عليهم؟! وأيّ دين يسبّ زوجات نبيّهم؟! وأيّ دين يسبّون تلاميذ نبيّهم؟! وأيّ دين يرفعون البشر إلى ما فوق النبوّة، بل إلى درجة الإلوهية؟! فإذا طعن بالكتاب الذي أُنزله الله وسبّ تلاميذ النبيّ ونساءه، فماذا بقي من الدين؟ نصيحتي للشيعة قبل أن يفوتهم القطار: أن لا يصدّقوا كذب المعمّمين، ولا يصدّقوا الروايات المنسوبة إلى عليّ وذرّيته، فهي كذب، وهم بريئون منها. عليكم مراجعة مروياتكم والتأكّد من نسبتها إلى قائليها وعرضها على كتاب الله، فالقرآن هو الفصل وهو أصل الدين والشريعة. ألا تلاحظون أنّ دينكم لا يؤخذ من القرآن، بل من المرويات المكذوبة، بل ومن أُناس ليسوا بأنبياء، ولا صحابه، ولا تابعين! إنّ الدين لا يؤخذ إلاّ من القرآن، ففيه تبيان كلّ شيء، والسُنّة تطبّق ما ورد فيه. من هنا يؤخذ الدين فقط، وأمّا قول الصحابي فهو ليس وحياً بحدّ ذاته، فإن أصاب أخذنا به، وإن أخطأ دون قصد تركناه واستغفرنا له من أجل خطأه الغير مقصود وترضيّنا عنه، لأنّ الصحابة (المهاجرين والأنصار) وعدهم الله بجنّات النعيم، والله لا يخلف وعده. فلن تربحوا شيئاً بسبّ صحابة رسول الله وأُمّهات المؤمنين أزواجه، بل هو الخسران المبين.


الأخ أبا كمال المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: لا أحد يستطيع التشكيك بوجود الشخصيات المشهورة من الصحابة كعليّ(عليه السلام)، وكذلك أبي بكر وعمر، وغيرهم من الصحابة، لكن كون أبي بكر في الغار يمكن التشكيك فيه، لوجود التناقض في أقوالكم! بوجود آخر مع النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وهو الدليل، في حين أنّ الآية تتحدّث عن اثنين! ثانياً: نحن وأنتم متّفقون بأنّ عليّاً(عليه السلام) لم يرتدّ، فهو عندكم من العشرة المبشّرة بالجنّة، والأحاديث عندنا في فضله كثيرة. ونحن لا نقول بارتداد بعض الصحابة جزافاً من دون دليل، وارتداد عليّ(عليه السلام) محال، ولكن فرض المحال ليس بمحال، فلو كان هناك أدنى شبة بارتداده - نعوذ بالله - لذكرها ابن تيمية مثلاً. ثالثاً: صريح البخاري أنّ الصحابة سترتدّ ولا يبقى منهم إلاّ مثل همل النعم! فلا يعبأ بقولك في قبال قول البخاري. رابعاً: أنت تنفي نزول السكينة على النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، بدليل أنّه معصوم من قبل الله سبحانه وتعالى، في حين يصرّح القرآن بنزول السكينة على النبيّ، بقوله تعالى: (( ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤمِنِينَ ... المزید )) (التوبة:26)! كما أنّ الضمائر السابقة على قوله تعالى: (( فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيهِ )) (التوبة:40) في آية الغار والضمائر اللاحقة ترجع إلى رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، فلا يمكن فرض رجوع الضمير في (عليه) على أبي بكر. وللمزيد راجع عنوان (السكينة لم تنزل عليه) هنا. ثمّ إنّ العصمة عن الناس غير السكينة، ومع ذلك فإنّ آية العصمة متأخّرة النزول في آخر حياة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بعد ان رجع من حجّة الوداع وأراد إبلاغ ولاية أمير المؤمنين(عليه السلام). خامساً: لسنا نحن الذين فرضنا محبّة الأقارب، بل القرآن فرض مودّة القربى، حيث قال تعالى: (( قُل لاَ أَسأَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُربَى )) (الشورى:23)، فتمسّكنا بالمودّة للقربى معناه تمسّكنا بالقرآن. سادساً: نحن لا نقول بتحريف القرآن، ولا نسبّ أُمّهات المؤمنين، ولا الصحابة. نعم، نبيّن سوء حال بعضهم، والهدف هو إظهار الحقّ لا النيل من رموز الآخرين، وأمّا تفضيلنا للأئمّة(عليهم السلام)، فهو في حدود القرآن والسُنّة الصحيحة التي وردتنا عن المعصومين(عليها السلام). سابعاً: لا يمكن أن نعد الروايات الواردة عن المعصومين(عليهم السلام) كذباً، لأنّها وردت إلينا عن طريق الثقات، ولا يمكن تكذيب الثقات، لثبوت الحجّية لما ينقلونه شرعاً. ثامناً: من ضمن منهجنا عرض الروايات على الكتاب، فالروايات التي لا توافق الكتاب فهي زخرف، على حدّ تعبير أئمّتنا(عليه السلام) (1) . تاسعاً: نحن نأخذ من الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، لأنّه ثبت عندنا بالدليل القطعي حجّية قولهم، وأنّهم مسدّدون من السماء معصومون. عاشراً: نحن لا نقبل مقولة: ((حسبنا كتاب الله)) التي ابتدعها عمر بن الخطّاب، بل القول الصحيح الذي نتمسّك به، هو: التمسك بالكتاب والعترة، كما أمرنا رسول الله(صلّى الله عليه وآله) في حديث الثقلين. الحادي عشر: لا يمكن قبول أنّ جميع الصحابة موعودون بالجنّة، ومرضي عنهم! بل الآية تشير إلى بعضهم، فقالت: (( مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ )) (التوبة:100)، ولا شكّ في نفاق البعض وكفره، كما لا شكّ في ارتداد البعض بعد رسول الله(صلّى الله عليه وآله). ودمتم في رعاية الله