بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في برنامجكم المجيب
لا ريب أن المسيح ( عليه السلام ) لم يقل شيئا كهذا ، بل دعا إلى التوحيد وعبادة الله ، أن القصد من هذا الاستفهام هو استنطاقه أمام أمته وبيان إدانتها .
فيجيب المسيح ( عليه السلام ) بكل احترام ببضع جمل على هذا السؤال:
1 - أولا ينزه الله عن كل شرك وشبهة : قال سبحانك .
2 - ثم يقول : ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أي ما لا يحق لي قوله ولا يليق بي أن أقوله .
فهو في الحقيقة لا ينفي هذا القول عن نفسه فحسب ، بل ينفي أن يكون له حق في قول مثل هذا القول الذي لا ينسجم مع مقامه ومركزه .
3 - ثم يستند إلى علم الله الذي لا تحده حدود تأكيدا لبراءته فيقول : إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ( 1 ) .
4 - ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ، لا أكثر من
ذلك .
5 - وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ( 2 ) .
أي كنت أحول دون سقوطهم في هاوية الشرك مدة بقائي بينهم ، فكنت الرقيب والشاهد عليهم ، ولكن بعد أن رفعتني إليك ، كنت أنت الرقيب والشاهد عليهم .
6 - إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ، أي
على كل حال فالأمر أمرك والإرادة إرادتك ، إن شئت أن تعاقبهم على انحرافهم الكبير فهم عبيدك وليس بامكانهم أن يفروا من عذابك ، فهذا حقك بإزاء العصاة من عبيدك ، وإن شئت أن تغفر لهم ذنوبهم فإنك أنت القوي الحكيم ، فلا عفوك دليل ضعف ، ولا عقابك خال من الحكمة والحساب . (تفسير الامثل، ناصر مكارم شيرازي، ج4/ص195.)
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته