السلام عليكم
أحب ديني، وليس مجرد اتباع فقط، والداي يحبون أن اكون ناجحة في الأكاديمية وأنا مقبلة على كلية الطب، وكما تعلمون بأن الجامعة مختلطة.
أتمنى منكم نصائح وإرشادات كي أتبعها لأحافظ على حشمتي لأن أكثر الأشخاص نصحوني وحذروني من الجامعة، قائلين بأنها مقر غضب الله.
وأنا لا أريد غضب ربي بأي شكل من الأشكال.
وهل صحيح يكره للمرأة العمل خارجاً لأن ذلك يسبب هدم الأسرة وإهمال الأطفال مستقبلًا؟
وهل يرضى الإمام الغائب (عجل اللّٰه تعالى فرجه) أن تكون المرأة طبيبة ويفرح بذلك؟
كلامكم سيحدد مصيري إن شاء الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ابنتي الكريمة:
إن من دواعي السرور والبهجة أن نجد أمثالكم محبة لدينها ومراعية لنظر صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) في موجبات الستر والعفة، زاد الله شرفكم.
ابنتي المباركة:
إن المدار في المقر للغضب الإلهي هو المعصية للباري جلَّ شأنه، ولم يكن هناك مكان محدد، فالمشكلة دوماً ليس في المكان سواء أكان جامعة للعلم أم مسجداً للعبادة، إنما تمام المعيار هو للمكين وهو من يحضر هذه الأماكن، إن كان موصوفاً بالحشمة والعفة والإيمان والأخلاق والالتزام بفعل الواجبات وترك المحرمات فهو القدوة الصالحة سواء في ميادين العلم في الجامعات يكون مناراً وقدوة صالحة للاخرين ، أو في ميادين العبادة في المساجد ومراقد أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، أو في البيت.
اذاً المدار نفس الإنسان ومدى إلتزامه بما يعتقد، ومن يعتقد أن الحجة بن الحسن روحي فداه مراقب لتصرفاته وأفعاله، يمكن له أن يدخل للجامعة ويدرس الطب ويأتي بالدرجات العالية، ويمكن له تكوين أسرة ناجحة أيضاً ولكن كل ذلك يعتمد على البعد الديني في حياتك ومدى تعمقه في وجدانك وحبك لدينك وإلتزامك بالتعاليم الدينية، ويعتمد على التربية الروحية لتأسيس الأسرة من وجهة نظر الشخصية المسلمة المؤمنة وفي هذا المجال تحتاجون التالي لإدامة مسيرتكم الحياتية:
١) تتعرفوا على الأحكام الشرعية لمرجع تقليدكم لضبط أفعالكم العبادية والمعاملاتية بفعل الواجبات وترك المحرمات وهذا مهم جداً لتصحيح التكاليف الشرعية.
٢) أن تجعلوا وقتاً في حساباتكم لتعلم الثقافة العامة لإنشاء أسرة ناجحة وآداب المعاشرة وفق تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) ترجمها علمائنا الأعلام (رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين) بمكتوبات مهمة منها كتاب الطفل بين الوراثة والتربية، هذا الكتاب يعرض لكم عدة سلوكيات للتربية الذاتية ويضع لكم خططاً للأسرة المستقبلية وفق منهج أهل البيت (عليهم السلام) ولن تكون مهنة الطب عائق في هذا الصدد.
كذلك كتاب آداب العشرة، وسلسلة فن الحياة للسيد هادي المدرسي (حفظه الله) فإنه نافع جداً.
٣) ان تبتعدوا كل الإبتعاد من دائرة الإفراط والتفريط في كل حياتكم ومسيرتكم الإجتماعية أو المهنية أو العائلية، والإعتدال في كل شئ يكون هو الحاكم في سلوكياتكم.
٤) لابد من أن يكون لكم عادة مستمرة لا تقطعوها مهما حصل لكم - مضافاً للالتزام بالصلاة اليومية - وهي زيارة عاشوراء ودعاء العهد وقراءة بعض الآيات القرآنية؛ فان هذه تبقي لكم اتصال مباشر يمدكم بالتسديد والتوفيق الإلهي، وحسن العاقبة مع الباري وأهل البيت (عليهم السلام) وصاحب الزمان روحي له الفداء.
٥) إياكم والاختلاط الموجب للحرام مستقبلاً مهما كانت الدواعي، يمكن لكم تجنبه وعدم السماح لأي أحد أن يتقرب منكم سواء بداعي الزمالة أو الصداقة أو غير ذلك من المفاهيم التي ظاهرها براق وباطنها السم الزعاق، وتكون الأولوية للتعلم والحشمة والعفة والطهارة الروحية والمحافظة على نقاء السريرة وإلتزام الحجاب الساتر للبدن وبهذا تكوني فضلاً عن كونك صالحة مؤمنة مراعية للحق الإلهي، إنما قدوة للأخريات من أقرانك.
نكتفي بهذا القدر ويسرنا أن نجيب عن اي استفسار لكم من خلال منصة المجيب للمعارف الدينية فلا تترددوا في السؤال عن كل شئ يخدم مسيرتكم الحياتية.
ونتمنى لكم مزيداً من التوفيق والسداد إن شاء الله.