لقد قرأت معظم كتب ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهاب، فلم أجد فيها كفراً ولا ضلالاً، بل وجدت دعوتهما هي دعوة الحقّ، الذي أُرسل به النبيّ(عليه السلام)، والسؤال: لماذا هذا الافتراء على هذين الشيخين؟
وإن كنتم على حقّ، فالواجب: عرض كتبهم إمام القارئ وعليه أن يحكم.
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نذكر لك بعض أقوالهما الدالّة على ضلالهما وانحرافهما ومخالفتهما لجميع المسلمين, وإن أردت المزيد وافيناك به:
1- اعتقاد ابن تيمية قِدم نوع الحوادث من الأفعال والمفاعيل، واعتقاده بحوادث لا أوّل لها, ممّا يستلزم قدم شيء غير الله, وهو كفر (1) . وذكر ابن حجر في (فتح الباري) أنّه من مسائل ابن تيمية المستبشعة (2) .
2- قول ابن تيمية بفناء النار, وهو مخالف لإجماع المسلمين. ذكر ذلك ابن القيّم تلميذ ابن تيمية في كتابه (شفاء العليل) (3) ، وفي كتابه (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) (4) ، وذكر فيهما: أنّ القول بفناء النار هو قول أُستاذه ابن تيمية.. وذكر الصفدي في (الوافي بالوفيات): أنّ لابن تيمية كرّاسة في بقاء الجنّة والنار، وردّ عليه فيها العلاّمة قاضي القضاة تقي الدين السبكي (5) ، وقد طبعت هذه الرسالة بعنوان: (الردّ على من قال بفناء الجنّة والنار وبيان ذلك من أقوال) بتحقيق محمّد بن عبد الله السمهري.
3- قول ابن تيمية، ومحمّد بن عبد الوهاب بـ(التجسيم), وهذا الرأي مشهور عنهما, وقد ذكراه في أكثر كتبهما وصرّحا به. وسوف يأتي تفاصيل ذلك في ما يأتي من أجوبة.
4- إنكار ابن تيمية ومحمّد بن عبد الوهاب التوسّل بالنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) واتّهام المسلمين الذين يعتقدون به بالشرك والكفر (6) .
5- نسب محمّد بن عبد الوهاب القول بنفي ذرّية الإمام الحسن(عليه السلام) إلى الشيعة, وقال: ((وهذا القول شائع فيهم، وهم مجمعون عليه)) (7) .
ولا يوجد شيعي واحد ينفي ذريّة الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام), بل كلّهم يثبتونها!
6- إنكار ابن تيمية وابن عبد الوهاب الزيارة والتبرّك, وخالفا في قولهما هذا رأي الأكثرية القاطبة لمذاهب المسلمين (8) . وأهمّ شيء يجب أن تعرفه وتطّلع عليه هو: إنّ كبار علماء المذاهب الإسلامية، منذ أن أعلن ابن تيمية وابن عبد الوهاب عن آرائهما المنحرفة، وقفوا أمام انحرافهما، وكتبوا مئات الكتب في الردّ عليهما، وعلى آرائهما المخالفة لإجماع المسلمين، والمخالفة للكتاب والسُنّة الصريحة، وكذبهما. فمن أكاذيب ابن تيمية:
1- إنكاره أن يكون ابن عبّاس تتلمذ على الإمام عليّ(عليه السلام) (9) . وقد أثبت المناوي في (فيض القدير) (10) تتلمذ ابن عبّاس على الإمام(عليه السلام).
2- تكذيبه لحديث: (عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ)، وادّعاؤه أنّ أحداً لم يروه (11) .. مع أنّ هذا الحديث رواه الترمذي، والطبراني, والحاكم, والخطيب البغدادي, وابن عساكر (12) ... المزید
3- إنكاره قضية المؤاخاة بين النبيّ والإمام عليّ(عليه السلام)، وبين المهاجرين بعضهم لبعض (13) .
والحال أنّك تجد حديث المؤاخاة في: (سنن الترمذي) (14) ، و(الطبقات) لابن سعد (15) ، و(المستدرك على الصحيحين) للحاكم (16) ، و(مصابيح السُنّة) للبغوي (17) . حتّى ردّ ابن حجر على ابن تيمية في إنكاره مسألة المؤاخاة في كتابه (فتح الباري)، وقال: ((هذا ردّ للنصّ بالقياس، وإغفال عن حكمة المؤاخاة)) (18) , كما ردّ عليه أيضاً الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) (19) .
4- قول ابن تيمية عن حديث: (اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه): كذب باتّفاق أهل المعرفة بالحديث (20) .. مع أنّ هذا الحديث أخرجه أحمد بأسانيد صحيحة، وأخرجه ابن أبي شيبة، والنسائي، وأبي يعلى، وابن حبّان، والطبراني، والحاكم، والخطيب البغدادي (21) .
5- قول ابن تيمية عن حديث: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح): ((هذا لا يعرف له إسناد، لا صحيح، ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها)) (22) .. والحال أنّ الحديث رواه: أحمد بن حنبل، والبزّار، والطبراني، والدارقطني، والحاكم (23) .
6- قول ابن تيمية عن حديث الطير: من المكذوبات الموضوعات (24) .. والحال أنّ هذا الحديث يرويه: الحاكم، وأحمد بن حنبل، والترمذي، والبزّار، والنسائي، وأبي يعلى، وابن حجر، وابن عساكر، والطبراني (25) . وإن شئت المزيد من ذكر انحرافات ابن تيمية وابن عبد الوهاب ومخالفتهما في العقائد والأحكام لِما أجمعت عليه الأُمّة الإسلامية, فسنوافيك بعشرات الموارد منها, كلّها مأخوذة من كتبهما.
وإن شئت ذكرنا لك أسماء عشرات من كبار العلماء الرادّين عليهما.
ودمتم في رعاية الله