يا من تتشدّق وتكذب على البخاري! وتقول: بأنّ أبي بكر كان في المدينة حين هاجر النبيّ(صلّى الله عليه وسلّم)!!
أنت بهذا العمل تنسب هذا الكلام للبخاري، وأنا أطالبك بأن تجلب لي مصدرك، فالبخاري لم يقل بقولك هذا، وأنت أتيت بشيء جديد ونسبته إلى البخاري، وأنا الآن أطالبك بالمصداقية في النقل، وأن لا تكون ببغاء تردّد فقط كلام علماءك.
الأخ الصارم
السلام على من اتبع الهدى
إنّ هذا الأُسلوب نستطيع سلوكه، وهذا الجهل نستطيع علاجه!
ولكن انتظر قليلاً لنريك من الكاذب، ومن الجاهل، ومن الذي يعرف ما في كتبكم أكثر منكم!!
أولاً: إليك نص حديث البخاري، الذي روي في موضعين، أحدهما يكملّ ويبيّن الآخر، وكليهما عن نافع.
الرواية الأُولى: عن ابن عمر، قال: ((لمّا قدم المهاجرون الأوّلون العصبة - موضع بقباء - قبل مقدم رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم)، كان يؤمّهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآناً)) (1) .
والرواية الثانية: عن نافع، عن ابن عمر أيضاً، قال: ((كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأوّلين وأصحاب النبيّ(صلّى الله عليه وآله) في مسجد قباء، فيهم: أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة)) (2) . ثانياً: هذا هو النص الذي ذكر بأنّ أبا بكر كان في المدينة قبل هجرة رسول الله(صلّى الله عليه وآله). وبقي الكلام في الدلالة، ونكتفي بذكر شرح ابن حجر في (فتح الباري) لهذا الحديث:
قال: ((قوله: (وكان يؤمّهم سالم مولى أبي حذيفة) زاد في الأحكام: من رواية ابن جريج عن نافع: (وفيهم أبو بكر وعمر ... المزید)، واستشكل ذكر أبي بكر فيهم! إذ في الحديث أنّ ذلك كان قبل مقدم النبيّ(صلّى الله عليه وسلّم)، وأبو بكر كان رفيقه! ووجَّهه البيهقي باحتمال أن يكون سالم المذكور استمر على الصلاة بهم، فيصحّ ذكر أبي بكر، ولا يخفى ما فيه...)) (3) اهـ، ولم يعقّب بشيء!!! وأمّا أُسلوبك هذا، فقد رأيت أنّنا نستطيع الردّ بمثله، ولكن نريد أن نذكّرك ونقول: لا تنسَ نفسك وتظنّ أنّك على غرفة من غرف البالتوك!!
ودمتم