( 21 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

اية التبليغ تكفر المخالفين؟

السلام عليكم عندي سؤال وهو انو الاية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) ١- هل التبليغ هنا بولاية علي (ع) بعد حجة الوداء في غدير خم؟ ٢-وهل ان الله سبحانه وتعالى حين اشار بقوله (والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافري) هل حكم من خالف هذا التبليغ يعتبر كافراً كما تقول الاية لا يهدي القوم الكافرين فان كانت كذلك فهل يعتبر اخواننا السنة و المذهاب الاخرى ممن لم يعترفوا بولاية علي (ع) كفاراً بنص الاية المباركة (لا يهدي القوم الكافرين)؟ ٣-وهل تكون هذا الاية دليلاً على صحة حديث الفرقة الناجية؟ ٤-والاية (فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ) فيها خطاب للنبي (ص) فلمذا لم تكتب بدل الهاء في كلمة(رسالته) كاف لتصبح (رسالتك) كونها تخاطب الرسول؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب السؤال الأول: هذه الاية الشريفة نزلت قريب غدير خم ولكن لها مقدمات حصلت للنبي (صلى الله عليه واله) وهو في موقف عرفة وذكر الطبرسي في كتابه الاحتجاج رواية طويلة نذكر محل الشاهد الذي ينفعنا ذكر باسناده عن ابي محمد (عليه السلام) (......لما وقف بالموقف أتاه جبرئيل عليه السلام عن الله عز وجل فقال : يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : إنه قد دنى أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص ، فاعهد عهدك وقدم وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء ، فسلمه إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب عليه السلام......) (فخشى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا إلى جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة والبغضاء وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرئيل عليه السلام في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس يهتدون به ، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة ، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة ، فقال (صلى الله عليه واله) : جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي عليه السلام [ فسأل جبرئيل كما سأل بنزول آية العصمة فأخره ذلك ] فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس فقال : يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك " في علي " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(1). وهكذا وفي غدير خم كان التبليغ للناس. جواب السؤال الثاني: الكفر في القران يطلق على عدة معاني فقد وردت رواية عن الامام ابي عبد الله (عليه السلام) عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل قال : الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه . فمنها كفر الجحود ، والجحود على وجهين ، والكفر بترك ما أمر الله وكفر البراءة ، وكفر النعم)(2) . فهؤلاء الذين يكفرون بولي الله ويجحدون امامته لا يهديهم الله لا انهم كفار بمعنى انهم يخرجون عن الإسلام. ثم قضية الحكم بكفر مجموعة من الناس ليست بالشيء الهين والسهل وليس يكتفى بهكذا دليل لو اشتبهت الأمور بل لابد من مراجعة ادلة كثيرة تتكلم عن الكافرين وصفاتهم والموضوع طويل الذيل ليس بهذه السهولة ان ناتي الى اية ونقول بالكفر الاصطلاحي بناء على فهمنا للاية وهكذا امر نحذر منه جنابكم وجميع المؤمنين وان يتخذوا الحيطة والحذر بان ينسبوا لله تعالى حكما شرعيا بهذه الطريقة ((وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً)) (الاسراء:36). جواب السؤال الثالث: اية الولاية من جهة انها تحدد الطريق الإلهي في اتباع النبي واوصيائه وانهم الصراط المستقيم وانهم أولياء الله ياخذون بالناس الى الهدى ودين الحق فمن خالفهم كان على الباطل وهذا المعنى يستفاد من حديث الفرقة الناجية على تقدير صحته وان النجاة في طريق الله واتباع ما يريده الله فمن كان هكذا فهو من الناجين فالحديث مرتبط بوجه بواقعة الغدير. جواب السؤال الرابع: النبي (صلى الله عليه واله) يحمل رسالة الله تعالى ويبلغها للناس وليست رسالته نعم نسميها الرسالة المحمدية بالقياس الى الرسالة العيسوية والموسوية أي بالقياس لبقية الأنبياء اما نفس الرسالة فهي رسالة الله الى عباده. وفقكم الله وحفظكم من كل سوء