السلام عليكم
هناك قصائد حسينية فيها معاني مثل : ( أمر الكون كله بيد الامام علي عليه السلام ) أو ( كل الكواكب تدور بأمر الامام علي عليه السلام )
هل هذه المعاني صحيحة ؟ أرجو التوضيح
وإن كان فيها اشكال فما حكم الاستماع الى القصائد التي تحوي هذه المعاني ؟
وشكراً لجهودكم
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في برنامجكم المجيب
هذه الامور ترتبط بالولاية التكوينية لاهل البيت (عليهم السلام) والولاية التكوينية: هي السلطة التي يمنحها الله تعالى للملائكة والأنبياء والأئمّة، بل والصالحين على الموجودات الأخرى والأمور التكوينية فهذه القدرة على التصرف بالكون والموجودات الاخرى انما هي باذن الله تعالى فهي ليست شيئا على خلاف قدرة الباري سبحانه بل هي من عطاياه وكلما كانت هذه القدرة عظيمة فهي تحكي عظمة الذي اعطاها له ولا تعني انه يشارك الله في قدرته وتدبيره للكون.
وهي ثابتة لأهل البيت(عليهم السلام) بأدلّة نذكر بعضها للفائدة.
نجد القران الكريم عندما يذكر الأنبياء فانه يذكر لهم قدرات تكوينية فقد تتحدث القرآن عن عيسى (عليه السلام) بقوله: ((وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ)) (آل عمران: 49)، فالآية واضحة في اثبات احياء الموتى لعيسى (عليه السلام) وهو تصرف تكويني.
والتصرف في عالم التكوين ليس خاصا للانبياء بل قد يكون لغير الانبياء من الجن والانس فنرى القران الكريم يتحدث عن الجن فيقول تعالى: ((قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين)) (النحل:38-39) فهذا العفريت له قدرة خاصة بان ياتي بعرش كبير من اليمن الى فلسطين بمدة قد لا تتجاوز سويعات.
أما ثبوتها لغير الأنبياء من الناس فبقوله تعالى: ((قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك)) (النحل:40) فان وصي سليمان اصف بن برخيا له قدرة اكبر من العفريت فانه اتى بالعرش برمش العين يعني ان صح التعبير التسامحي كن فيكون.
والدقيق في الاية الشريفة انها ذكرت عنصر العلم (عنده علم من الكتاب) بمعنى ان اصف كان يملك شيئا من علم الكتاب لان الاية قالت (من الكتاب) أي بعض الكتاب فاذا كان بعض علم الكتاب مكنه من ان ياتي بعرشها برمش العين فكيف لمن عنده علم كل الكتاب كيف ستكون قدرته ومن عنده علم الكتاب ذكر في القران الكريم وهو قوله تعالى ((ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب )) (الرعد: 43) ووردت الروايات المتظافرة من طرق الفريقين أن هذه الآية نزلت في الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام).
وملخص الكلام
ان التصرف بالكون ممكن لبعض المخلوقات ولكن باذن الله تعالى وان هذه القدرات متفرعة من قدرة الله تعالى.
ان الولاية التكوينية شيء ثابت قطعا لبعض العباد كالانبياء والملائكة وغيرهم من الانس والجن وتكلم القران الكريم عنهم.
ان اهل البيت عليهم السلام اعطاهم الله هذه القدرة على ادارة الكون ودلت على ذلك الآيات والروايات.
حفظكم الله ورعاكم