الفرق بين عظم وأعظم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هو الفرق بين قول: (عظم الله أجركم) و بين (أعظم الله أجركم)؟وأيهما الأصح من حيث اللغة والاصطلاح والدين؟ وأرجو من جنابكم الكريم الجواب بالتفصيل وجزاكم الله خيراً وحفظكم الله بحق محمد وآل محمد وشكراً جزيلاً لكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولدي العزيز، ننقل لكم مقالة من أحد الفضلاء بتصرف وفيها تمام مرادكم إن شاء الله تعالى وهي:
أولاً: معنى أعظمَ وعظّم في اللغة، المفردتان (عظّم) بتشديد الظاء و (أعظَم) بالهمزة تأتيان من حيث اللغة بمعنى ( فخَّمَ ) و ( بَجَّلَ ) فيُقال (عظّم الأمرَ وأعظَمه) بمعنى فخّمه أو بجّله وكبّره وكثّره، وكِلا اللفظين ذُكرا في القرآن الكريم بهذا المعنى فأمّا كلمة (عظّم) بالتشديد فقد قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [سورة الحج / 32]، بمعنى تعظيم الشعائر واحترامها، وأمّا كلمة (أعظَمَ) فقد وردت في قوله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾، فكلمة (يُعظم) المستعملة في الآية تصريف الرباعي (أعظَمَ) بلا تشديد وإعظام الأجر بمعنى تكثيره وإجزاله أي يجعله كثيراً وعظيماً، ولعلّ هذه الآية تصلح شاهداً على ترجيح كلمة (أعظم) في باب التعزية لأنها جاءت في الآية الكريمة مرتبطة بالثواب.
ثانياً: النصوص المأثورة في استعمال كلمة (أعظَمَ) في التعزية، وأيضاً يدلّ على ترجيح استعمال كلمة (أعظم) في التعزية دون (عظّم) ورود روايات كثيرة بها، منها:
١) روى الشهيد العاملي الثاني في كتاب مُسكّن الفؤاد ص 96 : " توفيّ لمعاذ ولد، فاشتدّ وجده عليه، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى معاذ، سلامٌ عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد!.. أعظم الله لك الأجر ، وألهمك الصّبر