عباس ( 25 سنة ) - العراق
منذ سنة

شرح حكمة

أريد شرحاً مفصلاً لهذه الحكمة المروية عن الإمام علي (عليه السلام) خصوصاً فقرة "من العاقل إذا احرجته":- (كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن الأحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته).


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته ولدي العزيز، ينقل ابن عساكر في كتابه تأريخ مدينة دمشق ج ٦٧ ص ١١٦ إن هذا القول منسوب لأبي عمر بن العلاء وهو يحاور الاصمعي حيث يقول الاصمعي: قال لي أبو عمرو بن العلاء يا عبد الملك: ( كن من الكريم على حذر إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا مازحته ومن الفاجر إذا عاشرته وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك أو تسأل من لا يجيبك أو تحدث من لا ينصت لك). وهو كلام واضح يخرج كتوصية للاصمعي بناءً على تجارب الرجل في معرفته للإنسان حيث يصنف الناس على خصالهم وصفاتهم وما هو المناسب في كيفية التعاطي معهم اذ يذكر أنّ الكريم مما لا ينبغي إهانته، وأن اللئيم مهما أكرمته سيرتد إليك سوءً، وإنه في المقطع يحذر من إحراج العاقل؛ إذ إنّ العاقل لو تم إحراجه ستكون منه ردة فعل منطقية ولكن كيف سيرد بحكم كونه عاقل ؟!! والجواب : إما بالتجاهل أو يرّد بالإحراج بطريقة وذكاء عالي فيرد عليك الإحراج بين الجالسين وفي كِلا الحالين يتوجب عليك أن لا تهين أو تحرج عاقلاً في مجلسك، والأحمق عند ممازحته سيرد عليك بسخرية أكبر وافضع لأنه أحمق يريد أن ينفعك فيضرك فما باله حينما يريد أن يرد ممازحتك فإنه يكون أمراً فضيعاً، فلا قيود له تردعه أن تحدث بكل ما يأتي على لسانه، وبالمحصلة الرجل يتحدث مع الاصمعي عن تجاربه في الحياة ويلخصها بطريقة نثرية ليعتبر منها السامعون. وفقكم الله لكل خير

2