محمد المخلوق البحراني - البحرين
منذ 4 سنوات

رواية في غيبة الحجة عج

سلام عليكم رأيت جوابكم عن احتمال كون دعاء الندبة لأحد العلماء المحبين، أو أنه للإمام فعلاً. فما مدى صحة الشك في نسبته للإمام بعبارة ((أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى)) فهل فيه مشابهة للدعوة الكيسانية، وما علاقة ذلك ببعض الأحاديث مثل عن كتاب القائم لابن شاذان الى الإمام الصادق (ع) قال: (إن أرواح المؤمنين ترى آل محمد (ع) في جبال رضوى فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم وتتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت, فإذا قام قائمنا بعثهم الله تعالى وأقبلوا معه يلبون زمراً زمراً, فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المنتحلون وينجو المقربون. وهذا الحديث يدل على ما رويناه من القالب للروح بعد خروجها من  الأول كما يدل عليه أكلهم وشربهم وحديثهم ). وعن عبد الأعلى مولى آل سام قال: خرجت مع أبي عبد الله (ع) فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلاً عليها فقال لي:( ترى هذا الجبل هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا,أما إن فيه كل شجرة مطعم, ونعم أمان للخائف مرتين, أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين: واحدة قصيرة والأخرى طويلة ). فهل هذه المرويات موثقة وصحيحة للاعتماد عليها للربط بين صاحب الأمر ورضوى أم في الأمر إشكالاً ؟


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: ذكر محمد بن المشهدي في كتابه المزار ص (573) مانصه (( قال محمد بن أبي قرة: نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه هذا الدعاء وذكر فيه أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه وعجل فرجه وفرجنا به ويستحب ان يدعى به في الأعياد الأربعة)). ونقل الدعاء ايضا السيد ابن طاووس في  كتابه مصباح الزائر ص (446) حيث قال ((ذكر بعض اصحابنا قال: قال محمد بن علي بن أبي قرة: نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سنان البزوفري (رضي الله عنه) دعاء الندبة وذكر انه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه ويستحب ان يدعى به في الاعياد الاربعة,, ورواه المحدث النوري في تحية الزائر من مصباح الزائر ( للسيد ابن طاووس) ومزار محمد بن المشهدي(مكيال المكارم 2 / 86).  ويظهر ان ابن طاووس نقل الدعاء من كتاب المزار لابن المشهدي واليه اشار بقوله(( ذكر بعض اصحابنا)) ويظهر من الخبر ان محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري  كان عنده كتاب في الدعاء وترحم عليه الشيخ الطوسي في كتابه الأمالي راجع الأمالي للطوسي ص (56) والبزوؤي يروي عن ابيه الثقة الجليل الحسين بن علي بن سفيان البزوؤي الذي اشتهر بكثرة التصانيف وذكر النجاشي بعض كتبه منها كتاب ثواب الاعمال وكتاب الرد على الواقفة ويقوى عندنا البزوفري (الأبن) اخذ الدعاء من ابيه واحتمل البعض ان البزوفري (الأبن) هو احمد بن جعفر بن سفيان البزوفري الثقة الذي ذكره الشيخ في الفهرست وليس محمد بن الحسين ( راجع مشيخة تهذيب الأحكام ص (35-36) تحقيق السيد حسن الخرسان) وعلى أي حال ان البزوؤي الأب كان معاصرا للغيبة الصغرى حتى ان صاحب قاموس الرجال 3/ 501 اعتقد انه من سفراء الامام عليه السلام مستندا في ذلك الى رواية في كتاب غيبة الطوسي 308/ ح 260 وذكر ملخص الخبر صاحب تنقيح المقال 22/ 325 والمهم عندنا ان البزوفري قد يكون اخذ الدعاء من احد السفراء لانه من البعيد ان يكون الدعاء من انشاء البزوفري الذي له حاله من الجلالة والوثاقة والرفعة ومن غير الممكن ان يكون الدعاء من انشاء احد السفراء فانهم لم يكونوا يخرجون شيئاً إلا بأمر الحجة (عجل الله قرجه). ثانياً: اما عبارة ( ابرضوى ام غيرها ام ذي طوى) الواردة في الدعاء فليس لها علاقة بدعوة بعض الكيسانية (فرقة الكربية) اصحاب أبي كرب الضرير الذين يعتقدون اعتقادا فاسدا بأن محمد بن الحنفية حي بجبال رضوى اسد عن يمينه ونمر عن شماله يحفظانه ( بحوث في الملل والنحل 7/27-28) ومجرد ورود كلمة (رضوى) في دعاء الندبة لا يعني وجود مشابهة بين مضمون الدعاء ودعوة الكربية الا من حيث اللفظ فقد يذهب ذهن السامع الى فكرة الكيسانية وهذه الدلالة التصورية سرعان ما تضمحل لدى السامع وتزول. ثالثاً: أما رواية الفضل بن شاذان فإضافة الى انها ضعيفة السند ( من جهة محمد بن اسماعيل النيسابوري فانه لم يوثق ومن جهة محمد بن سنان الذي ضعفة القدماء) فأنها تحتوي على اشكالات عديدة منها ان الارواح في عالم المثال (البرزخ) تأكل وتشرب وان المؤمنين انصار الإمام ببعثون من هذه الجبال وايضا يضعف الرواية ان صاحب المحتضر تفرد بذكرها (المحتضر ص 20) ولم يروها احد غيره وقام صاحب البحار بنقلها منه (بحار الانوار6/243). رابعاً: وايضا في رواية عبد الاعلى مولى ال سام لا علاقة لها بدعوى الكيسانية والموجود فيها مجرد جبل يدعى رضوى فيه اشجار ونعم وقد نقله الله من مكان لاخر وهذا كما هو واضح اجنبي عن دعوة الكيسانية مع ان الرواية ايضا ضعيفة السند فتحصل من ذلك انه لا ربط لدعوة بعض فرق الكيسانية بدعاء الندبة ولا بالروايتين المشار اليهما. ودمتم في رعاية الله