علي الجابري - الإمارات
منذ 4 سنوات

من هو بختنصر ؟

اريد معرفة قصة السبي البابلي متى حدثت وهل صحيح مايقال انها حدثت بواسطة الملك البابلي نبوخذنصر او مايسمى بختنصر البابلي وانه قتل سبعين الف من بني اسرائيل بعد ان رأى دم يفور وعندما سأل عنه اخبر بأن بني اسرائيل قتلوا النبي يحيى عليه السلام ولذلك قام بقتل سبعين الفا حتى سكن الدم من هو هذا الملك البابلي حيث انه من المعروف ان النبي يحيى ع كان معاصرا للمسيح ع وان الملك البابلي نبو خذ نصر قد مات عام 562 ق.م. ارجو توضيح ذلك بشئ من التفصيل والسلام عليكم


الأخ علي الجابري المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1- بالنسبة للسبي البابلي، فقد تم هذا السبي على يد نبوخذ نصر في أربع مراحل في عام 605 ق. و597 ق.م،و 587 ق.م ثم في عام 582 ق.م، وقد أخذ نبوخذ نصر في هذا السبي إلى بابل عظماء اليهود وعلماءهم، والعمال الفنيين بعد أن أخذ آنية الهيكل وخرّبه بعد ذلك، وقد بقي اليهود في بابل فترة، السبي هذه التي أمتدت مدة سبعين عاماً وأشتغلوا في التجارة وملكوا البيوت والخدم، وبعد سقوط بابل في عام 539ق.م على يد كورش الفارسي سمح بعودة اليهود إلى أرض بيت المقدس ولكن كثيرين منهم فضلوا البقاء في بابل فصار اسمهم يهود الشتات، وعاد البعض الآخر إلى أرض بيت المقدس. 2- أما بالنسبة لدعوى أن بخت (نبوخذ) نصر قتل سبعين ألف شخص ثأراً لنبي الله يحيى (عليه السلام) بعد قتله على يد الملك الظالم بسبب تحريض أحد البغايا عليه، بينما المعلوم أن بخت نصر توفي قبل ولادة يحيى (عليه السلام) بقرون عديدة، نقول: أختلفت الروايات في بيان هذه المسألة التاريخية، وقد تعرض العلاّمة المجلسي إلى بيان الروايات والأخبار الواردة في هذا الشأن، فقال في الجزء الرابع عشر من كتابه الأثير (بحار الأنوار) في باب 25: قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر: قال الطبرسي رحمه الله: اختلف المفسرون في الكرتين (المشار إليهما في الآيات 4ـ7 من سورة الإسراء)، قالوا: لما عتا بنو إسرائيل في المرة الأولى سلط الله عليهم ملك فارس، وقيل: بخت نصر، وقيل: ملكاً من ملوك بابل، فخرج إليهم وحاصرهم وفتح بيت المقدس وخرب المسجد، وأحرقت التوراة، وألقى الجيف في المسجد، وقتل على دم يحيى سبعين ألفاً وسبى ذراريهم، وأغار عليهم، وأخرج أموالهم وسبى سبعين ألفاً وذهب بهم إلى بابل، وبقوا في مدة مائة سنة تستعبدهم المجوس وأولادهم، ثم تفضل الله عليهم بالرحمة وأمر ملكاً من ملوك فارس عارفاً بالله سبحانه فردّهم إلى بيت المقدس، فأقامهم به مائة سنة على الطريقة المستقيمة والطاعة، ثم عادوا إلى الفساد والمعاصي فجاءهم ملك من ملوك الروم اسمه انطياخيوس فخرب بيت المقدس وسبى أهله، وقيل: غزاهم ملك الرومية وسباهم، عن حذيفة، وقال محمد بن إسحاق، كانت بنو إسرائيل يعصون الله تعالى وفيهم الأحداث، والله يتجاوز عنهم، وكان أول ما نزل بهم بسبب ذنوبهم أن الله بعث إليهم شعيا قبل مبعث زكرياً، وكان لبني إسرائيل ملك كان شعيا يرشده ويسدده، فمرض الملك وجاء سخاريب إلى باب بيت المقدس بستمائه ألف راية، فدعا الله شعيا فبرئ الملك ومات جمع سخاريب ولم ينج منهم إلا خمسة نفر، منهم سخاريب، فهرب وأرسلوا خلفه من أخذه ثم أمر الله بإطلاقه ليخبر قومه بما نزل بهم فأطلقوه وملك سخاريب بعد ذلك سبع سنين واستخلف بخت نصر ابن ابنه فلبث سبع عشرة سنة، وهلك ملك بني إسرائيل ومرج أمرهم وتنافسوا في الملك، وقتل بعضهم بعضاً فقام شعيا فيهم خطيباً فوعظهم فهموا بقتله فهرب ودخل شجرة فقطعوا الشجرة بالمنشار، فبعث الله إليهم أرميا من سبط هارون ثم خرج من بينهم لما رأى من أمرهم، ودخل بخت نصر وجنوده بيت المقدس وفعل ما فعل ثم رجع إلى بابل بسبايا بني إسرائيل، فكانت هذه الدفعة الأولى، وقيل أيضاً: إن سبب ذلك كان قتل يحيى بن زكريا وإنه دم يحيى لم يزل يغلي حتى قتل بخت نصر منهم سبعين ألفاً أو أثنين وسبعين ألفاً، ثم سكن الدم، وذكر الجميع أن يحيى بن زكريا(عليه السلام) هو المقتول في الفساد الثاني، قال مقاتل: وكان بين الفساد الثاني والأول مائتنا سنة وعشر سنين، وقيل: إنما غزا بني إسرائيل في المرة الأولى بخت نصر، والمرة الثانية ملوك فارس والروم، وذلك حين قتلوا يحيى(عليه السلام) فقتلوا منهم مائة ألف وثامنين ألفاً، وخرب بين المقدس، فلم يزل بعد ذلك خراباً حتى بناه عمر بن الخطاب، فلم يدخله بعد ذلك رومي إلا خائفاً، وقيل: إنما غزاهم في المرة الأولى جالوت، وفي الثانية بخت نصر أنتهى. وقال صاحب الكامل: ما روي من أن بخت نصر هو الذي خرب بيت المقدس وقتل بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا (عليه السلام) باطل عند أهل السير والتواريخ وأهل العلم بأمور الماضين وذلك بأنهم مجمعون على أن بخت نصر غزا بني إسرائيل عند قتل نبيهم شعيا في عهد أرميا، وبين عهد أرميا وقتل يحيى أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة عند اليهود والنصارى، ويذكرون أنّ ذلك في كتبهم وأسفارهم، ويافقهم المجوس في مدّة غز وبخت نصر بني إسرائيل إلى موت الإسكندر، ويخالفهم في مدّة ما بين موت الإسكندر ومولد يحيى فيزعمون أنّ مدّة ذلك إحدى وخمسون سنة. وفي الهامش عن المجلسي الكامل 1: 104. قلت: ذكر أيضاً الثعلبي في العرائس ثم قال: وإنما الصحيح في ذلك ما ذكره محمد بن إسحاق بن يسار قال: عمرت بنو إسرائيل بيت المقدس بعد ما عمرت الشام، وعاد إليها ملكها بعد خراب بخت نصر إياها وسبيهم منها، فجعلوا يحدثون الأحداث بعد مهلك عزير عليه السلام، فبعث الله فيهم الأنبياء، ففريقا يكذبون وفريقا يقتلون، حتى كان آخر من بعث إليهم من أنبيائهم زكريا ويحى وعيسى عليهم السلام وكانوا من آل داود عليه السلام، فمات زكريا وقتل يحيى فلما رفع عيسى من بين ظهورهم وقتلوا يحيى عليه السلام بعث الله عليهم ملكا من ملوك بابل يقال له كردوس، فسار إليهم بأهل بابل حتى دخل عليهم الشام، فلما دخل عليهم أمر رئيساً من رؤوس جنوده يقال له بنوا رازادان صاحب القتل، فقال له، إني حلفت بالههم لئن ظهرت وظفرت على أهل بيت المقدس لاقتلنهم حتى تسيل دماؤهم في وسط عسكري، فأمره أن يقتلهم، ثم أن بنوارا زادان دخل بيت المقدس فأقام في البقعة التي كانوا يقربون فيها قربانهم فوجد فيها دما يغلى، فسألهم عنه فقالوا: هذا دم قربان قربناه فلم يقبل منا، فقال: ماصدقتموني الخبر اهـ . ثم ذكر نحوما تقدم في قصة بخت نصر ويظهر من السعودي في إثبات الوصية أن الذي قتل الناس لقتلهم يحيى عليه السلام هو بخت نصر بن ملت نصر بن بخت أمر الأكبر، وبذلك يرتفع الإشكال بحذافيره. ثم قال المجلسي :أقول: ستعرف أن أخبارنا أيضاً مختلفة في ذلك لأنه يظهر من خبر أبن عمارة وخبر ملاقاة داود دانيال وغيرهما كون بخت نصر متصلاً بزمان سليمان (عليه السلام)، ويظهر من خبر هارون بن خارجة وأبي نصير وغيرهما كون خروج بخت نصر بعد قتل يحيى (عليه السلام) ولا يبعد كون بخت نصر معمراً وكذا دانيال فيكونا قد أدركا الوقتين معا، ويمكن أن يكون إحداهما محمولة على التقية، والأخبار الدالة على كون خروجه بعد قتل يحيى (عليه السلام) أقوى سنداً وقد سبق بعضها في قصة يحيى والله العالم. وعلى كل حال فإن ما ورد من أخبار مختلفة في زمن ملك نبوخذ نصر ووقت غزوه لبني إسرائيل هي أخبار أحاد مختلفة في مؤداها، والمنهجة المتخذة في الروايات التأريخية هي عرضها على القرائن والوقائع الثابتة. والحصلية التي نخرج بها من كل الروايات أن نبوخذ نصر قد غزى بني إسرائيل قبل ولادة يحيى بسنين كثيرة ولعله قد وجد دم لنبي من أنبيائهم مقتول تذكر بعض الروايات أنه اشعيا. وأما ما أبتلي بني إسرائيل به بعد قتل نبي الله يحيى (عليه السلام) فلعله غزو الفرس أو تدمير الروم لبيت المقدس فلاحظ. ودمتم في رعاية الله

3