عماد ( 20 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

تفسير الاية (ان الدين عند الله الاسلام)

السلام عليكم ما معنى قوله تعالى ( ان دين عند الله السلام) ؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الدين " في الأصل بمعنى الجزاء والثواب، ويطلق على " الطاعة " والانقياد للأوامر، و " الدين " في الاصطلاح: مجموعة العقائد والقواعد والآداب التي يستطيع الإنسان بها بلوغ السعادة في الدنيا، وأن يخطو في المسير الصحيح من حيث التربية والأخلاق الفردية والجماعية. " الإسلام " يعني التسليم، وهو هنا التسليم لله. وعلى ذلك، فإن معنى إن الدين عند الله الإسلام: إن الدين الحقيقي عند الله هو التسليم لأوامره وللحقيقة. في الواقع لم تكن روح الدين في كل الأزمنة سوى الخضوع والتسليم للحقيقة. وإنما أطلق اسم " الإسلام " على الدين الذي جاء به الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه أرفع الأديان. وقد أوضح الإمام علي (عليه السلام) هذا المعنى في بيان عميق فقال: " لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: الإسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو الأداء، والأداء هو العمل " (1). فالإمام في كلمته هذه يضع للاسم ست مراحل، أولاها التسليم أمام الحقيقة، ثم يقول إن التسليم بغير يقين غير ممكن (إذ أن التسليم بغير يقين يعني الاستسلام الأعمى، لا التسليم الواعي). ثم يقول إن اليقين هو التصديق (أي أن العلم وحده لا يكفي، بل لابد من الاعتقاد والتصديق القلبيين) والتصديق هو الإقرار (أي لا يكفي أن يكون الإيمان قلبيا فحسب، بل يجب إظهاره بشجاعة وقوة)، ثم يقول إن الإقرار هو الأداء (أي أن الإقرار لا يكون بمجرد القول باللسان، بل هو إلتزام بالمسؤولية). وأخيرا يقول إن الأداء هو العمل (أي إطاعة أوامر الله وتنفيذ البرامج الإلهية) لأن الإلتزام وتحمل المسؤولية لا يعنيان سوى العمل. أما الذين يسخرون كل قواهم وطاقاتهم في عقد الجلسات تلو الجلسات وتقديم الاقتراحات وما إلى ذلك من الأمور التي لا تتطلب سوى الكلام فلا هم تحملوا التزاما ولا مسؤولية، ولا هم وعوا روح الإسلام حقا. هذا أجلى تفسير للإسلام من جميع جوانبه، ثم إن الآية تذكر علة الاختلاف الديني على الرغم من الوحدة الحقيقية للدين الإلهي وتقول: ش وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم. فعلى هذا إن الاختلاف ظهر أولا بعد العلم والاطلاع على الحقائق. وثانيا كانت الدوافع لذلك هي الظلم والطغيان والحسد. فاليهود اختلفوا في خليفة موسى ابن عمران (عليه السلام) واقتتلوا بينهم، والمسيحيون اختلفوا في أمر التوحيد حيث خلطوه بالشرك والتثليث، وقد اختلف كل منهما في أمر الإسلام ودلائل صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الواردة في كتبهم، فقبل بعضهم وأنكر آخرون. والخلاصة إن لكل دين سماوي دلائله الواضحة التي لا تترك إبهاما أمام الباحث عن الحقيقة. فالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مثلا - بالإضافة إلى أن المعجزات والدلائل الواضحة في نصوص دينه تؤكد صدقه - وردت أوصافه وعلاماته في الكتب السماوية السابقة التي بقي قسم منها في أيدي اليهود والنصارى، ولذلك بشر علماؤهم بظهوره قبل ظهوره، ولكنهم بعد أن بعث رأوا مصالحهم في خطر، فأنكروا كل ذلك، يحدوهم الظلم والحسد والطغيان.

1