logo-img
السیاسات و الشروط
مهدي ( 16 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

حلاوة الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف لي الحصول على حلاوة الإيمان بالله؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الإيمان -بمرتبته الدانية- يعني الإقرار بأصول الدين، والمراد من الإقرار هو الإذعان القلبي واليقين بحقانية هذه الأصول وهي: التوحيد، والعدل، والنبوة، والإمام، والمعاد. فلا يصحُّ وصف أحدٍ بالإيمان إلَّا أن يكون مقرّاً بهذه الأصول وهذا هو أدنى مراتب الإيمان. وهناك أمر آخرٌ إذا تمثَّله الإنسان كان في أدنى مراتب الإيمان، وهو الالتزام بالواجبات: كالصلاة والصيام، والزكاة والحج، وسائر الفرائض الإلهية الأخرى، والانتهاء عمّا حرّم الله تعالى. فإذا ما كان الإنسان واجداً لليقين بأصول الدين وممتثلاً لأصول الفرائض الإلهية فهو مؤمن. ولكنّه في المرتبة الأولى من الإيمان، وثمَّة مراتب أخرى هي التي تُصحِّح وصف المؤمن بأنّه قد بلغ أكمل الإيمان. وينطلق من أنّ للإيمان حقائق، وللإيمان حلاوة، وحلاوة الإيمان شيء، وحقائقه شيءٌ آخر، معظم الناس بإمكانهم أن يدركوا حقائق الإيمان، لكن قلةً من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فذاقوا حلاوة الإيمان، والفرق بينهما شاسعٌ جداً، كأن تنطق بكلمة مئة مليار دينار مثلاً، وبين أن تملكها. ولكن الذي يشدك إلى الدين هو حلاوة الإيمان، فإذا ذقت حلاوة الإيمان بذلت الغالي والنفيس، وكنت أسعد الناس في الدنيا، في أيّ ظرفٍ، وفي أيّ عصرٍ، وفي أيّ مصرٍ، ظروف صعبة، سهلة، غني، فقير، قوي، ضعيف، متزوج، أعزب، صحيح، مريض، وحلاوة الإيمان ثمنها باهظ، لكن نتائجها باهرة، الثمن باهظ جداً، الثمن انضباط، الثمن بذل وتضحية، لكن النتائج باهرة. إنّ تذوق حلاوة الإيمان شيءٌ داخلي لا يُرى بالعين المجرّدة، فالمؤمن الصادق، يوجد بقلبه من الأمن ما لو وزع على أهل بلدٍ لكفاهم؛ لأنّ قلبه مملوء بالتفاؤل، والثقة بالله، والشعور بأنّ الله يحبّه، ومن الأدلة على تذوق حلاوة الإيمان هو المطالبة بالمزيد في العبادة، تقوم الليل، تطالب بالمزيد، تصوم صيام النفل، تطالب بالمزيد، تبذل بعض المال لخدمة الخلق، تطالب بالمزيد، على خلاف مَن لم يذق حلاوة الإيمان، فإنّه يكتفي بالقليل من العمل الصالح، وبالقليل من العبادة، ويرضى بالحد الأدنى منها. فالرحلةُ إلى قوةِ الإيمان بالله (تعالى)، وحبِّه، واليقين به، تحتاجُ إلى صفاءٍ داخلي. وهذا الصفاء يحدث بفعل العبادات، فما من عبادةٍ خالصةٍ لوجهه الكريم إلّا وتركت أثرها على الروح. وهو ما يؤدي لانفتاح عين البصيرة وقوة سمع أذن القلب، حتى يكون هذا القلب، محلّاً لإشراقِ نور معرفته، وحبِّه (عزّ وجلّ). اللهمّ ارزقني حُبَّك، وحُبَّ ما تُحِبُّه، وحبَّ مَن يُحِبُّك، والعملَ الذي يُبلغني إلى حُبِّك، واجعل حبَّك أحبّ الأشياء إليّ. ووردت بعض الأحاديث في بيان حلاوة الإيمان منها: ترك الدنيا وملذاتها فيما ورد عن رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): "لَا يَجِدُ الرَّجُلُ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ حَتَّى لَا يُبَالِيَ مِنْ أَكْلِ الدُّنْيَا".(الريشهري،ميزان الحكمة:ج١،ص٢٠١). وكذلك رُوي عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ): "حَرَامٌ عَلَى قُلُوبِكُمْ أَنْ تَعْرِفَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا".(الكليني،الكافي:ج٢،ص١٢٨). وفقتم لكل خير

10