١-الكلام والحديث في هذه الايه (مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الْحَدِيثِ )عن جماعة يستخدمون طاقاتهم من أجل بثّ اللاهدفية وإضلال المجتمع، ويشترون شقاء وبؤس دنياهم وآخرتهم!
فتقول أوّلا: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل الله بغير علم ويتّخذها هزواً)ثمّ تضيف أخيراً: (اُولئك لهم عذاب مقيم).
إنّ شراء لهو الحديث والكلام الأجوف إمّا أن يتمّ عن طريق دفع المال في مقابل سماع الخرافات والأساطير،
كمافي قصّة النضر بن الحارث.
أو أن يكون عن طريق شراء المغنّيات لعقد مجالس اللهو والباطل والغناء اي الغناء و توابعه …
أو صرف المال بأيّ شكل كان وفي أي طريق للوصول إلى هذا الهدف غير المشروع، أي لهو الحديث والكلام الفارغ.…
٢- لا شكّ في أنّ الغناء بصورة إجمالية حرام على المشهور بين علماء الشيعة، وتصل هذه الشهرة إلى حدّ الإجماع.
وأكّد كثير من علماء أهل السنّة على هذه الحرمة، وإن كان بعضهم قد استثنوا بعض الاُمور، وربّما لا يُعدّ بعضها إستثناءً في الحقيقة، بل تعتبر خارجة عن موضوع الغناء، أو كما يقال: خارج تخصّصاً.…
وفي أيدينا أدلّة كثيرة على تحريم الغناء في المصادر الإسلامية، ومن جملتها الآية أعلاه: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) وبعض آيات اُخر من القرآن التي تنطبق - على الأقلّ طبق الروايات الواردة في تفسير هذه الآيات - على الغناء، أو أنّ الغناء اعتُبر من مصاديقها:
ففي حديث عن الإمام الصادق (ع) في تفسير آية: (واجتنبوا قول الزور) قال: "قول الزور الغناء"
وعنه (ع) في تفسير الآية: (والذين لا يشهدون الزور)(6) قال: "الغناء"
وقد رويت في تفسير هذه الآية روايات عديدة عن الإمام الباقر والصادق والرضا (ع) أوضحوا فيها أنّ أحد مصاديق لهو الحديث الموجب للعذاب المهين هو "الغناء"
إضافةً إلى هذا فإنّه تلاحظ في المصادر الإسلامية روايات كثيرة اُخرى - عدا ما ورد في تفسير الآيات - تبيّن تحريم الغناء بصورة مؤكّدة:
ففي حديث مروي عن جابر بن عبدالله، عن النّبي (ص): "كان إبليس أوّل من تغنّى"
وجاء في حديث آخر عن الإمام الصادق (ع): "بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك"
وفي حديث آخر عنه (ع): "الغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر"
وفي حديث آخر عن الصادق (ع): "المغنّية ملعونة، ومن أدّاها ملعون، وآكل كسبها ملعون"
وقد نقلت روايات كثيرة في هذا المجال في كتب أهل السنّة المعروفة أيضاً، ومن جملتها الرواية التي نقلها في (الدرّ المنثور) عن جماعة كثيرة من المحدّثين، عن الرّسول الأكرم (ص)، أنّه قال: "لا يحلّ تعليم المغنّيات ولا بيعهنّ، وأثمانهنّ حرام"
ونقل نظير هذا المعنى كاتب (التاج) عن الترمذي والإمام أحمد
ويروي ابن مسعود عن النّبي (ص) أنّه قال: "الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل"
وبالجملة، فإنّ الرّوايات الواردة في هذا الباب كثيرة جدّاً بحيث تصل إلى حدّ التواتر، ولهذا فإنّ أكثر علماء الإسلام قد أفتوا بالحرمة، علاوةً على علماء الشيعة، الذين يتّفقون بالرأي في هذا الموضوع تقريباً، وقد نقل تحريمه عن أبي حنيفة أيضاً، وعندما سألوا "أحمد" - إمام السنّة المعروف - عن الغناء قال: ينبت النفاق.
وقال "مالك" - إمام أهل السنّة المعروف - مجيباً عن هذا السؤال: يفعله الفسّاق.
وصرّح "الشافعي" بأنّ شهادة أصحاب الغناء غير مقبولة، وهذا بنفسه دليل على فسق هؤلاء.
ونقل عن أصحاب الشافعي أيضاً أنّهم اعتبروا فتوى الشافعي تحريماً، على خلاف ما اعتقده البعض…
ننقل لكم بعض الكلمات المذكور في كتاب الفقه للمغتربين للسيد السيستاني دامت بركاته (الغناء حرام فعله واستماعه والتكسب به ، وأقصد بالغناء الكلام اللهوي الذي يؤدى بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو واللعب. ورد تحريم الاستماع والإنصات الى الغناء والموسيقى المحرمة في السنة الشريفة. فقد قال رسول الله (ص) في حديث شريف له: «ويحشر صاحب الغناء من قبره أعمى وأخرس وأبكم ، ويحشر الزاني مثل ذلك ، ، ويحشر صاحب المزمار مثل ذلك ، وصاحب الدف مثل ذلك ».
وقال (ص) : «من استمع الى اللهو (الغناء والموسيقى) يذاب في أذنه الأنك (الرصاص المذاب) يوم ا لقيامة».
وقال (ص) : «الغناء والموسيقى رقية الزنى» أي وسيلة أو طريق يؤدي الى الزنى.…)
٣- إذا كانت الموسيقى المنبعثة منها من الموسيقى المناسبة لمجالس اللهو واللعب ، لم يجز الاستماع اليها و لا العزف عليها…