هادي ( 29 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الخير والشر في الآخرة

هل في الآخرة خير محض؟ ومالدليل من القرآن على ذلك؟ وهل تزول الأفكار الشيطانية في الجنة؟ وهل الآية ( فألهمها فجورها وتقواها) مقتصرة على دار الدنيا؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب جواب السؤال الاول: يوم القيامة هو يوم تبلى فيه السرائر وتظهر الخفايا ويغربل الناس غربلة يفر المرء فيها من أخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه وهناك يمتاز الاخيار من الأشرار فيساق الى النار الفجار ويساق الى الجنة المؤمنون الابرار. فالجنة لا يمكن ان يكون فيها شر ابدا اذ الجنة هي الخلاص من الشر والعذاب والالام فكيف يمكن ان يكون فيها ذلك بل لا بد ان تكون خيرا محضا ودل على ذلك ايات عديدة وهي على طوائف : طائفة تبين حال الناس في الجنة وفيها ايات عديدة: كقوله تعالى سورة عبس ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39)) فهذه الوجوه مضيئة متهللة فرحة مستبشرة بما اتاها الله من نعيم الجنة فهكذا حال لا ينسجم لو كان في الجنة شر والم اذ مع وجود الشر فيها لا نصف الناس في الجنة بوصف الفرح المطلق. ((وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ))(الأعراف:43) فاذا نزع من قلوب المؤمنين أي غل واي حقد فلا يمكن ان يكون بينهم شر بل اكثر من ذلك تصفهم اية أخرى انهم اخوان فان الاية تبين حالهم وانهم يعيشون حالة الاخوة والراحة بينهما بحيث انهم على سرر احدهم يقابل الاخر)) الطائفة الثانية: الايات التي تبين جهنم والذين يعذبون فيها فاننا نعلم ان هذه الصفات الجهنمية لا يمكن ان تكون في الجنة وهذه الايات كثيرة: منها: ما يصف حال اهل جهنم بانهم ظالمون كقوله تعالى ((وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)) (آل عمران:151) وقوله تعالى ((فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ)) (المائدة:29) فاذا كان حال اهل جهنم هو انهم ظالمون فلا يمكن ان يتصف اهل الجنة بانهم ظالمون اذ الناس في الجنة او النار وهذا يعني انهم في راحة ولا يوجد شر في الجنة اذ الشر يتاتى من الظلم. منها: ايات تصفهم بالتكبر والاستكبار كقوله تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)) (غافر:60) ومنها: ((فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)) (النحل:29). فهذه الايات الشريفة تبين ان الكبر والتكبر والاستكبار من صفات اهل جهنم اما اهل الجنة فلا يكون فيها ذلك وبهذا لا يكون هناك أي لون من الوان الشر. جواب السؤال الثاني: الأفكار الشيطانية انما تاتي لتسلط الشيطان على دواخل الانسان ووسوسته اما مع خلو الجنة من ابليس ومردته واعوانه فلا تاتي الوساوس الشيطانية نعم تبقى النفس وهو يرتبط بالسؤال الثالث. جواب السؤال الثالث: اتضح مما تقدم ان الجنة لا شر فيها وان الوساوس الشيطانية لا تاتي للإنسان لكن تبقى النفس التي ذكرها الله تعالى بالقران ((......إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ.....))(يوسف:53) وهذه مرتبة من مراتب النفس الا ان النفس اذا تكاملت فتكون خيرا محضا والايات الشريفة تشير ان الله يطهر النفوس من هذه الاردان وتقدم الاية الشريفة ((وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى‏ سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)) (الحجر:47) فان الغل والحقد هو احد نتائج النفس الدانية فاذا نزعت هذه من الانسان يعني انه قد ارتقى بنفسه ووصل مراتب النفس العالية التي تؤهله ان يسكن الجنان. رزقنا الله جميعا جنانه العاليات مع النبي واله الطاهرين.