السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ذكرها بعض المؤرخين في كتبهم، وليس لدينا جزم في الاثبات أو النفي.
فقد جاء في كتاب الصحيح من سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)، للسيد العاملي، ج١١، ص (١٥٧-١٦٠):
روى الطبري عن سيف في خبر أليس وأمغيشيا من فتوح سواد العراق، وقال في خبر أليس:
فاقتتلوا قتالاً شديداً، والمشركون يزيدهم كلباً وشدة ما يتوقعون من قدوم بهمن جاذويه، فصابروا المسلمين للذي كان في علم الله أن يصيرهم إليه، وحَرِب المسلمون عليهم، وقال خالد: اللهم إن لك عليَّ إن منحتنا أكتافهم ألَّا أستبقي منهم أحداً قدرنا عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم.
ثم إن الله عز وجل كشفهم للمسلمين، ومنحهم أكتافهم، فأمر خالد مناديه فنادى في الناس: الأسر الأسر، لا تقتلوا إلا من امتنع.
فأقبلت الخيول بهم أفواجاً مستأسرين يساقون سوقاً، وقد وكل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النهر.
ففعل ذلك بهم يوماً وليلة وطلبوهم الغد وبعد الغد، حتى انتهوا إلى النهرين، ومقدار ذلك من كل جوانب أليس، فضرب اعناقهم .
وقال له القعقاع وأشباه له: لو أنك قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم، إن الدماء لا تزيد على أن ترقرق منذ نهيت عن السيلان، ونهيت الأرض عن نشف الدماء، فأرسل عليها الماء، تبر بيمينك.
وقد كان صد الماء عن النهر فأعاده، فجرى دماً عبيطاً، فسمي نهر الدم لذلك الشأن إلى اليوم.
وقال آخرون، منهم: بشير بن الخصاصية قال: وبلغنا أن الأرض لما نشفت دم ابن آدم نهيت عن نشف الدماء، ونهي الدم عن السيلان إلا مقدار برده.
وقال: كانت على النهر أرحاء، فطحنت بالماء وهو أحمر قوت العسكر ثمانية عشر ألفاً أو يزيدون ثلاثة أيام..
وقال بعده في خبر هدم مدينة أمغيشيا:
لما فرغ خالد من وقعة أليس، نهض فأتى أمغيشيا وقد أعجلهم عما فيها، وقد جلا أهلها وتفرقوا في السواد، فأمر خالد بهدم أمغيشيا وكل شيء كان في حيزها، وكانت مصراً كالحيرة، وكانت أليس من مسالحها،فأصابوا فيها ما لم يصيبوا مثله قط.
اختلق سيف جميع أخبار هذه الحروب ونظائرها، وانتشرت في تواريخ: الطبري، وابن الأثير، وابن كثير، وابن خلدون وغيرهم، ولا حقيقة لواحدة منها.
وقد ناقشنا أخبارها وأسنادها في بحث (إنتشار الإسلام بالسيف والدم في حديث سيف) من كتاب: (عبد الله بن سبأ) الجزء الثاني.
دمتم في رعاية اللّٰه وحفظه