عبد الله - السعودية
منذ 4 سنوات

كلام الشيعي حول الامام المنتظر ع

هذا مقال قرأته لأحد الشيعة حيث ُ يتحدث عن الإمام المنتظر (عليه السلام) فما قولكم : ************************* لا يمكن التبشير بهذه الصورة الغارقة في العنف والتهديد والاكراه الديني بحد السيف المهدي المنتظر في القرن الواحد والعشرين ظاهرة المخلص هي خاصية أنثربولوجية، تسعى الثقافة من خلالها إلى تأبيد ذاتها، فبغيابها يتلاشى الوعي بالذات الذي هو شرط وجود الجماعة وتماسكها، ليس لأن الثقافة ذات طبيعة يوتوبية وحسب بل لأنها خاضعة باستمرار لديالكتيك الواقع والرغبة: فبين اكراهات الواقع وفعل الرغبة وميولها، بين العجز في مواجهة الطبيعة والشوق إلى القدرة أو الامتلاء بالمطلق تتخذ ظاهرة المخلص بعدها الوظيفي الحيوي في تأجيل مرارة الشعور بالفشل والاخفاق، هنا تسعى الثقافة إلى ملء الخواء بمادة يوتوبية. تردم الهوة الشاسعة التي تفصل بين خيبات الواقع والرغبة بأحلامها ونزواتها باللجوء إلى عالم موازٍ ومتخيل تسقط عليه كل الرغبات المقموعة والمؤجلة. وبانعدام الفوارق بين العالم الواقعي وذلك العالم المفترض تتلاشى المسافة الفاصلة بين تحديات الواقع واستيهامات الثقافة، الواقع المتخيل يغذيه ويعززه هذيان الثقافة فيما تقوم الرغبة المؤجلة كتعويض ومعادل استيهامي بتكريس الواقع المستعار واللذة المصطنعة: ليست أكثر من وضعية مأزومة تكرس ذاتها. العجز.. الألم.. المأزق الوجودي الذي لا يحتمل.. الرغبة المؤجلة.. اللذة المصطنعة.. وغيرها هي التي تشكل مجموع الانتكاسات التي تمر بها البنية الثقافية المسكونة بهاجس الخلاص قبل أن تتآكل وتنهار داخليا مادامت تفتقد الجرأة على مكاشفة الذات ومن ثم التغيير. ينتج عن ذلك حدوث شرخ بينها وبين المنتمين إليها، فالثقافة التي تعجز عن تلبية حاجات الواقع تصبح بالضرورة عاجزة عن استيعاب أفراد الجماعة وهو الأمر الذي من شانه أن يخلق أزمة هوية ملازمة عادة لكل ثقافة تعاني من الشيزوفرينيا. وحيث أن ظاهرة المخلص بوصفها عنصرا رئيسيا يساهم في تشكيل البنية القاعدية للثقافات الوسيطة فإنها تتسم بثبات وتواشج، لكنها في الآن نفسه تتفاوت تبعا لطبيعة الخصائص التاريخية واختلاف السياقات الاجتماعية والأهم من ذلك هو مدى قابليتها على احتضان ملكة التفكير الحر والموقف المعرفي المنفتح، وهذا يعني أن فكرة الخلاص ليست هي نفسها رغم كل التواشجات. فإذا كانت الحياة قصاص ونقمة فإن الخلاص هو النيرفانا أي الانطفاء الكامل وكسر سلسلة التناسخات كما هي في البوذية، ولكن هذا الانطفاء أو الموت الذي هو فناء كامل في الذات الكلية ليس إلغاء للحياة وإنما هو اندماج كلي في روح العالم. إن فكرة الخلاص كما هي في النيرفانا والتي هي في معناها المباشر ايقاف ووضع حد للرجوع الأبدي ضمن حيوات متعاقبة تختلف عنها في الهندوسية حيث النشاط الروحي يستهدف أساسا ترسيخ حقيقة التناسخ ولكن للظفر بحياة أفضل، وفيما تجنح البوذية لتجريد فكرة الخلاص لتغدو كفناء كلي، تتموضع الهندوسية في هذه الحياة نفسها لتجعلها ميدانا لتحقيق فكرة الخلاص، ولكننا إذا ما تأملنا في ثقافات خلاصية أخرى كالأديان التوحيدية سنجد تصورا مختلفا تماما، فلا يمكن النظر للخلاص هنا كشأن واقعي إلا إذا كان مسبوقا برؤية أنطولوجية تتيح امكانية وجود ثقافة رؤيوية مستمدة من تأسيس أنطولوجي لعالم موازي هو "عالم المثال". الشيء المائز في هذا التصور هو أن للآخرة مفهوم مركزي متعالق مع فكرة الخلاص، إنه مغاير كليا للعالم الطبيعي رغم تداخله معه. تقترح الثقافات الوسيطة تراتبية وجودية تتصل بأدوات ثلاث: الحس، العقل، المثال أو الخيال. لكل هذه القنوات قيمة معرفية قادرة على تمثل الواقع الموضوعي، من هنا حاول المستشرق الفرنسي "هنري كوربان" الولوج في مقاربة فكرة المخلص كما تتبدى في الفكر الشيعي و"الغنوصي" تحديدا في عمله الذائع الصيت والذي يحمل عنوان: "مشاهد روحية وفلسفية للاسلام في الاطار الايراني" وهو عمل جاء نتيجة معاينة مباشرة في زيارة "حج" كما يسميها تلميذه شايغان، هذه الرحلة التي جاب خلالها كوربان عالم الفلسفة والفكر الشيعي الايراني تمخضت عن قراءة واسعة لأهم اتجاهات الفكر العرفاني وذلك بالمنهج الظاهراتي "الفينومنولوجي" وهو المنهج الذي جعله يقرأ الظاهرة من الداخل، يتشربها ويهضمها جيدا ثم يقوم بمعالجتها ضمن خطاب معرفي يدمج الظاهرة في بنيته ويستوعبها ويتوسل إليها بمفردات تنم عن حميمية خاصة كأن يتحدث حولها وحول ممثليها بضمير المتكلم كأنه يحاول أن يؤكد انتسابه إليها عبر كلمات من قبيل: فلاسفتنا، أساتذتنا، فكرنا.. هذا فضلا عن تضمين الخطاب لكل مفردات التبجيل الخاصة بالتشيع. المستشرق كوربان وهو يعرض في البداية النصوص التي تؤرخ لولادة المهدي المنتظر يستدرك بملاحظة كاشفة حول المنهج الذي يقترحه للباحث في الفكر الديني، يقول:  "لا شك أن النصوص المؤثرة التي سردت لنا سيرة الإمام الثاني عشر، ومعها سر غيبته، لم تكن نصوصا خاضعة للنقد التاريخي بالمعنى المألوف للكلمة، ولذلك شددنا على الطريق الظواهري كأفضل طريق يسلكه الباحث في العلوم الدينية لمقاربه موضوعه" ولكن هل يمكن أن يكتف الباحث في الفكر الديني بالمنهج الظواهري لكي يتمكن من تشكيل تصور علمي متماسك؟ هل يمكن اعتبار هذا الاستدراك بمثابة مناورة للهروب من أي انعكاسات أو نتائج غير مرغوب فيها للنقد التاريخي، وكل ذلك طبعا باللجوء إلى الفينومينولوجيا تجنبا لأي انهاريات محتملة لهذا النص أو ذاك؟ علاوة على ذلك فإن كوربان كما يلوح لي قد وقع في خطأ منهجي باعتماده على نصوص ومرويات ميثولوجية لا تحظ بقبول كافي في الخطاب الشيعي الرسمي، ولكن كوربان أسس عليها تصوره لفكرة المهدي المنتظر، خاصة تلك التي تتصل بسيرته كشخصية تاريخية متحققة كرونولوجيا، أغلب هذه النصوص أخبار أحاد بحيث الأمر الذي جعل أحد أقطاب التشيع وهو الشيخ كاشف الغطاء يقلل من أهميتها الدلالية ويعتمد كليا على الدليل العقلي دون النصي في إثبات ولادة المهدي المنتظر، وإذا كان كوربان يقوم بسرد هذه النصوص دون ممارسة تأويلية فإنه يلجأ إلى تأويل نصوص أخرى ذات شحنة ميثولوجية عالية تتصل بالسيرة الزمنية للمهدي المنتظر والتي يسميها "زمن ما بين الأزمان" معتمدا في ذلك على مرجعية محددة يعممها على التشيع كله، حيث يحلل كوربان الفكر الشيعي الباطني انطلاقا من الأنطولوجيا الاشراقية للسهروردي، لأنه يقر في نهاية المطاف باستحالة معالجة ظاهرة المخلص في تمظهرها الشيعي دون افتراض "ميتافيزقا للوجود تتخذ لها مستوى من الوجود يتوسط عالم العقل الخالص وعالم الحواس" كما يقول، والعالم الوسيط هذا هو نفسه عالم الملكوت كما يتبدى للغنوص الشيعي، ولذلك فإن "التفكير الأقصى للتشيع" ليس سوى أخرويا انتظاريا وليس أحلام يقظة اجتماعية ولا سياسية كما يؤكد.   ولكن بمقاربة سيسيولوجية تقترب فكرة الخلاص إلى أن تكون يوتوبيا وأحلام يقظة اجتماعية ورغبات سياسية، إلا أن الكاتب يؤكد ذلك المنحى لأنه يقارب الموضوع ظاهراتيا، وكذلك لأنه تجاوز في معالجته حقيقة أن الفكرة نفسها لها تمظهرات وتصورات عديدة في داخل الوسط الشيعي نفسه، وهو الوسط الذي تسوده النزعة النصية الحرفية التي لا تتماهى كثيرا مع أي اتجاه فكري يتيح امكانية التأويل، وليس  للتيار الغنوصي والفلسفي إلا حضور باهت في هذا الوسط. إن الثالوث الأنطولوجي (الحس، العقل، الخيال) الذي يفسح المجال وفقا لكوربان للقبول بفكرة المخلص هو وليد الثقافات الوسيطة التي تجعل من الرؤية الغنوصية أداة للمعرفة أكثر نجاعة من العقل والحس معا، وحيث أن هذه الثقافات لم تعد ذات بريق كما كانت في العصور الوسطى فإن فكرة المخلص لا يمكن أن تحظ بأي تجاوب في النظام المعرفي المعاصر إثر القطيعة المعرفية التي دشنتها الحداثة، فالمسبقات المعرفية التي تقوم عليها فكرة المخلص لا تنسجم مع المسبقات المعرفية الظافرة والناجزة للتفكير المعاصر، والقيم والمقاصد والأهداف التي يروج من خلالها المهدي المنتظر لم تعد تحمل نفس التأثير أو الفعالية، ثمة قيم أخرى هي نقيض بشكل كلي لتلك القيم ولها تأثير كبير حتى على الأفراد المنتمين لهذه الثقافة، من هنا يتعذر على هذه الفكرة أن تتسم ببريق معاصر ما دامت عصية على النقد التاريخي والمعرفي الكفيل بتطويرها لكي تتعايش في مناخ معاصر، ولكي تكون فكرة معاصرة يجب أن تقتلع من سياق العنف والشمولية والاكراه التي ترعرعت فيه والتي نجد لها حضورا لافتا في بعض مدونات الحديث الشيعية كموسوعة بحار الأنوار  للشيخ المجلسي، فالنصوص هنا تقدم صورة مفزعة تشوه المهدي المنتظر، يجب أن نعترف بذلك. يروي مثلا الشيخ المجلسي عن الامام جعفر الصادق حول دولة القائم بقوله: ما لمن خالفنا في ولدتنا نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا، فاليوم محرم علينا ذلك، فلا يغرنك أحد، إذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا جميعا" وفي رواية أخرى يقول: إذا قام قائمنا عرضوا كل ناصب عليه، فإن أقر بالإسلام، وهي الولاية، وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأداها كما يؤدي أهل الجزية" وفي نص آخر أكثر دلالة يقول: حين يقوم القائم يخرج موتورا غضبان آسفا لغضب الله على هذا الخلق، عليه قميص رسول الله وسيف رسول الله ذو الفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا.." ثم قال: يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته، وأومأ بيده إلى حلقه" هل هذا هو المهدي المنتظر والذي سيملأ الأرض عدلا؟ إن هذه الصورة المشوهة التي تسوق لها موسوعة بحار الأنوار لا تليق بقائد ملهم ينشر السلام والحب، ولا يمكن التبشير بهذه الصورة الغارقة في العنف والتهديد والاكراه الديني بحد السيف، ورغم أن هذه النصوص لا تخلو من صعوبة في حملها على المجاز إلا أن الواجب على التفكير الشيعي أن يقوم بأحد خيارين: إما رفض هذه النصوص وأشباهها جملة وتفصيلا أو تأويلها بحيث يتم استفراغها من الدعوة الصريحة إلى العنف وتفسيرها رمزيا بحيث تصبح دعوة للسلام والحب، لا دعوة للكراهية والعنف، وكل ذلك حتى تتمكن فكرة المهدي المنتظر من احتلال موقع بارز في القرن الواحد والعشرين. ولكن الاشكالية الأبرز هنا هي فيما إذا كان من المعقول أصلا محو والغاء كل الثقافات في العالم لصالح ثقافة واحدة، وهو التصور المفترض هنا، بعبارة أخرى هل يعتبر فرض رأي  واحد على العالم شيئا ايجابيا؟ الآن وبعد دخولنا عصر العولمة والتي لم تتمكن من دمغ كل الثقافات في ثقافة كونية واحدة وفيما تشتد اكراهات العولمة في فرض نموذج ثقافي واحد أخذت الثقافات وفي اتجاه معاكس تكرس خصوصيتها. إن ظاهرة العولمة أنتجت ظاهرة معاكسة هي استفحال الهويات الثقافية، فوراء هذه الوحدة في القيم والفكر والعقلانية ثمة تعددية تربض خلفها، مشكلة بذلك لوحة فسيفسائية تبدو غاية في الجمال شريطة أن تدار بقيم عابرة للثقافات هي القيم الديموقراطية والانسانية. إن عالما متعددا يتيح حق الاختلاف أجمل بكثير من عالم موحد يقاد بفعل المعجزة أو السيف! *************************


الأخ عبد الله المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد الاطلاع على ما كتبه صاحب المقال، نرى قبل كل شيء أنه متأثر بالثقافة الغربية المعاصرة واطروحاتها وخاصة علم الانثروبولوجي و الاثنولوجيا وعلم التحليل النفسي وغيرها.. وقد حاول أن يرجع فكرة (المخلص) في الثقافة العالمية إلى بضعة أفكار واصطلاحات ومقاربات لا برهان عليها وغير خاضعة لمنطق أو منهج يمكن الوثوق به.. واستبعاد الكاتب للتفسير الديني لفكرة المخلص يشير إلى تبنيه الطرح المادي والمنهج الوضعي، فهو ينطلق من فكرة مركزية مؤداها أن فكرة المخلص ناجمة عن تصورات أفرزها الواقع المأساوي الذي منيت به المجتمعات الإنسانية إبان ظروف خاصة ألمت بها - أي أنه يرجع الفكرة إلى الجانب الأسطوري ويستبعد أن تكون مؤسسة على فطرة إلهية وعقيدة سماوية وهذا الطرح لا يمكن أن يكون موضوعياً وذلك لحمله الدين على الفهم اليوتوبي الأسطوري وعدم اعتباره ظاهرة واقعية.. ولذلك فإن الرد على هذا الموضوع تفصيلاً ليس بذي فائدة كبيرة بعد أن علمنا مجانبة كاتبه للموضوعية واستقائه لأفكاره، من الفلسفات المادية والالحادية والعلوم الإنسانية المؤسسة عليها والتي لا يترتب عليها يقين علمي أو برهان. ومن ثم لو أردنا أن نبتعد عن اسلوبه المادي ونبتعد عما ساقه من فرضيات ونجيبه حسب الفهم الديني المؤمن بالعبد الإلهي نقول: أنه وحسب منظومته الفكرية فيما يعتقد أن الأفضل للعالم وللوجود الانساني أن يكون عليه، كما ذيّل مقاله بقوله: ((إن عالماً متعدداً يتيح حق الاختلاف أجمل بكثير من عالم موحد يقاد بفعل المعجزة أو السيف))، فهو يعترض على توحيد العالم ضمن عقيدة واحدة تقام بفعل المعجزة أو السيف - على حد قوله ـ، ولنا في هذا المعنى الملاحظة التالية: ان صاحب المقال قد غفل عن مسائل اساسية ولم يتطرق إليها من قريب أو بعيد، وفضّل أن يبقى شاعراً يتلو علينا نثره واصطلاحاته من دون ان يلج مبحثاً مهماً وخطيراً في الوجود الإنساني، إذ هو لم يتساءل: من الموجد للإنسان على الأرض، وما هي الغاية من وجوده أو إيجاده وما هي أفضل النظم التي تعينه على أن يعيش حياة سعيدة كريمة تحقق له الثمرة الحقيقية من أصل خلقته ووجوده على سطح البسيطة. فهذه المسائل - وهي أمهات المسائل الفلسفية - لم يتجشم الكاتب عناء طرحها والإجابة عليها، والتي تدور المسألة المهدوية في فلكها، بل الحالة المهدوية جاءت لانقاذ العالم من ملابسات التخبط والتعثر في هذه المسائل الثلاث المهمة التي أشرنا إليها وهي: المسألة الأولى: جمع الناس على التوحيد، والتي تمثل الإجابة على اعظم سؤال طرحه الإنسان على نفسه منذ وجوده وإلى اليوم ونعني به: مَن الموجد؟ المسألة الثانية: هداية الناس إلى العمل الصالح الذي يضمن لهم الآخرة الأبدية السعيدة.. وهذه هي الاجابة عن السؤال الثاني: ما الغاية من خلق الإنسان، هل هي: الأكل والشرب والنوم وقضاء الوقت بالسفرات والتسالي والسعي إلى اعمار الأرض وبناء البنايات ووو... هل هذا هو الهدف الأسمى من خلق الإنسان ووجوده؟. فهنا يأتي الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ليبين للناس أجمع، من: يهود ونصارى وبوذيين ودهرين وعلمانيين وغيرهم، أن الإنسان خلق لغاية عظمى هي البقاء الأبدي والوجود السرمدي والتنعم بالنعم التي ليس كمثلها نعم مما اعده الله سبحانه لعباده المطيعين، وذلك بعد الإيمان به سبحانه، وهو مقتضى من المسألة الأولى. المسألة الثالثة: العمل بالنظام المتكامل الذي يحقق للإنسان الاستقرار والأمن والعيش الكريم، هذا النظام الذي لم تستطع الحكومات ولا الفلسفات ولا الايدلوجيات ولا الامبراطوريات ولا العولمة أو غير ذلك أن تحققه للإنسان، فما زالت البشرية تعاني من الفقر والجهل والظلم والحروب وشريعة الغاب مع كل هذه الدعاوى للتمدن والتحضر والرقي، الذي هو في واقعهِ سراب بقيعه بحسبه الظمآن ماءاً فيخرج المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً... ولا يكون ذلك بالعنف والإكراه كما تصوّره صاحب المقال، بل يكون بعدّة عوامل إقتضتها الرحمة الإلهية منها نزول عيسى (عليه السلام) الذي يكون له دور كبير في دخول النصارى في دين الإسلام من دون حرب أو قتال.. وما ذكره - صاحب المقال - من الروايات إنما هي تختص فيمن يقف أمام المشروع الإصلاحي لإنقاذ العالم من الفساد والدمار، لا مطلق الناس. فتأمل ذلك. ودمتم في رعاية الله

1