صحة حديث
السلام عليكم يوجد حديث مفاده: من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني، ومن أحدث وتوضأ ولم يصلِ ركعتين فقد جفاني .... إلى آخر الحديث). وفي هذا الحديث أمر واجب للوضوء لأنه إذا لم يبقَ العبد على وضوء فقد جفا الله سبحانه، ووجود حتمي لاستجابة الدعاء، لو لاحظتم في آخره يقول: ودعاني ولم أجبه فقد جفوته ولست برب جافٍ. هل هذا الحديث صحيح؟ وهل نحن نعتقد به؟ أنا عملت بهذا الحديث مراراً وتكراراً ودعوت الله سبحانه أن يقضي لي حاجة معينة، لكن اللهَ سبحانه لم يستجب وصار الأمر إلى ما لا أرغب فيه، مع العلم حاجتي ليس فيها معصية لله!
عليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، ننقل لكم إجابة الشيخ محمد صنقور من موقعه: قال النبي (صلى الله عليه وآله): "يقول الله تعالى: من أحدث ولم يتوضّأ فقد جفاني، ومن أحدث وتوضّأ ولم يصلّ ركعتين فقد جفاني، ومن أحدث وتوضّأ وصلّى ركعتين ودعاني فلم أجبه فيما يسأل من أمر دينه ودنياه فقد جفوته، ولست بربٍّ جافٍ". هذا الحديث من الأحاديث القدسيَّة، وقد رواه الحسن بن محمد الديلمي مرسلاً في كتابه إرشاد القلوب، فهو ضعيفٌ من جهة السند إلا أنَّ الفقهاء يتسامحون في أسناد الروايات الأخلاقية، ومفاد الحديث هو استحبابُ تجديد الوضوء بعد كلِّ حدث، واستحباب التقرُّب إلى الله تعالى بركعتين بعد كلِّ وضوء، واستحباب الدعاء بعد كلِّ صلاة ركعتين، وقد اشتمل الحديث على وعدٍ بالاستجابة للدعاء إذا التزم المؤمنُ بهذا الأدب النبويِّ إلا أنَّ ذلك لا يعني انَّ الاستجابة حتميَّة وإنَّما هي اقتضائية لإمكانية أنْ يمنع من الاستجابة مانعٌ يعلمُه الله جلَّ وعلا. والحديث لا يقتضي وجوب كلِّ ذلك وانَّما يقتضي الاستحباب والرجحان، فمن لم يكن بوسعه الإلتزام بالصلاة بعد كلِّ وضوء فليلتزمْ بالوضوء بعد كلِّ حدَثٍ، ومن لم يسعه الوضوء بعد كلِّ حدَثٍ فليكن ذلك منه إذا وسعَه، فإنَّ الوضوء بعد الحدث والصلاة من القُربات لله تعالى، فكلَّما ازداد منها المؤمن ازداد خيراً إلا أنَّه لو لم يلتزم لم يكن موزوراً. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه