logo-img
السیاسات و الشروط
( 47 سنة ) - السعودية
منذ 4 سنوات

معنى النفاق

ما هو النفاق ؟.. وهل منه إخفاء المعصية ؟


إن لفظة النفاق تعني إخفاء الكفر وإظهار الإيمان. وجاء استعمال النفاق بهذا المعنى لأوّل مرة في القرآن، حيث إنّ العرب قبل الإسلام لم يستخدموه بهذا المعنى. كتب ابن الأثير ما يلي: وهو اسم لم يعرفه العرب بالمعنى المخصوص، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه. ويُستعمل النفاق في القرآن والروايات بمعنيين: 1 ـ المعنى الأول للنفاق في القرآن والروايات هو التظاهر بالإسلام، وفي الباطن يحمل الكفر. يعبّر عن هذا النفاق بالنفاق العقائدي، وأنّ مقصود القرآن في كلّ المواضع الّتي استعمل فيها لفظة «النفاق» هو هذا المعنى الّذي يُعبّر عن الشخص الذي هو في الظاهر يدافع عن الاسلام، بينما يكون في الحقيقة كافراً! تُبيّن الآية الاُولى من سورة المنافقين هذا المعنى: {إذَا جَاءَكَ المُنافِقُونَ قَالُوا نَشهَدُ إنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعلَمُ إنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشهَدُ إنَّ المُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ} وفي سورة النساء يتم تسجيل الحالة الباطنية للمنافقين على هذا النحو: {وَدُّوا لَو تَكفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً} 2 ـ ثاني معنى للنفاق، والذي استُعمل في الروايات: النّفاق الأخلاقي. يعني عدم الالتزام بأحكام الدين. وإنّ الشخص الذي يردّد شعار التديّن لكنه لا يطبّق أوامر الدّين، هو مُبتلى بالنفاق الأخلاقي. ولأجل بيان أنواع النفاق الأخلاقي الفردي، نكتفي بنقل بعض الروايات عن الائمة. يقول الإمام عليّ×: « أظهَرُ النَّاسِ نِفاقاً مَن أمَرَ بٍالطَّاعَةِ وَلَم يَعمَل بِهَا وَنَهى عَنِ المَعصِيَةِ وَلَم يَنتَهِ عَنها» ونُقِلَ عن الإمام الصادق× عن الرسول’ أنّه قال: «ما زادَ خُشوعُ الجَسَدِ عَلى مَا فِي القَلبِ فَهُوَ عِندَنا نِفاقٌ». يقول الإمام السجاد× فيما يتعلق بالنفاق الأخلاقي: «إنَّ المُنافِقَ يَنهى وَلا يَنتَهِي، وَيَأمُر بِمَا لاَ يَأتِي ... المزید يُمسي وَهَمُّهُ العِشاء وَهُوَ مُفطِرٌ، وَيُصبِحُ وَهَمُّهُ النَّوم وَلَم يَسهَر.» أما موضوع أخفاء المعصية ،فالمستفاد من النصوص والتعاليم الدينية تشدد على ضرورة أن يتكتم المرء على معاصيه التي يقع فيها، وأن لا يجهر بها، فالإجهار بالمعصية ذنب آخر يضاف إلى جانب المعصية. فقد ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : (مجاهرة الله بالمعاصي تعجل النقم)، وورد عنه : (إياك والمجاهرة بالفجور فإنها من أشد المآثم)، أنه من الإثم الكبير أن يقع الإنسان في المعصية ثم يجاهر بما فعل، فالمرء مأمور بالتستر على مخالفاته ومعاصيه، ذلك إن افشاء المعصية يقود إلى تطبع النفوس بها فلا يتردد أحد بعد ذلك عن اقترافها جهرة. ولعل الأسوأ من ذلك، هو الانقياد نحو التبجح بفعل المعاصي، حتى أنك تجد بعض الناس يفاخرون بمعاصيهم كما لو أنهم حققوا عملا بطوليا يستحق الثناء عليه!، وهذا جرم أكبر من لمعصية ذاتها. يقول أمير المؤمنين : (التبجح بالمعاصي أكبر من ركوبها). إن على المرء أن ينأى بنفسه تماماً عن الحديث عن معاصيه التي سبق وأن تورط فيها. وقد روي في هذا السياق عن الإمام الرضا عن جده المصطفى : (المذيع بالسيئة مخذول والمتستر بها مغفور له).

1