السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
إنّ اللِّسان من النّعم الّتي أنعم الله بها على الإنسان، ليستعين به على أمور دينه ودنياه.
وقد بلغ هذا اللِّسان من الخطورة، بحيث نسبت إليه أعظم الشَّرور الدُّنيوية والأخرويَّة، فقد سأل سائل رسول الله (صلى اللّٰه عليه وآله)، قال يا رسول الله أوصني، فقال: "احفظ لسانك، وَيْحكَ وهل يَكُبُّ النّاس على مناخرهم في النّار إلّا حَصائِدُ ألسنتهم".
وما العمل مع اللسان، فلم يتركنا الله ورسوله (صلى اللّٰه عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) حيارى في اكتشاف جواب هذا السُّؤال، بل هم أجابوا عن ذلك وكان لديهم العلاج:
١) قول الخير دائماً: يقول تعالى في ذلك: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا ﴾ [الاسراء: ٥٣].
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت".
٢) ذِكْرُ الله: فاللِّسان آلة ذكر الله وعلى الإنسان أن يستغل لسانه بذكر الله، كما جاء الأمر في الذِّكر الحكيم، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الاحزاب: ٤١].
٣) التَّفَكُّر قبل الكلام: وهذا العلاج لكلِّ آفات اللِّسان، فقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: "وإنَّ لسان المؤمن وراء قلبه، وإن قلب المنافق من وراء لسانه، لأنّ المؤمن إذا أراد أن يتكلَّم بكلام تدبَّره في نفسه، فإن كان خيراً أبداه، وإن كان شرّاً واراه، وإن المنافق يتكلَّم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه".
٤) الصَّمت والسُّكوت: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "من صمت نجا".
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "الصَّمت عبادة لمن ذكر الله".
وعنه (صلى الله عليه وآله): "إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً، ونظروا فكان نظرهم عبرة، ونطقوا فكان نطقهم حكمة".
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في نهج البلاغة: "واجعلوا اللِّسان واحداً وليخزن الرَّجل لسانه، فإنّ هذا اللِّسان جموح بصاحبه، والله، ما أرى عبداً يتقى تقوى تنفعه حتى يختزن لسانه".
وعنه (عليه السلام) أنّه: "إنَّ لله عباداً كسرت قلوبهم خشية الله، فأسكتتهم عن النِّطق وإنّهم لفصحاء عقلاء يستبقون إلى الله بالأعمال الزكيّة ... المزید".
منقول بتصرف.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه