وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نشأت الصدِّيقة الطاهرة زينب (عليها السّلام) في بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل، وقد غذّتها أُمها سيّدة نساء العالمين بالعفّة والكرامة ومحاسن الأخلاق والآداب، وحفّظتها القرآن، وعلّمتها أحكام الإسلام، وأفرغت عليها أشعة من مثلها وقيمها حتى صارت صورة صادقة عنها، فهيئته تهئة كاملة لما سترى من قابل الأيام من محن ومصائب بعد ماعلمت السيدة الزهراء (سلام الله عليها) ما تتعرض له ابنتها يوم كربلاء ومابعدها؛ إذ في يوم ولادتها أخبرها النبي(صلى الله عليه وآله) بما ستتعرض له هذه المولودة مع أخيها
بعد أن علم النبي (صلّى الله عليه وآله) بهذه المولودة المباركة سارع إلى بيت بضعته، وهو خائر القوى حزين النفس، فأخذها ودموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم، وضمّها إلى صدره، وجعل يوسعها تقبيلاً، وبهرت سيّدة النساء فاطمة (عليها السّلام) من بكاء أبيها، فانبرت قائلةً: "ما يبكيك يا أبتي؟ لا أبكى الله لك عيناً. فأجابها بصوت حزين النبرات: يا فاطمة، اعلمي أنّ هذه البنت بعدي وبعدك سوف تنصبّ عليها المصائب والرزايا".(القزويني، زينب الكبرى مَن المهد إلى اللحد :ج١،ص٣٧).
ويمكنكم مراجعة كتاب زينب الكبرى ، للعلامة الشيخ جعفر النقدي
وكتاب زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد إلى اللحد للسيد محمد كاظم القزويني
للوقوف على العلاقه أكثر بينهما (صلوات الله عليهما ).