( 17 سنة ) - العراق
منذ سنة

تنظيم الوقت

السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أعاني من مشكلة عدم انتظام أوقات النوم، بحيث أنام فترة طويلة وأحياناً قليلة، وبذلك يضيع الكثير من الوقت كما أنه أثر على صحتي. ليس لدي عمل غير الدراسة والعبادة. أتمنى ارشادي لتنظيم الوقت، وإذا كانت هنالك روايات عن أهل البيت (عليهم السلام) فياحبذا ذكرها.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، عليكم بما هو آتٍ: ١. اعلمي بأن القرآن الكريم والروايات الشريفة والعقل السليم، كلهم يحثونا على ترتيب أمورنا بصورة مرتبة وصحيحة. - ومن هنا أشار مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في نهج البلاغة ج٣ حيث يقول: «وعليكم بنظم أموركم »، أي وضع كل شيء في محله لكي يستفاد من حكمة ذلك الشئ. - والقرآن الكريم يعطينا حكمة وقانون في كيفية الإستفادة من منهج الليل والنهار فيقول: {وهُوَ الَّذي جَعَل لكمُ اللَّيلَ لباساً والنَّومَ سُباتاً، وجَعَلَ النَّهارَ نُشوراً} ( الفرقان: آية 47 ).أي أن الليل للنوم والنهار للعمل. - والقرآن أيضا يرغبنا بالإستيقاظ المبكر ومنذ الفجر حيث يقول: ﴿وَقُرۡآنَ ٱلۡفَجۡرِ إِنَّ قُرۡآنَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُوداً﴾ ( الإِسۡرَاء : آية 78). - وروي عن النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) أنه قال: «بورك لأمتي في بكورها»، أي وقت الإبكار. والحث على الاستيقاظ المبكر لابد بأن يسبقه نوم مبكر. - فما دام القانون من اللّٰه سبحانه وتعالى في جعل النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً فهذا يعني بأن كل الفوائد والخير والبركة تكون في هذه الكيفية. ٢. ولكي ننجح في أن ننام مبكراً، فلابد من ترتيب منهج لذلك وهو بأن نبقى طول النهار مابين عمل في وظيفة أو في مدرسة أو مطالعة وغير ذلك، فإذا أتعبنا أبداننا في النهار فلابد بأنها ستطلب النوم مبكراً وسيكون هكذا نوم راحة للجسد. - وهذا المنهج الصائب سيكون فقط في أول أيامه متعباً وصعباً بعض الشيء، لكن بالهمة والعزيمة والصبر سننجح إن شاء الله تعالى وستترتب حياتنا بصورة سليمة صحيحة، كما وسيكون يومنا مباركاً وسنستفاد من الوقت بأجمعه. وأيضاً سنحافظ على أوقات صلاتنا ونحس بالرزق المادي والمعنوي والنشاط والحيويه والصحة والعافية. ٣. كما أنه يُكره النوم بعد صلاة الصبح، والتي تسمى بالغداة، فعن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليه السلام)، قال: سألته عن النوم بعد الغداة؟ فقال: إنّ الرزق يبسط تلك الساعة، فأنا أكره أن ينام الرجل تلك الساعة. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): «نوم الغداة شؤم، يحرم الرزق ويصفر اللون». وعنه كذلك (عليه السلام): «نومة الغداة مشؤومة، تطرد الرزق، وتصفر اللون، وتقبّحه وتغيره، وهو نوم كلّ مشوم، إنّ الله تعالى يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإياكم وتلك النومة». وروي عن الإمام الرضا (عليه السلام) في قول الله عزّ وجلّ: ﴿فالمقسّمات أمراً﴾ قال: الملائكة، تقسّم أرزاق بني آدم مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن نام فيما بينهما نام عن رزقه. إلى غير ذلك من الروايات. ومعلوم أن الرزق يصدق على الكثير من الأمور والتي منها التوفيق في الدراسة. * وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآله صلوات اللّٰه عليهم أجمعين. * ودُمتم في رعاية الله وحفظه.

10