وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً وسهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
المعنى في كلمات الفقهاء:
الأول: قبل أن ينصرف عن القبلة، قال البهائي في الحبل المتين: ”وما تضمنه الحديث الرابع من قوله عليه السلام قبل أن يثني رجليه لعل المراد به قبل أن يحول ركبتيه عن جهة القبلة وينصرف عنها من قولهم ثنى عنان مركبه إذا حوله إلى غير الجهة التي كان إليها“.
فيكون ثني الركبة أو الرجل في قوة (قبل أن ينصرف) أو (قبل أن يحول وجهه) أو (قبل أن يقوم).
الثاني: قبل أن يثني رجليه من هيئة جلوس الصلاة، صرح به صاحب الحدائق ومفتاح الكرامة، واختاره المجلسي في البحار.
قال الشيخ يوسف في الحدائق: ”وبالجملة فغاية ما يفهم من الأخبار أنه بعد أمره لفاطمة (عليها السلام) بذلك شاع استحبابه، وأما أنه (صلى الله عليه وآله) فعله فغير معلوم من الأخبار، نعم ما ذكره [أي صاحب المداوك] جيد بالنسبة إلى غيره [غير النبي من المعصومين]؛ لاستفاضة الأخبار بما ذكره من استحبابه قبل أن يثني المصلي رجليه من جلوسه للتشهد“.
وقال العاملي في مفتاح الكرامة: ”والمراد بقوله (عليه السلام): «قبل أن يثني رجليه» قبل أن يصرفهما عن الحالة التي هما عليها في التشهد كما في «النهاية [الأثيرية]»”. وهذا المعنى هو المنقول عن جماعة من غير الإمامية، قال الشرواني في الحواشي على تحفة المحتاج: ”وفي فتاوي السيد البصري سئل رضي الله تعالى عنه هل المراد بثني الرجل هنا وفي نظائره من الأذكار الاتيان بالوارد قبل تغيير جلسة السلام وهو عليها أو الإشارة إلى المبادرة… أجاب بأن في شرح العباب ما يصرح بتفسير ثني الرجل بالبقاء على هيئة جلسة الصلاة“.
وفي ثواب الأعمال : عن أبي المغيرة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ”من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحداً (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، اللهم صل على محمد وذريته) قضى الله له مائة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الآخرة، قال: قلت له: ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين؟ قال: صلاة الله رحمة من الله، وصلاة ملائكته تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له”.
وظاهرها أنها تعقب الصلاة مباشرة.
والحمد لله رب العالمين (منقول بتصرف)