السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٧ - الصفحة ٢٦١-٢٦٢:
ذهب جمع من المفسرين إلى أن سبب هذه النصيحة هو أن إخوة يوسف كانوا يتمتعون بقسط وافر من الجمال (وإن لم يكونوا كيوسف لكنهم في كل الأحوال كانوا إخوته) وبأجسام قوية رشيقة، وكان الأب الحنون في قلق شديد من أن إلفات نظر الناس إلى هذه المجموعة المكونة من أحد عشر شخصاً ويدل سيماهم على أنهم غرباء وإنهم ليسوا من أهل مصر، فيصيبهم الحسد من تلك العيون الفاحصة.
ثم بعد هذا التفسير - دخل المفسرون في بحث طويل ونقاش مستمر حول موضوع تأثير العين في حياة الإنسان واستدلوا على ذلك بشواهد عديدة من الروايات والتأريخ.
ونحن بحول الله وقوته سوف نبحث عن هذا الموضوع عند حديثنا عن قوله تعالى: وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم. ونثبت إنه برغم الخرافات الكثيرة التي لفها العوام حوله إلا أن مقداراً من هذا الأمر له حقيقة موضوعية حيث ثبت علمياً أن أمواج سيالة تخرج من العين وتمتلك بعض المواصفات المغناطيسية.
وهناك سبب آخر ذكره المفسرون وهو أن دخول هذه المجموعة إلى مصر بوجوههم المشرقة وأجسامهم الرشيقة القويمة والسير في شوارعها، قد يثير الحسد والبغضاء في بعض النفوس الضعيفة فيسعون ضدهم عند السلطان ويظهرونهم كمجموعة أجنبية تحاول العبث بأمن البلد ونظامه، فحاول يعقوب (عليه السلام) أن يجنبهم بنصيحته عن هذه المشاكل.
وأخيرا حاول بعض المفسرين تأويل الآية بمعنى قد يعد ذوقياً ... المزید قال: إن يعقوب بنصيحته تلك أراد أن يعلم أولاده دستوراً إجتماعياً هاماً، وهو أن على الإنسان أن يبحث عن ضالته بطرق عديدة وسبل شتى بحيث لو سد طريق بوجهه لكان بمقدوره البحث عنها من طرق أخرى حيث سيكون النصر حليفه في النهاية، أما إذا حاول الوصول إلى هدفه بانتهاجه طريقا واحداً فقط، فقد يصطدم في أول الطريق بعائق يمنعه عن الوصول فعند ذاك يستولي عليه اليأس ويترك السعي إليه.
ودمتم في رعاية الله