logo-img
السیاسات و الشروط
عبد الله - ايسلندا
منذ 5 سنوات

عمر السيدة خديجة س

كم كان عمر خديجة عند زواجها برسول الله (صلى الله عليه وآله )؟ فقد اختلف أصحاب التأريخ في ذلك , واستغل البعض كبر سنها على الرسول (صلى الله عليه وآله) للتشنيع عليها وتفضيل بعض نساء النبي عليها . ولكم منا جزيل الشكر والإمتنان .


الاخ عبد الله المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك أقوال كثيرة في عمر خديجة يوم زواجها برسول الله (صلى الله عليه وآله), منها: أولاً: ان عمرها كان (25سنة), وإستدل القائلون على ذلك بأقوال منها ما رواه البيهقي في (دلائل النبوة ج2/ص71): ((ثم بلغت خديجة خمسا ً وستين سنة ويقال خمسين سنة وهو أصح)), والمعلوم أن خديجة بقيت مع النبي (صلى الله عليه وآله) ما يقارب (25سنة) فيكون عمرها عند زواجها (25), وفي (البداية والنهاية ج2/ ص360) قال : ((وكان عمرها إذ ذاك خمسا ً وثلاثين وقيل خمسا ً وعشرين سنة)) . ثانياً: ان عمرها كان (28سنة), واستدل القائلون على ذلك بأقوال، منها ما قاله ابن حماد : بلغني أن رسول (صلى الله عليه وآله) تزوج خديجة على اثنتي عشرة اوقية ذهب, وهي يومئذ ابنة ثمان وعشرين سنة. (بحار الأنوار- ج16/ ص10، الذرية الطاهرة للدولابي ص5). وعن ابن عباس أنه قال: تزوجها (صلى الله عليه وآله) وهي ابنة ثمان وعشرين سنة. (بحار الأنوار - ج16/ ص12, الطبقات لابن سعد - ج8/ ص17). وقال الحاكم في (المستدرك ج3 / ص 182) عن ابن اسحاق : وكان لها يوم تزوجها ثمان وعشرون سنة . ثالثاً: ان عمرها كان (30 سنة أو 35 سنة), واستدل على ذلك بما جاء في (السيرة الحلبية ج1/ 229): ((تزوجها ... المزید وقيل ثلاثين وقيل ثمان وعشرين وقيل خمسة وثلاثين وقيل خمسة وعشرين)) . رابعاً: ان عمرها كان (40 سنة), واستدل على ذلك بما جاء في (الاستيعاب), قال: (( وخديجة يومئذ اربعين سنة ...))، وفي (الطبقات ج8 / ص17): (( وانها كانت يوم تزوجها رسول الله بنت اربعين سنة )), وفي (أسد الغابة لابن الأثير ج1 / ص16), قال : ((ولما تزوج خديجة كان عمره خمساً وعشرين سنة وكانت هي ابنة اربعين سنة وقيل غير ذلك )), وفي (السيرة الحلبية ج1 / ص 229): (( تزوجها ... وهي يومئذ اربعين سنة ...)). خامساً: ان عمرها كان (45 سنة), واستدل على ذلك ما في (الاستيعاب ج1 / ص35), قال : (( ... وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر الأسود بعد ذلك بعشر سنين وذاك سنة ثلاث وثلاثين, قال أبو عرم (رضي الله عنه) لو صح هذا لكانت سن خديجة يوم تزوجها خمساً وأربعين سنة )). وهناك أقوال أخرى، منها أن عمرها أربعة وأربعين، وآخر ستة وأربعين سنة، لم يقل بها الإ القليل. بعد ذكر هذه الأقوال في عمر خديجة (سلام الله عليها) يوم زواجها ولأجل معرفة القول الصحيح فيها علينا بدراسة تلك الأقوال, فرجح بعضهم أن الأصح من تلك الأقوال هو كون عمرها أربعين لأن ذلك يرجع إلى ابن أخيها الذي هو أعلم بها. فيقول محمد هادي اليوسفي في (موسوعة التأريخ الإسلامي ج1 / ص 336) : (( ... ومعنى كل هذا أن المؤرخين القدامى كالكلبي والواقدي وكاتبه ابن سعد واليعقوبي متفقون على المشهور في سن خديجة في زواجها أي الأربعين, وإن كان الإسناد الوحيد ينحصر في حكيم بن حزام إذ يذكر تأريخ وفاتها (عليها السلام) وهي عمته إذ هو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد فهو أعلم بها ولا يعارضه شيء اللهم إلا ما انفرد به ابن حماد والدولابي بقوله : (وبلغني ... من غير إسناد فلا يصح إعتماده) فصاحب هذا الرأي يرى ان القول بأن زواجها وهي بعمر (28 سنة) غير صحيح لأنه لم يكن له سند يصل إلى ابن عباس فيقول في مكان آخر (ج1 / ص334) (روى الدولابي في كتابة الذرية الطاهرة بسنده عن عمار بن ابي عمار عن ابن عباس .. ثم قال وبلغني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ... ثمان وعشرين سنة . ونقل ذلك عن الأربلي في كشف الغمّة بواسطة كتاب الجنابذي ثم نقل عن الجنابذي قوله وعن ابن عباس أنه تزوجها وهي ابنة ثمان وعشرين سنة ولم يسنده إلى أي سند, وما في كتاب الدولابي ليس كذلك بل روى خبرا ً عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس - فيما يحسب ابن حماد - (كما في الكتاب) في تزويج خديجة بمباشرة أبيها ووليمتها لذلك. ثم قال وبلغني وذكر مهرها وعمرها كما مر, والظاهر أن القائل وبلغني هو ابن حماد الدولابي - كما فهم كذلك الاربلي - ولا ابن عباس ولكن خلط ابن الخشّاب الجنابذي فنابذ الفهم والنقل الصحيح فنسب ذلك إلى ابن عباس على غير أساس . والله هو العاصم من الخطأ في القياس والمقياس ومن وساوس الخنّاس في صدور الناس . وعلى هذا فينحصر الخبر بكون عمر خديجة عند زواجها بالرسول في الثامنة والعشرين في مرفوعة الدولابي فحسب, ومن دون أن تصح نسبة ذلك إلى ابن عباس) . هذا ما استدل به القائلون بترجيح كون عمرها اربعون سنة, ولو كان السبب هو هذا فقط فإنه لا يصح وذلك لأنه روى غير الدولابي عن ابن عباس ان عمرها (28 سنة)، فقد روى ابن سعد في (الطبقات ج8 / ص17) الذي هو أقدم من الدولابي حيث قال : (( اخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن ابيه عن ابي صالح عن ابن عباس قال : كانت خديجة يوم تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنة ثمان وعشرين سنة ومهرها اثنتي عشر اوقية وكذلك كانت مهور نسائه )). وبهذا يكون إستدلال اليوسفي في رفض رواية الثمانية والعشرين غير صحيح . وقد نقل جعفر العاملي في (الصحيح من السيرة) ترجيح كون عمرها ثمان وعشرين, حيث قال : (( إن الكثيرين قد رجحوا القول الثاني كما ذكره ابن العماد )) (ج2 /ص116). ورواية الطبقات وإن تكلم علماء الرجال من أهل السنة عن بعض أفرادها إلا أن هناك من وثّقهم فأبوا صالح الذي هو باذام قال عنه ابن معين ليس به مسائل وقال العجلي ثقة, (انظر معجم الرجال للإنصاري ج2 / ص16), وعن ابن المديني,قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول لم أر أحداً من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أم هاني وما سمعت أحدا ً من الناس يقول فيه شيئا ً ولم يتركه شعبه ولا زائدة ولا عبد الله بن عثمان, (الجرح والتعديل للرازي ج2 / ص22). وأما محمد بن السائب الكلبي فقد ضعفه بعضهم لكونه شيعياً بينما صحح بعضهم أحاديثه فقال ابن عدي : وللكلبي غير ما ذكرت من الحديث أحاديث صحيحة صالحة وخاصة عن ابي صالح وهو رجل معروف بالتفسير وليس لأحد تفسير أطول ولا أشبع منه وقال الذهبي وكان رأسا ً في الأنساب . أما الذين ضعّفوه, فانظر إلى كلامهم فيقول الساجي : كان ضعيفاً جداً لفرطه في التشيع, وقال الذهبي :شيعي متروك الحديث, وعن يحيى بن يعلى المحاربي : قال قيس لزائدة : ثلاثة لا توري عنهم : ... وأما الكلبي وكنت اختلفت إليه فسمعته يقول : مرضت مرضة فنسيت ما كنت احفظه فأتيت آل محمد فتفلوا في فيَّ فحفظت ما كنت نسيت فتركته . ونقل النجاشي الحكاية هكذا : هشام بن محمد بن السائب وله الحديث المشهور قال : اعتللت علّة عظيمة نسيت علمي فجلست إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) فسقاني العلم في كأس فعاد إلي ّ علمي .(إنظر رجال الشيعة في أسانيدالسند للطبسي ص363). وأما هشام بن محمد,فقال عنه النجاشي وكان أبو عبد الله(عليه السلام) يقربّه ويدنيه ويبسطه. (إنظر معجم رجال الحديث للخوئي ج20/ ص336). أما حكيم بن حزام الذي ذكر اليوسفي انه إليه يرجع حديث الأربعين فإنه لم يرد به توثيق من قبل علماء رجال الحديث للشيعة . هذه بعض الوجوه التي رجّح بها كون عمر خديجة ثمان وعشرون سنة على كون عمرها أربعين سنة . ودمتم في رعاية الله

6