نور ( 20 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الخوف من القدر

السلام عليكم هناك دائما خوفا من القدر وما يحمله وتجي تخييلات مخيفه وخوف من الله كثيير لدرجه اخاف اسوي اي شي بالحياة ما هو علاج هذا الشي ؟ او كيف اسلم امري لله تعالى واترك كل المخاوف الي بداخلي ؟ وشكرا لكم


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب الخوف من الله تعالى شيء مطلوب فان الانسان يحتاج ان يكون خائفا من الله كي لا تنزلق النفس في المعاصي واتباع الشيطان ولكن ليس الخوف من الله تعالى هو كل شيء بل لا بد ان يعيش الانسان حالة الرجاء أيضا فيكون امره بين الخوف من الله تعالى والرجاء أي يرجو رحمته الواسعة ويرجو منه انه يسامحه ويغفر له الذنوب التي صدرت منه فالاتزان هو ان نعيش بين الخوف من عذاب الله وغضب الله والرجاء فلا نرى الله تعالى فقط العادل الذي لا يظلم احدا وانه لو عامل الناس بعدله فانه لن يبقى احد يستحق الجنة بل نراه الرب الرحيم الغفور التواب وهذا المعنى واضح جدا في دعاء الافتتاح فان الامام عليه السلام يقول ((وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَشَدُّ المُعاقِبِينَ فِي مَوْضِعِ النِّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَأَعْظَمُ المُتَجَبِّرِينَ فِي مَوْضِعِ الكِبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ)) والجميل في الدعاء انه قدم الرحمة على الغضب وهذا هو الموافق للقران ((وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ)) بينما العذاب يقول فيه ((عَذابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ)) فالعذاب خاص بينما الرحمة عامة . ومن هنا فلاجل ان نعالج الحالة التي يمر بها جنابكم الكريم لابد ان تولد عندك الايمان الراسخ بان الله تعالى ارحم الراحمين وانه الرؤوف بالعباد وهو غفار الذنوب وهو اللطيف بعباده وانه تعالى لا يريد ظلما بالعباد وهذا شيء لابد ان تلمسه في نفسك وتراه بعينك وتحسه في وجدانك فتعيش في حالة متزنة فلا نسلم امرنا الى انفسنا ظنا منا ان الله تعالى يغفر لنا ويعفو عنا بحيث نكون قد تجاوزنا الحد في ذلك ولا نكون خائفين خوفا يتنافى مع الرحمة الالهية والمغفرة الربانية فحالة الاتزان هي المطلوبة هذا بالنسبة لسؤالكم الثاني. اما سؤالكم الاول بعد اتضاح حالة التوازن التي يعيشها الانسان فانه بالتالي سوف تؤثر على حساباته للمستقبل فان الانسان الذي يرى الله غفورا رحيما توابا سوف يوقن ان الله تعالى يسامحه اذا صدر منه ما يوجب غضبه عليه وانه لا يتركني وانا عبده الضعيف بل دائما يعينني في هذه الدنيا وهو القادر على دفع كل ضر عني هذا من جهة ومن جهة اخرى: لابد ان نعتقد اعتقادا جازما ان الله تعالى حكيم ولا يمكن ان يفعل القبيح وان كل ما يصدر من السماء هو في الحقيقة في مصلحة العباد ولا يمكن ان يصدر من الله عز وجل الا ما فيه نفعي وخيري فهو ارحم علينا من انفسنا فالانسان يسلم امره لله تعالى من دون ان يظن السوء بالله تعالى ويعيش حالة التسليم لله وحالة ان (لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) فما من شيء يحصل لي الا والله تعالى يعينني عليه سواء اصابني الخير فيعينني على شكره وان شكرتم لازيدنكم وان اصابني شر فان الله يعينني على الصبر فيه وان اجتاز بعض الاختبارات وانا ثابت القدم. اسال الله تعالى ان يهدينا وييسر لنا سواء الطريق تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3