عبد الله - المغرب
منذ 4 سنوات

أبوبكر

كيف نوفّق بين كون الأوّل كان من أوائل الذين دخلوا الإسلام، أي: لم يكن هناك ما يطمع به سوى إسلامه، بل يقال: إنّه أنفق على شراء بعض المسلمين لإنقاذهم من عذاب أسيادهم، وبين ما نعتقده فيه؟


الأخ عبد الله المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإنّ مسألة شراء العبيد وإطلاقهم وإنقاذهم من العذاب من قبل أبي بكر بعيدة عن الواقع! فلم يثبت بأنّ أبا بكر كان من الأثرياء، أو المنفقين، كما ثبت ذلك لخديجة(رضي الله عنها) (1) ، وإنّما كان أبو بكر معلّماً للصبيان في الجاهلية، كما ذكر ذلك الشيخ المفيد والسيّد المرتضى(قدّس سرّهما) (2) ، وكان خيّاطاً، أو بزّازاً على أفضل التقادير في الإسلام، كما يروى عند أهل السُنّة (3) . نعم، روى عروة بن الزبير شراؤه لبلال، وعامر بن فهيرة، وغيرهما (4) ، وعروة لا يصدّق في هذا، فهو يجرّ النار إلى قرصه. وروي في مقابله أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله) هو الذي اشتراهما (5) ! وروي عن مجاهد: أنّ المشركين ملّوا بلالاً فتركوه (6) .وكذلك روي - إنّ صحّة الرواية - تحكّمه في بلال إلى ما بعد وفاة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، ومنعه من الخروج من المدينة، لأنّ بلالاً لم يستطع العيش فيها وهي خالية من رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، فقال له بلال: ((إن كنت إنّما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنّما اشتريتني لله فدعني وعمل الله))، كما رواه البخاري وغيره (7) . وفيه نكتة تبيّن عدم عتقه لبلال حتّى وفاة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)! فأين عتقه للعبيد؟!! وأمّا البقية الذين يدّعون أنّ أبا بكر أعتقهم فلم يثبت لهم وجود خارجي خاصّة زنّيرة (8) .وأمّا سبقه للإسلام، فقد أجاب عنه أئمّتنا(عليهم السلام) بأنّه لم يدخل مختاراً ولا مكرهاً، وإنّما دخل طمعاً لما سمعه من الكهنة عن ملك رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وتسلّطه على العرب، كما ذكرنا ذلك سابقاً؛ فراجع.ودمتم في رعاية الله

1