logo-img
السیاسات و الشروط
يالا ثارت كسر الضلع✊ ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

الرد على مثل هذه الرواية

هنالك رواية نقلها أحد النواصب أخزاهم الله في موقع معين وهي كالتالي (أبي عبدالله، عن بعض أصحابنا قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها وقال للمبعوثة: شمي ليتها، فإن طاب ليتها طاب عرفها، وانظري كعبها فإن درم كعبها عظم كعثبها) والكعثب في اللغة عظم فرج المرأة. هذه الرواية موجودة في الكافي. بصراحة تأثرت بهذا الكلام كثيراً وأحس بخيبة أمل، لا أعلم لماذا خاب أملي! لا أقصد نبي الله نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) بهذا كلامي. وشكراً


سلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ولدي العزيز، تعلمون جيداً بأن أتباع أهل البيت (عليهم السلام) قد تفردوا بقولهم أنه لا يوجد كتاب صحيح غير كتاب اللّٰه سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد تكفل هو عزَّ وجلَّ بحفظه من التحريف والتدليس. أما باقي الكتب فهي تعرض على القواعد والأسس العلمية خصوصاً بعد اليقين من وقوع التدليس والكذب والوضع على المعصوم، وهذا أمر مسلم خصوصاً بعد الروايات الصحيحة والمتواترة التي تتحدث عن وقوع الوضع والكذب وعدم التثبت على المعصوم، وكيف نعرض ما ورد عنهم (سلام اللّٰه عليهم) على كتاب اللّٰه فما وافق الكتاب أُخذ به وما خالفه يُضرب به عرض الجدار وقد عبرت عنه الروايات الصحيحة بأنه زخرف، وإليك بعض الروايات: ١) علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه. ٢) محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: وحدثني حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به؟ قال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فالذي جاء كم به أولى به. ٣) عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف. ٤) محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف. ٥) محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خطب النبي (صلى الله عليه وآله) بمنى فقال: أيها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاء كم يخالف كتاب الله فلم أقله. [الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٦٩]. إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي تؤكد على وجود الوضع والكذب على المعصوم، مع بيان الميزان والقاعدة لتمييز ذلك. ولا ننسى - ولدي المبارك - أن الرواية لابد بدايةً من اثبات سندها وهو ما يعبر عنه بالصدور، فيأخذ الفقيه كل راوٍ على حدة ويبحث في وثاقته وحاله وإيمانه وصدقة وتثبته، ويبحث في طبقات الرواة، وبعد ذلك تناقش دلالة الرواية وما يُستظهر منها وهل هي صريحة بمؤداها أم ظاهرة، معارضة بغيرها أم لا ... المزید.الخ. ونرجع إلى الرواية التي ذكرتها في سؤالك، وهي: (الكافي ج٥ : ٣٣٥) العدة ، عن البرقي ، عن بعض أصحابنا رفع الحديث قال: ( الفقيه ٣٨٨:٣ رقم ٦٣٦٣): كان النّبي صلّى اللّه عليه و آله إذا أراد تزويج امرأة بعث من ينظر إليها و يقول للمبعوثة.....الخ. وفيها عدة أمور: ١) المشكلة السندية، فهي رواية ضعيفة من جهات عدة: أ) العدة. ب) بعض أصحابنا. ج) رفع الحديث. فمن هذه الجهات الثلاث نقطع بكونها ضعيفة السند ولا يؤخذ بها. ويكفينا هذا بطرحها. ٢) كما أنه من ناحية الدلالة، فهي مخالفة للقرآن الكريم الذي يصف النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) بمواطن عدة خلقه العظيم وكونه لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى وأنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق وهو الصادق الأمين. يقول تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤]. وتلاحظ التأكيد بـ (أنَّ) ودخول اللام والصفة بـ (عظيم) على وزن (فعيل). والخلاصة: الرواية ضعيفة السند ولا يؤخذ بها، مضافاً أنها مخالفة للقرآن الكريم وسيرة النبي (صلى اللّٰه عليه وآله) التي يعترف بها العدو قبل الصديق. ودمتم موفقين.