السلام عليكم....
سمعتُ قول الإمام الصادق (ع) (لمن زار قبر الحسين كان كمَن زار الله تعالى في عرشه )
سؤالي هو هل أن قبر الحسين أفضل من الكعبة الشريفة او أفضل من عرش الله تعالى ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
١-لقد ورد الحديث في أكثر من مصدر بأسانيد مختلفة، وورد نحوه في فضل زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وأما معناه فهو كما قال الأعلام ليس على ظاهره ليلزم منه القول بالتجسيم، بل كما قال الشيخ الطوسي: ((معناه إن لزائره من المثوبة والاجر العظيم والتبجيل يوم القيامة كمن رفعه الله الى سمائه وأدناه من عرشه الذي تحمله الملائكة، واراه من خاصة ملكه ما يكون به توكيد كرامته، وليس على ما يظنه العامة في مقتضى الشبيه)). (راجع تهذيب الاحكام ج6 / 4) ط النجف.
وقال الشيخ الصدوق في (أماليه): ((هذا ليس بتشبيه لأن الملائكة تزور العرش وتلوذ به وتطوف حوله وتقول نزور الله في عرشه كما يقول الناس نحج بيت الله ونزور الله، لا أن الله تعالى موصوف بمكان.
وقال المجلسي في البحار: أي عبدالله هناك، أو لاقى الأنبياء والأوصياء هناك فإن زيارتهم كزيارة الله، أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك وزاره)).
وقال السيد الأمين: ((هذا من باب التشبيه والتنزيل فإنه لو أمكن لأحد أن يزور الله فوق عرشه لكان في أعلى الدرجات، فشبّه به من زاره (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يلزم التجسيم لوجوب الخروج عقلاً عن ظاهر الكلام كما وجب الخروج عن ظاهر (( الرحمن على العرش استوى )) )). (راجع كتابه مفتاح الجنان ج2 / 9 هامش 1، راجع بحار الانوار 101 / 70 ط المكتبة الاسلامية وفي الوافي للفيض الكاشاني ج8 / 195 ط حجرية)، ولما كان العرش عبارة عن جملة المخلوقات ورتبتهم (عليهم السلام) فوق رتبة سائر المخلوقات فكأن زيارتهم زيارة الله فوق عرشه، فوقا بحسب الغلبة والقهر فانه القاهر فوق عباده تعالى عن الجسم والمكان علواً كبيراً.
وقال الحر العاملي في (الوسائل/ كتاب الحج أبواب المزار باب تأكيد استحباب زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)) : ((يعني أن لزائره من الثواب والأجر كمن رفعه الله الى سمائه وأدناه من عرشه وأراه من خاصة ملكوته ما به توكيد كرامته، وليس على مقتضى التشبيه. ذكره الشيخ والصدوق وغيرهما)).…
٢-ليس عند الشيعة حج الى كربلاء و انما يذهبون لزيارة أبي عبد الله الحسين (ع) في كربلاء، هذا أولاً .
وثانياً: هناك الكثير من الأعمال التي وردت فيها عند جمهور المسلمين أنها أفضل من الحج المستحب! فانهم يروون عن عمر انه قال: ( لو كنت مؤذناً لم أبال أن لا أحج ولا اعتمر إلا حجة الإسلام ولو كانت الملائكة نزولا ما غلبهم احد على الاذان). (أنظر كنز العمال ج8 ص338) .
وكذلك رووا في فضل التسبيح عن رسول الله(ص): (من سبح الله مئة بالغداة ومئة بالعشي كان كمن حج مائة حجة ... المزید) .
وكذلك رووا: (من رابط يوماً في سبيل الله في شهر رمضان كان خيراً له من عبادة ستة مائه ألف سنه وستمائه الحجّة وستمائة ألف عمره) .
وكذلك رووا عن النبي (صلى الله عليه وآله) (رد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين حجه) (كشف الخفاء ج1 ص428).
وكذلك رووا (من خاض في العلم يوم الجمعة... وكأنما حج أربعين ألف حجة ) .
إذن هناك أشياء أفضل من الحج والعمرة كما روي، فما المانع من أن تكون من تلك الأشياء أيضاً ما رواه أتباع مذهب أهل البيت(ع) من أن زيارة الحسين (عليه السلام) أفضل من الحج المستحب.
هذا كله لو جردنا الزيارة والحج عن كل شيء يحصل أثناءهما خارج عنهما، أما لو حصل في اثناء أحدهما شيء بالإضافة إلى الحج أو الزيارة فسيكون هو الأفضل تبعاً لذلك الشيء المفضل والمحبب عند الله تعالى.