علي حسين - السعودية
منذ 4 سنوات

الشبهة حول محبة أهل البيت ع والخلفاء

كاتب الشبهة : أبو عبدالله الحربي ************************* الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله المختار وآله والأطهار. وبعد: فإن حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هو جزء من الإيمان فلا يحبهم إلا مؤمن ولا يكرههم إلا منافق ... ومعلوم أن الجيل الأول من آل بيت رسول الله كعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم مبشرون بالجنة فهم جزء من أهل السنة والجماعة إن لم يكونوا هم أركان السنة هم وباقي الصحابة . وكل هذا لم يشفع لمن يدعي التعالم أن يوجه بسهامه إلى أهل السنة, بأنهم ظلموا آل البيت ولم يحفظوا تراثهم, وغيرها من الشنشنة المعروفة من أخزم, وليس عبد الحسين الموسوي صاحب المراجعات والنص والإجتهاد بعيد عن هذا. فكان لزاماً على أهل السنة رفع هذه التهمة مع براءة ساحتهم طبعاً، لكن كما يقال رفعت عنه كل معيبة, وأمنته من كل رهيبة. لنرى الآن كيف يأخذ أهل السنة تراثهم من آل البيت رضوان الله عليهم لقد أعتمد سلف الأمة في تقرير كثير من مسائل العقيدة على أقوال آل البيت كقول جعفر الصادق ( كلام الله ليس بمخلوق منه بدأ وإليه يعود ) ذكره اللاكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة والآجري في كتابه الشريعة وكذا ابن بطه وعند ابن ابي عاصم في كتابه السنة وذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية . كما اعتمد أهل السنة على روايات آل البيت بشكل كبير فروايات علي بن أبي طالب في البخاري مع المكرر (98) وغير المكرر (34) ورواياته رضي الله عنه في صحيح مسلم (38) حديثا .. وعندما نعمل عملية حسابية يسيرة نرى أن الناتج هو =72 رواية في أصح الكتب عند أهل السنة بينما أحاديث علي رضي الله عنه المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أصح كتب الشيعة وهو الكافي =66 فهل يقول لنا قائل من هو المكثر من المقل!! هذا بغض النظر عن صحة الروايات في كتاب الكافي وأكثرها كذب على علي رضي الله عنه عند وضع أسانيدها على طاولة البحث العلمي بل وروايات علي في كتب السنة أكثر من روايات أبي بكر !! بل هي أكثر من روايات عمر !! بل روايات علي عنه المنقولة في كتب السنة أكثر من روايات عثمان !! بل لا أخفيكم حديثاً إن قلت أن روايات علي أكثر من مرويات أبي بكر وعمر وعثمان مجتمعين!!! فأي انصاف بعد هذا؟ وهل يصح أن نقول أن أهل السنة أعداء لأبي بكر وعمر وعثمان؟ وأما فاطمة رضي الله عنها فلها حديث واحد في البخاري برقم (4462) بينما ليس لها ولا حديث واحد مرفوع في كل الكافي وهو عندي 9 مجلدات!! أفلا يصح لنا أن نقول أن صاحب الكافي (( الكليني )) ناصبي لأنه جفا فاطمة الزهراء رضي الله عنها. وأما الحسين رضي الله عنه فله حديثان عن أبيه علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب الجمعة برقم (1127) وكتاب فرض الخمس برقم (3091) من صحيح البخاري ومثله في صحيح مسلم .. أي أربعة بينما في الكافي رواية واحدة وكذا عن الحسن رضي الله عنه فهل يصح بعد هذا أن نقول: أن صاحب الكافي وهو اصح كتاب عند الشيعة قد جفا سيدا شباب أهل الجنة؟ نأتف الآن إلي الإمام محمد الباقر رحمة الله عليه ذاك الإمام الكبير الفذ المحدث الكبير. فروايته في الكتب التسعة (240) رواية وتعالوا معي نقارن بين مرويات محمد الباقر رحمه الله ورضي عنه وبين روايات من؟؟ روايات أفضل رجل بعد الأنبياء والرسل عند أهل السنة إنها مرويات أبي بكر الصديق لتعلموا والله إنصاف أهل السنة ولكن الحق عزيز والإنصاف صعب، فما لهؤلاء الناس لا يعلمون وعن الحقيقية يحيدون!!! مرويات محمد الباقر رحمه الله في صحيح مسلم (19) رواية بينما مرويات الصديق (9) فأي أنصاف بعد هذا!! بل إن مرويات الباقر رحمه الله وجمعنا به في جنات النعيم في سنن النسائي فقط(56) بينما مرويات الصديق (22) فهل يصح لمنصف أن يرمي أهل السنة بالجفاء لتراث آل البيت!! نأتف الآن إلى مرويات ذاك الإمام الفذ جعفر الصادق رحمه الله ورضي عنه فهي في الكتب التسعة (143) بل قد صفنف في سرد مروياته وجمعها رسالة دكتوراه في معقل ( الوهابية) كما يحلوا لعلماء الحوزات نبذهم به السعودية، فهل هؤلاء يحبون جعفرا أم لا!! ولنا أن نتصور تلك المقولة الذهبية التي تشع إنصافاً وحباً لآل البيت رضي الله عنهم حينما قال المحدث ابن كثير (سني) أن أصح الأسانيد هي جعفر عن محمد عن علي عن الحسين عن علي رضي الله عن هذه السلسة الذهبية. انظر كتابه الباعث الحثيث غير مأمور. وقد أخرج أصحاب الكتب السنة المعتمدة عند أهل السنة ( مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ) للإمام جعفر الصادق عدا البخاري فقد أخرج له حديثان في الأدب المفرد ولمتنطع أن يقول لماذا لم يخرج البخاري لجعفر الصادق في صحيحه؟ فنقول : ولماذا لم يخرج البخاري لأبي حنيفة والشافعي وأحمد ابن حنبل والإمام مسلم وغيرهم من الكبار هل هو تنقص لهم أم هي شروط أراد تطبيقها في صحيحه! معشر السادة النبلاء لقد كتب أهل الحديث (أهل السنة) كتباً في فضائل ومرويات آل البيت ككتاب فضائل علي أو الخصائص الكبرى للنسائي وفضائل فاطمة للسيوطي بل في البخاري أبواب كثيرة في فضل آل البيت وكذا في مسلم وغيره من كتب السنة وقد اجتمع عندي العشرات من الكتب التي تتحدث عن فضل آل البيت وعلو مكانهم عند المسلمين, وكتابها سنة. فأين الجفاء الذي يتغنى على وتره الموسوي والتيجاني والقزويني والكوراني وغيرهم ممن طمست شهاوات الدنيا بصيرتهم ولعلي أن أنصح بأفضل ما كتب عن علي رضي الله عنه عند أهل السنة وهو كتاب د. علي الصلابي موسوعة علي رضي الله عنه في (900) ورقة وله كتاب الخليفة الخامس الحسن رضي الله عنه ولم يؤلف في الحسن كتاب مثله, لا عند السنة ولا الشيعة. وتحت الطبع كتاب الحسين رضي الله عنه للدكتور علي الصلابي وفقه الله وكذا الإمام محمد أبو زهر كتب عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه .. بل إن ذلك الشيخ المظلوم الذي ما فتئ ينافح ويدافع عن آل البيت رضوان الله عليه ويجاهد بما يملكه من مال ووقت وجهد في الذب عنهم ونشر تراثهم, ولم يربأ بنفسه أن يخوض هذه الغمار الصعبة حباً لهؤلاء النبلاء الشرفاء العظماء (عثمان الخميس) ألف كتاباً أخذ منه الوقت الطويل والجهد الكبير في استقراء وتتبع مرويات سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنه في كتب السنة واستخراجها وجمعها. ثم بعد ذلك يقولون عنه ناصبي وعدو لآل البيت !!! كل هذا من أجل أنه قال يا شيعة العالم استيقضوا كما اطلقها مدوية السيد موسى الموسوي وآية الله البرقعي وغيرهم. وأما في الفقه فالأصل المعتمد في حج أهل الإسلام حديث جابر رضي الله عنه الذي يفصل حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مروي من طريق جعفر الصادق .. أي أن أهل السنة في كل سنة يتعبدون لله في حجهم على رواية يرويها الإمام جعفر الصادق عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. كيف لا وهو حفيد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم من جهة ابيه وحفيد الصديق من جهة أمه حتى قال الإمام جعفر الصادق ولدني أبو بكر مرتين ويقصد بالولادة الأولى أنه حفيد لأبي بكر من جهة الأم ويقصد بالولادة الثانية ولادة العلم الذي أخذه عن القاسم بن محمد حفيد الصديق رضي الله عن الجميع وقد شحنت كتب الفقه بآراء العترة الطاهرة وارجع إن شئت إلى نيل الأوطار للإمام الشوكاني بدأ من كتاب الطهارة ومروراً بكتاب الصلاة والصوم والزكاة والحج والبدع والجنابات والعتق وأمهات الأولاد والقضاء على اعتبار أن آل البيت هم جزء من علماء السنة وفقهائها, وكذا في المغني لابن قدامة وأخيرا كتاب شيخنا الحبيب العبيكان غاية المرام ويعتمد أهل السنة كثيراً على فتاوى الإمام زيد بن علي رضي الله عنه الذي جفاه وأخرجه الشيعة من أل البيت دون وجه حق. وأما في التفسير فقد شحنت كتب التفسير عند أهل السنة بأقوال جعفر الصادق رضي الله عنه كما في تفسير ابن كثير في سورة الصافات عند قوله (( إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين )) . وفي تفسير القرطبي في سورة آله عمران عند قوله (( لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) وعند قوله (( فاستجاب لهم ربهم )) وقوله (( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً )) وفي المائدة وفي الأعراف وفي سورة إبراهيم وفي سورة النحل... *************************


الأخ علي حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد خبط (الحربي) في كلماته خبطة عشواء , فهو يريد أن يزايد الشيعة على محبة أهل البيت (عليهم السلام) وادّعاء الاهتمام بأحاديثهم وان أهل السنّة ذكروا أحاديثهم في مصنفاتهم وهذا دليل الاهتمام عنده وتمام المحبة والوئام معهم. والملاحظ على كلماته من الناحية العلمية: أولاً: أنه لم يفهم علاقة الشيعة بأهل البيت (عليهم السلام) بأي أنحاء العلاقة هي, فهل هي علاقة ذكر الروايات فقط التي يزايد على وجودها - وبهذا النزر اليسير - في مصادره بينما يغض الطرف عن أصل عقيدة الشيعة وكيفية متابعتهم لأئمتهم في الفقه والأصول والأخلاق والآداب, وان ملاك العقيدة عندهم هو المتابعة والأخذ برواياتهم وفقههم دون فقه وعقيدة الآخرين الذين لم تثبت الحجة في جواز الأخذ عنهم لعدم عصمتهم. ثانياً: الشيعة يعتبرون قول الإمام الصادق (عليه السلام) مثلاً وقول الباقر (عليه السلام) أو قول الجواد (عليه السلام) هو قول علي (عليه السلام) وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله), وكذلك قول الحسن والحسين (عليهما السلام) , ووصول الروايات بوساطة أحد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) يعني وصول العلم والحجة عنهم جميعاً لا يفرقون في ذلك بين أحد منهم, فكثرة الروايات وقلّتها عن أحد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في بعض مصادر الشيعة لا يقدح في متابعتهم وولائهم لأئمتهم, فللرواية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لها ظروفها الخاصة التي كانت السبب في قلة وكثرة الأحاديث الواردة عن بعضهم. ثالثاً: دعواه ذكر بعض الروايات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) دليل المحبة والمتابعة كذب صراح, فمن حيث المحبة هم يوالون قتلة أهل البيت من بني أمية وبني العباس لا يفرقون بين القاتل والمقتول وقد كذّب المولى سبحانه دعوى الجمع بين هذه الأضداد من حيث محبتها في قوله تعالى: (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )) , فالحب موضعه القلب, فلا يصح أن يحب إنساناً بقلب ويحب عدوه وقاتله بنفس ذلك القلب , فهذا محض النفاق, وأما يحب هذا بقلب ويحب ذاك بقلب آخر فهو خلاف الوجدان والواقع بنص الآية الكريمة, فدعوى المحبة والجمع بين الأضداد باطلة بل غير ممكنة تكويناً, وهذا الأمر يكشف عن واقع الحال الذي يعيشه أهل السنّة في هذه القضية, فعليهم أن يراجعوا قلوبهم ليصلوا إلى محبة المحق وبغض المبطل وإلا فالتصريح بخلاف هذا يكشف عن الازدواج والنفاق. وأما الاتباع, فأهل السنّة لا يتبعون أهل البيت (عليهم السلام) ولا يعتقدون بإمامتهم ولا يرون لجعفر الصادق (عليه السلام) فضلاً على غيره من الفقهاء في وجوب الاتباع.. فحديث (الحربي) خطابي محض, ولا يرقى إلى البيان العلمي بمكان. وعلى سبيل المثال للوقوف على استدلالاته الخطابية الغريبة فعقـّب على شيء من أقواله هذه: الأول: فهو قال مثلاً: (( ومعلوم ان الجيل الأول من آل بيت رسول الله كعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم مبشرون بالجنة فهم جزء من أهل السنّة والجماعة..)) فهذا الاستدلال غريب فمن قال ان كل مبشر بالجنة هو من أهل السنّة والجماعة, ولم لا يكون الجيل الأول من آل البيت لانهم مبشرون بالجنة من الشيعة وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): ((يا علي أنت وشيعتك هم الفائزون يوم القيامة)).. وفي حديث آخر صححه الحاكم في المستدرك 3/175: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ((أنا الشجرة, وفاطمة فرعها, وعلي لقاحها, والحسن والحسين ثمرتها, وشيعتنا ورقها..)) فدعوى ان كل مبشر بالجنة هو من أهل السنّة والجماعة, وان أهل الجنة هم أهل السنّة والجماعة على مدّعيها , وهي في مقام الخطابيات لا تغني ولا تسمن من جوع إن لم يسعفها الدليل والحجة. الثاني: قال: ((وليس عبد الحسين الموسوي صاحب المراجعات والنص والاجتهاد بعيداً عن هذا...)). نقول: يمتاز علماء الشيعة عن علماء السنّة بأمرين أساسين: الأول: أنهم لا يتلفظون في كتاباتهم بالألفاظ النابية والكريهة في حق الآخرين, الأمر الذي نلحظه بكثرة في كتابات أهل السنّة وبشكل كأنه يزايد فيه بعضهم البعض الآخر على التفنن فيه واتقانه, وهو ما نزّه عنه علماء الشيعة أقلامهم وأفواههم واتّبعوا سيرة سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) وسيرة القرآن الكريم وأئمتهم الأطهار (عليهم السلام) في أدب الحوار والمجادلة. والأمر الثاني: تقيد علماء الشيعة في مقام الجدل والمناظرة بالطريقة العلمية التي يكون فيها الاحتجاج على الآخر من كتبه ومصادره المعتبرة, الأمر الذي يفتقر إليه علماء السنّة في مناظراتهم ومجادلاتهم, فهم - أي أهل السنّة - لا يحتجون على صحة مذهبهم إلاّ من كتبهم نفسها وهو يلزم الدور كما لا يخفى, وهذا - في الواقع- نتيجة الجهل العلمي في كيفية الوصول الى حقائق الأشياء وأيضاً نتيجة المكابرة التي يعيشها القوم في دينهم وعقائدهم! الثالث: قال: ((لقد اعتمد سلف الأمة في تقرير كثير من مسائل العقيدة على أقوال آل البيت..)). نقول: قوله ((كثير من مسائل العقيدة)) كذب صراح, فليراجع الباحثون على ما إذا اعتمد أهل السنّة في أقوالهم في الصفات والرؤية والتجسيم وغيرها من مباحث التوحيد المهمة, بل ما الذي قرروه من عدل الله سبحانه وتعالى حتى انتهوا إلى القول بأن الله يجبر عباده على الأفعال وأن العباد سائرون إلى مصير قد خطته يد الجلالة لهم كما يقولون وهو بعيد كل البعد عن المذهب الذي يقرره أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذا الجانب, وهكذا الأمر في مباحث النبوة والمعاد التي لا يجد الباحث فيها إلاّ النزر اليسر من كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) أو كلمات الإمام الصادق (عليه السلام), وهي لا تذكر كأصل مؤسس بل كشاهد ومؤيد... وفي بعض الأحيان تذكر كلماتهم (عليهم السلام) وهي ليست منقحة تنقيحاً تاماً - بل هذا على فرض عدم وضعها أو التدليس عليهم (عليهم السلام) - , فمسألة كلام الله التي نقل (الحربي) فيها كلام الصادق (عليه السلام) لم يفهمها تماماً, إذ الثابت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه المسألة هو ان كلام الله محدث ومخلوق وبهذا تظافرت الروايات عنهم (عليهم السلام) . وعلى هذه العقيدة سار أتباعهم وشيعتهم.. وهنا تنبغي الإشارة إلى ان الوارد في كلام الصادق (عليه السلام) : ان القرآن ليس بمخلوق لا يراد منه أنه ليس بمحدث بل يراد أنه ليس بمكذوب, فالمخلوق في اللغة قد يأتي ويراد به المكذوب, ويقال كلام مخلوق أي مكذوب, قال الله تعالى: (( إنَّمَا تَعبدونَ من دون اللَّه أَوثَانًا وَتَخلقونَ إفكًا )) (العنكبوت:17), أي كذباً, وقال عزّ وجلّ حكاية عن منكري التوحيد: (( مَا سَمعنَا بهَذَا في الملَّة الآخرَة إن هَذَا إلَّا اختلَاقٌ )) (ص:7), أي افتعال وكذب, فكأن الإمام الصادق (عليه السلام) يريد القول: من زعم ان القرآن مخلوق بمعنى أنه مكذوب فقد كذب, ومن قال: إنه غير مخلوق بمعنى أنه غير مكذوب فقد صدق وقال الحق والصواب. الرابع: قوله : ((في أصح كتب الشيعة وهو الكافي: 66 , فهل يقول لنا قائل من هو المكثر من المقل؟!)) نقول: أراد (الحربي) أن يجري حسابات وأرقاماً على مزاجه, فاستثنى من الكتب الأربعة التي يعتمد عليها الشيعة في رواياتهم كتباً ثلاثة واكتفى بكتاب واحد منها هو الكافي ليجعله في قبال كتابين من كتبه (البخاري ومسلم), من دون أساس موضوعي يعتمد عليه في منهجه هذا.. مع أنه باطلالة صغيرة على كتب الحديث عند الشيعة الإمامية يجد المتتبع بالاضافة الى الكتب الأربعة المذكورة أعلاه - عشرات الكتب الموسوعية التي تابعت أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ككتاب (بحار الأنوار) المؤلف من 110 جزء والذي يضم عشرات الالوف من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام), بل ألف البعض موسوعات خاصة بجمع أحاديث بعض الأئمة (عليهم السلام) كمسند الإمام علي (عليه السلام), وهكذا غيرها. الخامس: قال: ((ولعلي أن أنصح بأفضل من كتب عن علي رضي الله عنه عند أهل السنّة وهو كتاب د. علي الصلابي..)). نقول: لماذا يغض هذا (الحربي) الطرف عن مئات من الكتب ومئات الالوف من الصفحات التي كتبها الشيعة الإمامية عن إمامهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ويبارزهم بـ (900) صفحة فقط.. ألم يكن من الانصاف منه أن يشير - ولو في محل المحاكمة للآراء - إلى هذه الأكداس من المؤلفات التي دوّنها شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في حق أئمتهم (عليهم السلام), ولم يتركوا عنهم شاردة أو واردة جاد لهم الزمان بها إلاّ وأثبتوها في القراطيس كي لا يغيب عن حال أئمتهم شيئاً.. والحاصل: أنه لا يمكن أن يقاس ما دوّنه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) عن أئمتهم بما كتبه غيرهم كمّاً ونوعاً.. والباحث المنصف يصل إلى هذه الحقيقة بأقل القليل من التتبع.. ورغم هذا لا تكون هذه المقايسة الكمية هي الميزان في محبة أهل البيت (عليهم السلام) واتّباعهم, فالتدوين وذكر الفضائل والمناقب شيء, والحب والاتباع شيء آخر.. وهذا الأمر قد أشرنا إليه في ملاحظاتنا المتقدمة في أول الرد.. وقد شرط المولى سبحانه ان الحب لا معنى له ولا قيمة إلاّ بالاتباع, قال تعالى: (( إن كنتم تحبّونَ اللّهَ فاتَّبعوني يحببكم اللّه )) (آل عمران:31) .. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه في هذا الجانب: هل اتّبع السنّة أهل البيت (عليهم السلام)؟ بل هل أحبّ السنّة أهل البيت (عليهم السلام) حقّاً؟ المقدّمة التي أشرنا إليها في أول الرد تعينك في الجواب على هذا السؤال.. ودمتم في رعاية الله

1