جواد كاظم - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 الإحتجاج بأقوال ابن أبي الحديد

يعدّ ابن أبي الحديد من معتزلة بغداد القائلين بأفضلية الإمام عليّ(عليه السلام) على سائر الأُمّة بعد النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أمّا مذهبه الفقهي فهو: شافعي المذهب، والمتمعّن في قراءة ما جاء في كتابه شرح (نهج البلاغة) يجد أنّ لديه ولاءً للإمام عليّ(عليه السلام)، وأهل بيته الكرام؛ فإنّه يتحدّث عنهم بمزيد من التقديس والإجلال، ونظرة في ما جاء في القصائد السبع العلويات التي هي من نظمه، يجد مصداق ذلك، ولا يبعد عندي أنّه أدرك الحقيقة، ولكن ربّما لأُمور نجهلها، لم يفصح عن حقيقة موقفه. والله أعلم.


الأخ جواد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم، ربّما، ولكن قد يكون ابن أبي الحديد بين شرحه لنهج البلاغة وقصائده السبع العلويات على طرفي نقيض! فإنّه قد دافع في شرحه عن الشيخين بما لا يستطيعان الدفاع به عن أنفسهما لو كانا مكانه، بينما تجده في السبع العلويات يرتفع في مدح عليّ(عليه السلام) وتعريف مقامه إلى ما يعد غلوّاً عند بعض القوم. وعلى كلّ الأحوال فإنّ من طالع شرحه وتمعّن فيه وما قدّم في مباحثه من مقدّمات للدفاع عن مذهب أهل السُنّة بخطّه العام، لا يجد بُداً من الالتزام بالاحتجاج به مقابل المخالفين، فالرجل غير متّهم في ما ينقل. ودمتم في رعاية الله