بر الوالدين

وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، بر الوالدين يكون في حياتهما كما ويكون بعد مماتهما، فعن رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) في وصيته لرجل: " ووالديك فأطعهما وبرهما حيين كانا أو ميتين ... المزید... " ( الكافي : ٢ / ١٥٨ / ٢ ). وكذلك يجب برهما وإن كانا مشركين، فعن مولانا الإمام الرضا (عليه السلام): " بر الوالدين واجب وإن كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق " ( البحار : ٧٤ / ٧٢ / ٥٥ ) . نعم يحق لك بأن تدعو الله تعالى بهكذا دعاء ولكن كيف إن لم يستجب لكِ الله تعالى دعائك ووافاك الأجل قبل وفاتهما وهما غير راضين عنك؟ فينبغي عليكِ -ابنتي المباركة - بأن تتعلمي فنون البر والإحسان لهما في حياتهما، وأن تخفظي لهما جناح الذل فالذل لهما يكون رفعة لك وتغتنمي هذه الفرصة العظيمه، لكي تنتصري على نفسك وشيطانك الذي يسعى للمكر بك حيث يسوف ويؤجل عنك هذه الطاعة العظيمة حيث قرنها سبحانه بطاعته فيقول عزّ ذكره: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمً } ( الإسراء : 23 ) . وينبغي عليك بالدعاء والتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) ودفع صدقة لنجاحك وصلاحك وبرك معهما، ولعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً. * وفقنا الله تعالى وإياكم لِما يحب ويرضى. * ودُمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.