... ( 19 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

حديث

السلام عليكم.. سؤالي هل هناك مصادر عند اهل السنة حول الحديث الذي يقول لو خليت الارض من حجة لساخت بأهلها.. وكيف نرد قول البعض حيث يقول ان عيسى عليه السلام قد رفع وهو نبي وليس إمام.. رغم ذلك لم يحدث ما تدعونه من خلو الارض من حجة..


١-قال الحكيم الترمذي، وأحمد بن زرّوق: (لا تخلو الدنيا في هذه الأمة من قائم بالحجة (كتاب ((ختم الأولياء)) للترمذي الحكيم (ص 360 )، ((قواعد التصوف)) لابن زروق ص 48 ط القاهرة 1676 م.) . وقال السلمي في مقدمة طبقاته: (واتبع (الله) الأنبياء عليهم السلام بالأولياء، يخلفونهم في سننهم، ويحملون أمتهم على طريقتهم وسمتهم، فلم يخل وقتا من الأوقات من داع إليه بحق أو دال عليه ببيان وبرهان. وجعلهم طبقات في كل زمان، فالوليّ يخلف الوليّ ... المزید فعلم صلى الله عليه واله أن آخر أمته لا يخلو من أولياء وبدلاء، يبيّنون لأمته ظواهر شرائعه وبواطن حقائقه (كتاب ((طبقات الصوفية))، المقدمة للسلمي (ص 7 ). وقال ابن عربي: (لا يخلو زمان عن كامل (((عقلة المستوفز)) لابن عربي ص 97 ط ليدن.) . وقال العلامه علاء السمناني: (ولا بدّ في كل حين من مرشد يرشد الخلق إلى الحق، خلافة عن النبي المحق، ولابدّ للمرشد من التأييد الإلهي، ليمكن له تسخير المسترشدين، وإفادة المستفيدين، وتعليم المتعلمين... وهو العالم، الوليّ، الشيخ. وإلى هذا أشار النبي عليه السلام حيث قال: الشيخ في قومه كالنبي في أمته... ولا يكون قطب الإرشاد في كل زمان من الأزمان إلا واحد يكون قلبه على قلب المصطفى صاحب الوراثة الكاملة (كتاب ((العروة)) للسمناني مخطوط ورقة رقم 88 ب المنقول من كتاب ((ختم الأولياء)) ص 489 ط بيروت.) . وقال صاحب (الجمهرة): (قد صحت الروايات والنصوص المؤكدة الثابتة بالكتاب والسنة على أن الأرض لا تخلو من قائم لله بحجة، ومن عارف بالحقيقة الكامنة خلف الظواهر، ومن مميّز بين اللباب والقشور، وعابد لله على الوجه الصحيح، وسائر إلى الله على بصيرة صريحة، وعقيدة وضاءة إلى أن تقوم الساعة ( ((جمهرة الأولياء)) (1/ 7 ).) . ونقل عن قطب الدين القسطلاني في كتابه: (أن الله بحكمته ونعمته أقام في كل عصر من جعل له لسانا معبرا عن عوارف المعارف الإلهية، مخبرا عن لطائف العواطف الربانية، يصل الله به ما أنقطع من علوم الأنبياء ومعارف الأولياء (أيضا (1/ 94 ).) . وقال لسان الدين بن الخطيب: (ولا بدّ عندهم أن يكون في العالم شخص واصل إليه في كل زمان، وهو الخليفة المتلقي عن الله أسرار الموجودات، أما ظاهرا فنبيّ ورسول أو باطنا فقطب (((روضة التعريف)) للسان الدين بن الخطيب (ص 580 ).) . وقال الشعراني نقلا عن عليّ الخواص أنه قال: (من نعم الله تعالى على عباده كونه تعالى لا يخلي الأرض من قائم له بحجة في دينه، رضية لولايته، واختاره لمعاملته، يبين به دلالاته، يوضح به طرقاته، فطوبى لمن كان كذلك في هذا الزمان ((الأخلاق المتبولية)) للشعراني (2/ 116، 117 ).) . هذه الاقوال وغيرها تؤيد ما ذكرنا بأن الأرض لا تخلو من حجة … ٢-قول بأنّ ((الأرض قد خلت في بعض من الأوقات من حجّة)) باطل؛ لأنّه خلاف الضرورة والأخبار المتواترة ويؤيّد ذلك: أنّ أبا طالب كان هو الحجّة قبل النبيّ(صلّى الله عليه وآله )، وإن كانت الوصاية من جهات مختلفة، فأبو طالب كان من أوصياء إبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام)، وكان حافظ لكتبهم ووصاياهم من تلك الجهة وأمّا من الجهة الأُخرى وهي جهة الوصاية عن موسى وعيسى(عليهما السلام)، فالذي يظهر من بعض الأخبار أنّ آخر الأوصياء من هذه الجهة قبل ولادة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو سلمان، ويؤيّد ذلك قول راهب الإسكندرية له حين وفاته: ((إنّ النبيّ قد حانت ولادته))، ففيه إشارة إلى أنّه الوصي لحين ولادة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم), ولأنّه لم ينقل أنه لقي بعد ذلك الراهب وصيّاً آخر, هذا وقد ورد أن آخر أوصياء عيسى(عليه السلام), آبي, أو بردة…وأنّه الذي لقيه سلمان أخيراً ٣-والدليل من القرآن الكريم: قال تعالى: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم )) (الأنفال:33).. فقد روي عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: ((قلت لأبي جعفر محمّد بن علي الباقر (عليهما السلام): لأيّ شيء يحتاج إلى النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) والإمام؟ فقال: (لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبيّ أو إمام؛ قال الله عزّ وجلّ: (( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم ))، وقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون...) ))(4). والدليل من العقل: من الثابت أنّ الله تعالى قد خلق الخلق لغاية|؛ لأنّه حكيم، وإلاّ لكان عابثاً حاشاه، وقد خلق سبحانه الإنسان في هذه النشأة في أطوار من التدرّج، إذ جعل فيه قابلية التكامل، وجهّزه بالعقل لأجل هذا الهدف، غير أنّ العقل بمفرده لا يستقلّ بمعرفة الحقائق دائماً، فلا بدّ أن يسترشد بمنهاج إلهي يعينه على بلوغ الدرجة التي يمكن له أن يبلغها، ولا يجوز أن يبلغها من دون واسطة في التكامل، وهو: الرسول أو الإمام. فوجب أن لا تخلو الأرض يوماً عن هذا المكمّل أو الإنسان الكامل، لئلا يضلّ الإنسان عن طريق بلوغه الغاية التي خُلق لأجلها، ممّا يترتّب عليه حصول الفساد في الأرض، وشيوع الاضطراب والتنازع والتصارع، وما ينجم عن ذلك من الكوارث التي يهلك فيه الخلق، وهو مصداق لقوله: (لساخت...)، وعندها تفوت الغاية ويلزم العبث، وقد تقدّم أنّه حكيم لا يعبث. وأمّا من الناحية الفلسفية: فقد ذكر بعض الفلاسفة عدّة براهين على لزوم وجود موجود كامل يكون واسطة بين الله والخلق (الكون) يصل من خلاله الفيض الإلهي، ويعبّرون عنه بـ(واسطة الفيض)، إذ كلّ ما عدا الله فهو متحقّق في الفقر، ووجوده وجود غير مستقلّ يحتاج إلى استمرار الفيض من الغني المطلق، ولا يتمّ وصول الفيض إلاّ بموصل، لنعبّر عنه بـ(الرابط)، فيكون هذا الموجود الكامل هو الرابط، أو الرابط الأعلى رتبة. لكنّ هذه المعاني لا نستطيع الحكم بصدقها إلاّ إذا وصلنا ما يشرحها من النقل عبر روايات أئمّة الهدى(عليهم السلام)؛ فلاحظ!

3