صالح - السعودية
منذ 4 سنوات

 ولادته الشريفة في مصادر أهل السنة

رأيت رواية منسوبة لاكمال الدين:2/384 والخرائج:3/1174، بعضه، وإعلام الورى/412، كما في كمال الدين . وكشف الغمة:3/316، وإثبات الهداة:1/113، و:3/479، عن كمال الدين فيها : (( فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت عليَّ فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد، قلت: يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول ؟ قال: إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل عهده لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه )) فما معنى هذه الرواية؟ وهل يمكن أن تحمل على أنها تقصد ولاية الفقيه حيث لا حكومة إسلامية قبل الظهور، فيعد من اتبع ولاية الفقيه من الناس خارجا عن الأمر؟


الأخ صالح المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: ان الامام العسكري (عليه السلام) كان بصدد التعريف بالامام المهدي (عليه السلام) لاحمد بن اسحاق وبيان ابرز خصوصياته التي شابه بها الخضر وذي القرنين وفي مقدمة تلك الخصوصيات الغيبة الطويلة وارتداد اكثر المؤمنين به بحيث لا يبقى على الاعتقاد الحق الا من امتحن الله قلبه للايمان واخذ الله عهده للولاية ولعل ذلك اشارة الى عالم الذر حيث اخذ الله العهود على الناس في امور منها امامة الامام المنتظر (عليه السلام)(وللمزيد ارجع الى معجم احاديث الامام المهدي (عليه السلام) 3/249 تحت عنوان ان الله تعالى اخذ الميثاق للمهدي (عليه السلام). ثانياً: ليس في الرواية المتقدمة ما يشير الى ولاية الفقيه سلبا او ايجابا نعم ان نظرية ولاية الفقيه مبتنية على القول بامامة الامام المهدي وغيبته حيث ان الفقيه نائب عام في زمن الغيبة الكبرى للامام المهدي (عليه السلام) بعد بطلان النيابة والسفارة الخاصة في الغيبة الكبرى اما ما فهمت من انه لا حكومة اسلامية قبل الظهور فلا نعرف له وجها بل الامر على خلاف ذلك حيث قام الدليل العقلي والنقلي عند البعض على اعطاء الفقيه صلاحية الولاية العامة وان كان هناك خلاف في سعة هذه الولاية وضيقها وتفصيل ذلك في البحوث الفقهية . ثالثاً: ولعل شخص يقول ان تشكيل دولة اسلامية في الغيبة الكبرى تحت راية الفقيه يعد خروجا ورجوعا عن امر اهل البيت ويكون مصداقا لقول الامام (عليه السلام) في الرواية المتقدمة (حتى يرجع عن هذا الامر اكثر القائلين به) والجواب : ان هذا الفهم غير ظاهر من الرواية لان الرواية تشير الى قضية اعتقادية هي قضية الايمان بالإمام المهدي باعتباره الامام الثاني عشر وتريد ان تقول ان المؤمنين بالامام سوف يواجهون تحديا عظيما بحيث يتزلزل اعتقاد الكثير منهم لذا عبرت الرواية بكلمة (يرجع) أي انه اعتقد بالامامة ثم رجع عنها والتحدي الكبير هو طول غيبته (عليه السلام) وليست الرواية بصدد انتقاد الذين يستلمون حكما ويتصدون لتحمل المسؤولية بل الامر بالعكس كما اسلفنا حيث ان الفقيه المتصدي يرى نفسه نائبا عاما للامام المهدي (عليه السلام) فتكون الغيبة الطويلة للامام (عليه السلام) واحد من اهم اسباب تصدي الفقيه للحكم . ودمتم في رعاية الله