سعيد بن المسيب
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته فيما يخص سعيد بن المسيب، يوجد تضارب في الروايات عنه، فقسم منها ينص على إنه من أصحاب الإمام السجاد (عليه السلام) وقسم منها ينص على إنه منحرف عنه، حتى أن في محاضرة من محاضرات السيد فرقد القزويني يقول أنه كان هناك شك في نسبه وهو صاحب رواية الضحضاح من النار لأبي طالب (عليه السلام) في البخاري وكان على خلاف مع علي بن ابي طالب (عليه السلام). أرجو التفضل بالإجابة.
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
أولاً: اسمه، سَعيد بن المُسَيّب بن حزن أبو محمّد المخزومي(١).
ثانياً: عدّه البرقي(٢) والشيخ(٣) في رجالهما في عِداد أصحاب الإمام السجاد (عليه السّلام).
ثالثاً: وقع سعيد بن المُسَيّب في إسناد جملة من الروايات تبلغ ١٤ مورداً(٤).
رابعاً: الروايات في الرجل على طائفتين، مادحة وقادحة، لكنها على التقديرين لم تكن تامة السند، وقد بحث وناقش هذه الروايات جميعاً وبالتفصيل السيد الخوئي (رحمه الله)، في معجمه، وكانت النتيجة هي: إنّ الصحيح هو التوقف في أمر الرجل لعدم تمامية سند المدح والقدح(٥).
ونذكر لجنابكم الكريم مناقشة السيد الخوئي (رحمه الله)، لتلك الروايات تفصيلاً:
ثم إن الروايات قد اختلفت في الرجل قدحاً ومدحاً.
أما المادحة، فمنها: ما تقدم في ترجمة أويس القرني من رواية أسباط بن سالم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام، من عد سعيد بن المسيب من حواري السجاد عليه السلام، وقد ذكرنا أنها ضعيفة السند.
ومنها: ما رواه الكشي في ذيل ترجمته (٥٤): (محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا محمد ابن الوليد بن خالد الكوفي، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال: ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن طارقاً مولى لبني أمية نزل ذا المروة عاملاً على المدينة، فلقيه بعض بني أمية وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلمه فيه وأثنى عليه، وأخبره طارق أنه أمر بقتله وأعلم سعيداً بذلك وقال له: تغيب، وقيل له تنح عن مجلسك فإنه على طريقه فأبى، فقال سعيد: اللهم إن طارقاً عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فانسه ذكري واسمي، فلا عزل طارق عن المدينة لقيه الذي كان كلمه في سعيد من بني أمية بذي المروة، فقال: كلمتك في سعيد لتشفعني فيه فأبيت وشفعت فيه غيري؟ فقال: والله ما ذكرته بعد أن فارقتك حتى عدت إليك).
أقول: هذه الرواية أيضاً ضعيفة بالعباس بن هلال.
ومنها: ما رواه أيضاً عن محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن محمد ابن عمر، قال: أخبرني أبو مروان، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعت علي ابن الحسين صلوات الله عليهما يقول: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه.
أقول: هذه الرواية أيضاً ضعيفة، بالقاسم بن محمد الأصفهاني، وبمحمد ابن عمر، وبأبي مروان.
ومنها: ما رواه الحميري في قرب الإسناد: الجزء ٣، الحديث ٢٥، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر، قال: وذكر عند الرضا عليه السلام القاسم بن محمد خال أبيه، وسعيد بن المسيب، فقال عليه السلام، كانا على هذا الأمر.
أقول: هذه الرواية لا تدل على حسن الرجل فضلاً عن وثاقته، بل تدل على أنه كان شيعياً موالياً لأهل البيت عليهم السلام.
ومنها: ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله ابن أحمد، عن إبراهيم بن الحسن، قال: حدثني وهب بن حفص، عن إسحاق بن جرير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، كان سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وأبو خالد الكابلي، من ثقاة علي بن الحسين عليه السلام.
الكافي: الجزء ١، كتاب الحجة ٤، باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام ١١٩، الحديث ١.
أقول: هذه الرواية ضعيفة بإبراهيم بن الحسن فإنه مجهول.
ومنها: ما رواه في المناقب: الجزء ٤، (فصل معجزات علي بن الحسين عليهما السلام)، الحديث ٢٦، عن الروضة سأل ليث الخزاعي سعيد بن المسيب عن إنهاب المدينة؟ قال: نعم شدوا الخيل إلى أساطين مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، ورأيت الخيل حول القبر، وانتهبت المدينة ثلاثاً فكنت أنا وعلي بن الحسين عليه السلام نأتي قبر النبي صلى الله عليه وآله، فيتكلم علي بن الحسين عليه السلام بكلام لم أقف عليه، فيحال ما بيننا وبين القوم ونصلي ونرى القوم وهم لا يروننا، وقام رجل عليه حلل خضر على فرس محذوف أشهب بيده حربة مع علي بن الحسين عليهما السلام، فكان إذا أومأ الرجل إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله يشير ذلك الفارس بالحربة نحوه فيموت قبل أن يصيبه