احمد البحراني - البحرين
منذ 4 سنوات

حول الايمان و التقليد في أصول الدين

- من المعلوم عندي أنه لا تقليد في أصول الدين، بمعنى أن على الإنسان أن يَحصُل على اليقين في معتقداته الدينية عن بصيرة واقتناع، لا عن تقليد واتباع...فما هو الحد الأدنى من المعرفة (الحد المنجي) الذي يبنغي للإنسان تحصيله، بحيث يكون ما هو أكثر منه من شأن المتخصصين لا من شأن العوام؟ - "ويسلموا تسليما" هل يتعارض التسليم ببعض القضايا مع ضرورة إعمال العقل في استكناه الحقائق؟ ومتى على الإنسان أن يفكر؟ ومتى عليه أن يسلم؟ - ماذا عن إيمان العجائز؟ خصوصا وأنهم غير قادرين على رد أبسط الشبهات؟ ألا بعتبر هكذا إيمان نقصا وأنهم في معرض الاعتقاد بالباطل مالم يعملوا عقولهم ويتبينوا من عقائدهم بالدليل العقلي؟


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تشير الروايات التالية إلى معنى أدنى المعرفة أولاً:  عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته عن أدنى المعرفة فقال: الاقرار بأنه لا إله غيره ولا شبه له ولا نظير وأنه قديم مثبت موجود غير فقيد وأنه ليس كمثله شئ . وعن عبد الله بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أعرض عليك ديني الذي أدين الله عز وجل به ؟ قال : فقال : هات قال . فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء به من عند الله وأن عليا كان إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسن إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده الحسين إماما فرض الله طاعته، ثم كان بعده علي بن الحسين إماما فرض الله طاعته حتى انتهى الامر إليه، ثم قلت : أنت يرحمك الله ؟ قال : فقال : هذا دين الله ودين ملائكته... الحديث، وبطبيعة الحال فمن اللازم للأجيال التي عاصرت جميع الأئمة عليهم السلام من إيصال الاقرار إلى المهدي عليه السلام. وفي حديث معاوية بن وهب مع الإمام الصادق قال (عليه السلام) : ((... إن أفضل الفرائض وأوجبها على الانسان معرفة الرب والاقرار له بالعبودية، وحد المعرفة أن يعرف أنه لا إله غيره، ولا شبيه له ولا نظير، وأن يعرف أنه قديم مثبت موجود غير فقيد . موصوف من غير شبيه ولا مبطل ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، وبعده معرفة الرسول والشهادة بالنبوة، وأدنى معرفة الرسول الاقرار بنبوته، وإن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي فذلك من الله عز وجل، وبعده معرفة الامام الذي به تأتم بنعته وصفته واسمه في حال العسر واليسر، وأدنى معرفة الامام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة، ووارثه، وأن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله، والتسليم له في كل أمر، والرد إليه، والاخذ بقوله، ويعلم أن الامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله علي ابن أبي طالب، وبعده الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنا، ثم بعدي موسى ابني، وبعده علي ابنه، وبعد علي محمد ابنه، وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه، والحجة من ولد الحسن . ثم قال : يا معاوية جعلت لك أصلا في هذا فاعمل عليه..)) ثانياً: التسليم درجة من درجات الإيمان وهو الإقرار والخضوع لحكم الله تعالى أو أمره أو بلائه، وليس المراد منه التسليم الجدلي المستعمل في باب المحاجة أو المناظرة أو في باب العلم الاصطلاحي، وبالتالي فلا تعارض بين التسليم بالمعنى الأول وبين إعمال العقل في سائر ما يقتضي إعمال العقل فيه من المسائل العلمية والأراء العقلية بحسب المعنى الثاني ثالثاً: يندرج هذا الايمان تحت التسليم بالمعنى الأول، وهو لا يقتضي أكثر من تصديق النبي والإمام عليهما السلام في دعواهما وتنفيذ أوامر الله تعالى من دون مناقشة أو اعتراض، ويستند إيمان العجائز إلى اعتبار ما يأتي من الله بتوسط النبي أو الإمام مطلوبا برسم الاعتقاد والعمل ومتلازما مع الشعور بالتذلل لله القهار، وهذا لا يقتضي اتعاب النفس بالبحث عن الأدلة العقلية والعلمية مع حصول الايقان بالدليل ذي السلطة الأقوى وهو نفس وجود النبي والإمام عليهما السلام في مقام التبليغ، فتأمل ودمتم في رعاية الله

4