ابوجعفر - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 سابقته وفضيلته لا أصل لها

دعا سيد الأنبياء (صلى الله عليه وآله) الله تعالى ليساعده في هذا الأمر الجليل وهو في تلك الجبال الوعرة، فاستجاب ربّ العزّة لطلب عبده ورسوله فأرسل إليه راعياً أميناً عارفاً بطرق مكّة والمدينة ومضحّياً في سبيل الله تعالى ورسوله. إذ التقى النبي (صلى الله عليه وآله) بعبدالله بن أريقط بن بكر في جبل ثور فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله):يا ابن أريقط أأتمنك على دمي؟ فقال ابن بكر: إذاً والله أحرسك وأحفظك ولا أدلّ عليك فأين تريد يا محمد؟ قال محمد (صلى الله عليه وآله): يثرب. قال ابن بكر: لأسلكنّ بك مسلكاً لا يهتدي فيها أحد.. فكان عبدالله بن أريقط بن بكر مسلما مخلصاً ومضحّياً في سبيل الإسلام فادياً روحه في هذا المشروع الإلهي وهو من الصحابة المؤمنين كما قال العلماء ومنهم الذهبي في كتابه التجريد، ذكر ذلك ابن حجر العسقلاني وابن كثير . وازداد ايمان هذا الرجل بالدين مع حديث النبي (صلى الله عليه وآله) معه في ذلك الجبل فأصبح من المتّقين الموقنين بالدّين بعد أن كان من الجاهلين. فأصبح عثور النبي (صلى الله عليه وآله)على عبدالله بن أريقط بن بكر من المعاجز الربانية التي وهبها الرحمن تعالى لرسوله. وهذه المعجزة أعظم من معجزة العنكبوت وأكبر من معجزة الحمامة الوحشية التي قالوا: إنّها باضت في باب الغار، وليس لذلك من صحّة. لقد كان ابن أُريقط بن بكر أعظم آية إلهيّة أوجدها الله تعالى في ذلك الحين وفي ذلك الموضوع لرسوله (صلى الله عليه وآله) فقد هداه عزّ وجل للإسلام مثلما قال سبحانه: (( إنّكَ لاَ تَهدِي مَن أَحبَبتَ وَلَكِنّ اللهَ يَهدِي مَن يَشاء وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدِين )) والروايات الذاكرة لابن أريقط تشير الى معرفة النبي به قبل هجرته الى جبل ثور وعلى هذا المنحى يكون النبي (صلى الله عليه وآله) عارفاً برفيق سفره وهجرته الى المدينة أثناء حضوره في مكة . ولقد كانت قريش تعرف عبدالله بن أريقط بن بكر بصفة رجل دليل ماهر في الطرق والشعاب الموصلة إلى مكّة والمدينة، ومن الملتزمين بعبادة الأوثان. وعليه لا توجد شكوك قرشية في ولاء هذا الرجل للأصنام وفي ابتعاده عن الإسلام، وهذا ما مكّنه من أن يكون خير دليل وخير واسطة للنبي (صلى الله عليه وآله) في طعامه وشرابه ورسائله واحتياجاته الأخرى. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار وحده ويتردّد عليه دليله وصاحبه عبدالله بن أريقط بن بكر فجاءهما الكفّار وهما في الغار. فكان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار ودليله والمضحّي في سبيل الإسلام بروحه ودمه. والمؤكّد أنّه قام برحلتين للهجرة بين مكّة والمدينة ونجح في العملين نجاحاً باهراً أثبت فيه وفاءه العظيم للدين، وبقي مغمورا بأمر قيادة الحزب القرشي السارقة فضائله لصالح أبي بكر.


الأخ أبا جعفر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا ممكن وهو أحد الإحتمالات والتفسيرات لقوله تعالى (( ثاني اثنين )) . لكن الأمر لا يحتاج إلى أدلة وشواهد أكثر، وقد وردنا ما هو قريب من قولكم من عزيز آخر فراجع كلامه وتعليقنا عليه في ( الأسئلة العقائدية / ألف/ أبو بكر/ هل هاجر أبو بكر مع النبي؟). وهناك إحتمال آخر من كون الرجل الآخر مع النبي (صلى الله عليه وآله) هو الصحابي الجليل عامر بن فهيرة (رض)، وقد أوضحنا ذلك في إحدى إجابتنا حول وجود أو عدم وجود أبي بكر في الغار مع النبي (صلى الله عليه وآله) . وعلى كل فهذه وجهات نظر يمكن أن تطرح، ولكن وإن جرينا مع القوم بأن أبا بكر كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الغار، ولكن الأمر كل الأمر في كون ذلك فضيلة له، وهو ما لم يثبت، فراجع . ودمتم في رعاية الله

1