الشهيد
متى يكون الإنسان شهيداً ( أنواع الشهداء) ؟
الشَهِيْد هو من يُقتل في سبيل الله تعالى، في جهاد أعدائه من الكفار و المشركين و الطائفة الباغية على الطائفة الأخرى من المسلمين. و سُمي شهيداً؛ لأنه يكون يوم القيامة شاهداً على كل من ظلمه و على المنحرفين، ولهذا الشهيد حكم فقهي خاص من حيث التغسيل و التكفين. فالشهيد الذي يسقط في المعركة و لا يدركه المسلمون و به رمق يسقط عنه التغسيل و التكفين، فيُصلّى عليه و يدفن بثيابه، و أمّا من يدركه المسلمون و به رمق، ومن يسقط شهيداً خارج جبهة المعركة فإنه و إن عُدَّ شهيداً إلا أنه يُغسَّل و يُكفَّن، وهو كل من يُقتل دفاعاً عن الدين و المذهب الحق، أو يتم إغتياله لإيمانه، أو لسبب له علاقة بالدين فهو شهيد حتماً. و الذي يُقتل ظلماً و عدواناً و لو بصورة عشوائية و لم يكن المقصود شخصياً، فهو أيضاً ممن يعامل معاملة الشهيد إن كان مؤمناً في عقيدته، بل كل مؤمن صادق في إيمانه يُعطيه الله أجر الشهيد، و إن مات على فراشه، فقد رُوِيَ عن الإمام علي بن محمد الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : " كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ، وَ إِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَ هُوَ كَمَنْ مَاتَ فِي عَسْكَرِ الْقَائِمِ ( عليه السلام ) ثُمَّ قَالَ: أَيَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ ثُمَّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " . وَ رَوِيَ عَنْ مَوْلَانَا الإمام عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام )، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ( صلوات الله عليه ) قَالَ : " الْمُؤْمِنُ عَلَى أَيِّ حَالٍ مَاتَ وَ فِي أَيِّ سَاعَةٍ قُبِضَ فَهُوَ شَهِيدٌ "، وَ عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ : " الْمَرِيضُ فِي سِجْنِ اللَّهِ مَا لَمْ يَشْكُ إِلَى عُوَّادِهِ تُمْحَى سَيِّئَاتُهُ، وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَاتَ مَرِيضاً مَاتَ شَهِيداً، وَ كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ، وَ كُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ، وَ أَيُّ مِيتَةٍ مَاتَ بِهَا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَ تَلَا قَوْلَ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾.