السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الناس، تولوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها🍃
نهج البلاغة، الحكمة ٣٥٩
📌 تأديب وعدل النفس
توجد الكثير من روايات تربية النفس ومحاسبتها قبل ان تحاسب من الجليل العزيز وعندما بدأت اعمل على محاسبه نفسي وجدت اننا واقصد اغلب البيئه التي اعيش فيها اننا تقريباً بعيدين كل البعد عن تعاليم اهل البيت عليهم السلام نعم اننا شيعه وندعي التشييع وخدام الامام الحسين عليه السلام
واذا اردنا فعلاً ان نأخذ بتعاليم سادتنا وائمتنا عليهم السلام يجب علينا اعتزال الناس .. حيث الغيبه المستشريه والنميمه والحسد وكره الخير للأخر والشارع الذي يحتوي على نساء غير محتشمات يجذبن النظر المحرم والكثير من الامور التي توقع الانسان في فخ المعصيه فما العمل في هذا الاجواء او التعليمات ودمتم في حفظ الله ورعايته
١-ان هناك بابا في كتاب الوسائل بعنوان "محاسبة النفس" والروايات فيها كثيرة جدا، والتعابير أيضا قوية.. منها:
عن الإمام الكاظم (ع) أنه قال: (ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم: فإن عمل حسناً استزاد الله منها، وإن عمل سيئاً استغفر الله وتاب منها)؛
أي ليس من زمرتنا، وليس هذا الذي يدعي الانتساب إلينا.. إنّ ادعاء الانتساب إلى جهة شيء، وأن تقبله تلك الجهة شيء آخر.. عادة في البيع والشراء هناك إيجاب وقبول، وفي الزواج هناك إيجاب وقبول..
ونحن أيضا في علاقتنا بأهل البيت (عليهم السلام ) لابد من إيجاب وقبول، إذ لابد من قبولهم لنا.
كيف نحاسب أنفسنا؟..
أوصى النبي (صلى الله عليه وآله) أبا ذر فقال: (يا أبا ذر!.. حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غداً، وزن نفسك قبل أن تُوزن، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية)..
وقال (صلى الله عليه وآله): (يا أبا ذر!.. لا يكون الرجل من المتقين، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمِن حلال أو من حرام.. يا أبا ذر!.. من لم يُبال من أين اكتسب المال؛ لم يبال الله من أين أدخله النار)..
الحساب في الدنيا قابل للتدارك!.. فالإنسان من الممكن أن يوفر على نفسه عقبات طويلة جدا في المحشر باتصال هاتفي، مثلا: إنسان ظلم مؤمنا في الحياة الدنيا، من السهل أن يعتذر ممن أساء إليه.. هناك أناس لهم نفس سمحة في الدنيا، بإمكان الإنسان أن يرضيهم بكلمة واحدة.…
٢-آلية عملية للمحاسبة: هناك محاسبة، ومشارطة، ومعاقبة: المحاسبة تكون آخر الليل، أو بعد كل فريضة يحاسب الإنسان نفسه: من الظهر إلى المغرب، ومن المغرب إلى الصباح.. ثم المشارطة أول الصباح، يخرج من المنزل ثم يشترط على نفسه: أن لا يغتاب، وأن لا يهذر، وأن لا ينظر.. وإذا خالف الأوامر؛ يعاقب نفسه بتكاليف الشريعة.. مثلا: هو ليس من أهل الليل، إذا أكل أكل مشتبها يقول: لابد أن أقوم الليل هذه الليلة، أو يؤدب نفسه بحضور صلاة الجماعة شهرا صباحا، فيهجر لذيذ الفراش.. يا لها من معاقبة جميلة!.. هذه معاقبة حسنة، وفي طريق التكامل، وليست معاقبة توجب له انهيارا عصبيا كأن يترك الطعام مثلا.. أو يعاقب نفسه شهرا كاملا، فيؤدي كل المستحبات والنوافل اليومية.. هذه عقوبة جيدة للنفس!.. أو يقضي ما في ذمته من الصوم الواجب، أو يصوم صوما مستحبا.. فإذن، هناك مشارطة أول الصباح، ومحاسبة آخر الليل، ومعاقبة إن رأى في نفسه خللا.…
وهذا معناه هو ان يعيش الأنسان حياة الطبيعة ولكن يشترط على نفسه أن يفعل حرامًا متعمدا …