علي ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الجهر بالبراءه

السلام عليكم محمد بن يحيى #عن محمد بن الحسين# عن أحمد بن محمد بن ابي نصر# عن داوود بن سرحان# قال عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن جده رسول ( صلى الله عليه وآله) يقول: {{ إذا رأيتم أهل البدع والريب من بعدي فأجهروا بالبرائه منهم واكثروا سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم الدرجات في الاخرة}} الكافي ج 2 السؤال يستدل البعض بهذا الحديث للجهر بالبراءة من اعداء اهل البيت ع والنواصب وسبهم ولعنهم على العلن بلا تقيه هل هذا الاستدلال صحيح


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الرواية وردت في كتاب الكافي الشريف للكليني ج2/ص375/ح4. ننقل لكم نص ما ورد في شرح الحديث للمولى محمد صالح المازندراني ج10/ص43. ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم ، وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم ) الريب الشك ومن علاماته المساهلة في الدين وترك الأوامر وفعل النواهي وعدم الاعتناء بهما ، والبدعة اسم من الابتداع وهو الاحداث ثم غلب استعمالها فيما هو زيادة أو نقصان في الدين ، والمراد بسبهم الإتيان بكلام يوجب الاستخفاف بهم . قال الشهيد الثاني : يصح مواجهتهم بما يكون نسبته إليهم حقاً لا بالكذب وهل يشترط جعله على طريق النهي فتشترط شروطه أم يجوز الاستخفاف بهم مطلقاً ؟ ظاهر النص والفتاوى الثاني والأول أحوط . ودل على جواز مواجهتهم بذلك وعلى رجحانها رواية البرقي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) « إذا ظاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة » ومرفوعة محمَّد بن بزيع « من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب » انتهى . والوقيعة اللوم والذم والعيب . تقول : وقعت في فلان وقوعاً ووقيعة إذا عبته وذممته ، وبفلان إذا لمته ، والبهت التحير والدهش ، ولعل المراد به إلزامهم بالحجج البالغة لينقطعوا ويبهتوا كما بهت الذي كفر في محاجة إبراهيم ( عليه السلام ) وكل ذلك . (كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم) فإنك إذا وقعت فيهم وأظهرت بدعهم ولمتهم بها يتركون الفساد ، ويحذر منهم الناس ولا يتعلمون من بدعتهم ، ولا يكتسبونها خوفاً من الله ، أو من الوقيعة ، واعلم أن لخلاف الحق درجات متفاوتة منهم الكافر والإعراض عنه وعداوته وبغضه لازم وإن كان أهل الذمة والأمان ، ومنهم المبتدع وهو الذي يرتكب البدعة ويدعو الناس إليها ، ومنهم أهل المعصية التي فيها إيذاء الخلق ، كالظلم ، والشهادة الزور ، والحكم بخلاف الحق ، والهجو ، والغيبة . وفهم أهل المعصية التي فيها إيذاء الخلق كالظلم وشهادة الزور والحكم بخلاف الحق والهجو والغيبة ، ومنهم أهل المعصية التي لا تؤذي الخلق كشرب الخمر وترك الصلاة ، وهؤلاء يجب زجرهم عن المعصية فإن قبلوا وتابوا وإلاَّ وجب الوقوع فيهم وتشهيرهم لما ذكر . ثم رغّب فيما ذكر بقوله : ( يكتب الله لكم بذلك الحسنات ، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) فيا عجباً لمن يدعي الفضل حيث يجالس الشاربين للخمور والشاغلين بالنرد والطنبور ، والمؤذين للمؤمنين بالغيبة وقول الزور ، والعاملين بجميع أنواع المعصية والفجور ، وهو يتكلم على وفق مرادهم بغمض عن فسادهم حباً للشهرة والرئاسة وطلباً لما في أيديهم من متاع الدنيا للخساسة ) انتهى الشرح. بعد اتضاح الحديث نضيف شيئا ان الروايات لا ينظر لها كروايات مفردة بل ينظر لها كمنظومة متكاملة والا فما أصاب من تعامل مع الروايات بهذه الطريقة ونحن اذا رجعنا للروايات نجد روايات يؤكد فيها اهل البيت عليهم السلام ان نتعامل مع أبناء العامة بشكل يحفظ الامن الاجتماعي بان نعيد مرضاهم ونحضر جنائزهم فهذا يدل بوضوح على غير مايريد المثبت اثباته بهذه الرواية. فبالتاكيد ليس المراد من الرواية ان نجلس في الفضائيات ونسب أبناء العامة ونسب رموزهم بحجة انهم اهل بدع هذا شيء لايمكن قبوله ثم كيف يمكن العمل بهكذا طريقة والقران ينادي ليلا ونهارا ادعو الى سبيل ربك بالحكمة الحسنة فهل يعقل ان أسلوب الدعوة الى مذهب اهل البيت يكون بالسب والشتم ولم نعهد من اهل البيت عليهم السلام انهم كانوا يتعاملون مع المخالفين لهم بهذه الطريقة وهم اعلم بما في احاديث جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وهذه الطريقة لم تكن في عصر من عصور التشيع والتشيع كان وما زال يعيش حالة الاتزان في حركته ثم هذه الأمور وتحديد السياسة فيها يرجع للفقيه الجامع للشرائط فهو من يحدد طريقة التعامل مع المذاهب الأخرى لما لهذه القضية من خطورة بمكان قد تصل الى إبادة المذهب بأكمله فلابد من إدارة الأمور بحكمة وروية وليست القضية راجعة الى فهمي انا من الرواية وما يمكن ان استفيد منها هذا شيء الخطير لايمكن ان يكون رهن فهم الناس وما يجدونه مناسبا في نظرهم ونجد بعض يذهب شرقا واخر يذهب غربا بل هناك سياسة خاصة يسير عليها المذهب مذ عهد امير المؤمنين عليه السلام الى عهدنا هذا فيرجى الحذر من هكذا دعاوى من اشخاص لا يعلم حالهم ومن اين أتوا وكيف انتشروا ومن يمولهم من أوائل حركتهم. ومن كل هذا يمكن القول ان الذي يريد ان ينهج هكذا أسلوب لن يجني الى الإساءة الى المذهب الشيعي ولعل هكذا اشخاص هم أداة بيد المغرضين للاسلام بشكل عام وللتشيع بشكل خاص لا أقول انهم متواطؤون معهم اذ قد يغرر بالإنسان بحجة نصرة الدين والمذهب ويستدرج شيئا فشيئا الى ان يحقق الغرض من الإساءة للتشيع. اطلت قليلا وما هو الا خدمة لكم وخدمة للتشيع وأليم ما نشاهده من تخبط البعض بعيدا عن العلماء والمرجعيات التي هي صمام الأمان وصمام الفكر والمحامية عن المذهب والدين. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1