logo-img
السیاسات و الشروط
( 23 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

سبب وفاة رسول اله (صلى الله عليه وآله)

١- كيف مات رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟ ٢- وهل صحيح أن عائشة قتلته؟ ٣- وهل صحيح أن عائشة و حفصة طلقهما النبي (صلّى الله عليه وآله)؟


جواب السؤال الأول والثاني: هناك أكثر من رأي في سبب وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله): الرأي الأول: وردت روايات في مصادر الشيعة والسنة أن امرأة يهودية جعلت السم في كتف شاة وقدمته للنبي (صلّى الله عليه وآله) على أنه هدية منها، وأنها نذرت ذلك، والنبي (صلّى الله عليه وآله) مات مسمومًا على إثر هذا الطعام. وقد ناقش بعض الأعلام هذه الروايات ولم يرتضها؛ لوجود التناقض فيما بينها، فكيف يقبل النبي (صلّى الله عليه وآله) الطعام من يهودية وهو قد سدّد لهم ضربة قاصمة في خيبر، وأن زوج هذه المرأة وأخاها (وهو نفسه مرحب) قد قتلا في المعركة! فمن المستبعد جداً أن النبي (صلّى الله عليه وآله) يأخذ هدية امرأة يهودية بهذا الحال. والنتيجة: أن هذه الطوائف من الروايات الواردة عن السنة والشيعة لا يمكن الجزم بأنها هي سبب وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله). الراي الثاني: أن الذي سمّ النبي (صلّى الله عليه وآله) بعض زوجاته، وردت بعض الروايات تثبت ذلك. منها: 1- ما روي عن أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) ، قَالَ: "تَدْرُونَ مَاتَ اَلنَّبِيُّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَوْ قُتِلَ، إِنَّ اَللَّهَ يَقُولُ: ﴿ …أَفَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ …﴾ فَسُمَّ قَبْلَ اَلْمَوْتِ، إِنَّهُمَا سَقَتَاهُ » فَقُلْنَا: إِنَّهُمَا وَ أَبَوَيْهِمَا شَرُّ مَنْ خَلَقَ اَللَّهُ"(البرهان في تفسير القرآن ج ١، ص ٧٠٠). 3- وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : في حديث الحسين بن علوان الديلمي، "أنه حينما أخبر النبي (صلّى الله عليه وآله) إحدى نسائه، لمن يكون الأمر من بعده، أفشت ذلك إلى صاحبتها، فأفشت تلك ذلك إلى أبيها، فاجتمعوا على أن يسقياه سماً، فأخبره الله بفعلهما، فهمَّ ( صلّى الله عليه وآله ) بقتلهما، فحلفا له: أنهما لم يفعلا، فنزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ... المزید ﴾" (بحار الأنوار: ج22، ص246). فهذه الروايات واضحة في إثبات القتل إلى امرأتين، وواضح من هما، خاصة والرواية الأخيرة تثبت أنهم أجمعوا على سمّ النبي (صلّى الله عليه وآله)، وأن الله تعالى أخبر بذلك في سورة التحريم. فإذا تكرر منهم محاولة قتل النبي (صلّى الله عليه وآله) لا يكون ذلك غريباً عليهم ولا مستنكَر منهم مادام قد حاولوا سابقًا، إذاً بعد كل هذا نقول: أنه تبقى الشبهة القوية تحوم حول كل الذين ذُكرت أسماؤهم في الروايات في الطوائف المتقدمة. جواب السؤال الثاني: وردت عندنا روايات تفيد أن النبي (صلّى الله عليه وآله) أعطى لأمير المؤمنين (عليه السلام) حقّ طلاق أيّ واحدة من زوجاته، ولكن المستفاد من بعض الروايات أن معنى الطلاق هو سلب شرف أم المؤمنين الذي يعني حرمة زواج غير النبي (صلّى الله عليه وآله) بها، ومن هذه الروايات الشريفة هي: ما ذكره الشيخ الصدوق (أعلى الله مقامه) في رواية طويلة نأخذ منها محل الكلام "...قلت: فأخبرني يابن مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حكمه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ قال: إن الله تقدّس اسمه عظّم شأن نساء النبي (صلّى الله عليه وآله) فخصّهن بشرف الأمهات. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج، وأسقطها من شرف أمومة المؤمنين"(1). وأيضًا روى المجلسي في البحار: عن الأصبغ بن نباتة قال: بعث علي (عليه السلام) يوم الجمل إلى عائشة: "إرجعي وإلا تكلّمت بكلام تبرين من الله ورسوله"(بحار الأنوار، ج ٣٨، ص ٧٤). وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن: إذهب إلى فلانة فقل لها: قال لك أمير المؤمنين: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن إليك بما تعلمين). فلما أخبرها الحسن بما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) قامت ثم قالت: خلوني! فقالت لها امرأة من المهالبة: أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم وحاورتيه، وخرج من عندك مغضباً، وأتاك غلام فأقلعت؟.....) إلى أن قالت: (إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) جعل طلاق نسائه بيد علي، فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة))(2). هذه الروايات وغيرها مما تبين أن قضية طلاق عائشة أي بينونتها من شرف الأمومة كانت قد أوكلت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن هنا نفهم معنى طلاقها بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)، وبعضهم يذكر أن الإمام (عليه السلام) قد طلّقها فعلاً، وقال لها (وبعضها تقول: إنه ( عليه السلام ) قد طلّقها بالفعل، وقال لها: إذهبي، فقد أطلقنا لك في الأزواج). ــــــــــــــــــــــــــ (1) كمال الدين وتمام النعمة، ص 458، دلائل الإمامة: ص511، مدينة المعاجز: ج8، ص 55، بحار الأنوار: ج38، ص 88 و ج52، ص82، وراجع تفسير نور الثقلين: ج4، ص238، وج5، ص372، ومستدرك البحار: ج6، ص572). (2) الإيضاح: ج 2، ص79 ـ 80، مناقب آل أبي طالب: ج1، ص397، بحار الأنوار: ج83، ص75، مواقف الشيعة: ج2، ص139.

34