السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلاً وسهلاً بكم في شؤون الاسرة
في البداية عليكِ ان تعرفي ان الطلاق وان كان امراً جائزاً الا انه من ابغض الحلال عند الله تعالى فقد ورد في الحديث عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله انه قال ( ما من شيء أبغض إلى الله عز وجل من بيت يخرب في الإسلام بالفرقة ) يعني الطلاق ، وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام ( ما من شيء مما أحله الله أبغض إليه من الطلاق ) وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ( تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز منه العرش )
وبدل ان تفكري في طلاقهما وتشجعيها على ذلك حاولي مع اخوتكِ ان تشخصوا الاسباب الحقيقية للمشاكل المستمرة بينهما ومن المؤكد انكم لاحظتم البعض منها وعرفتموها وما عليكم الان ان تشخصوا كامل الاسباب الحقيقية التي تسبب المشاكل بينهما وبعد ان يتم تشخيصها عليكم بمساعدتهما على التخلص منها وحل ما يمكن حله ، وعليكم بتذكيرهم بالحقوق والواجبات التي يتمتع بها كل واحد منهما والتي عليه ان يلتزم بها ويؤديها للاخر ويمكنكم الاستعانة ببعض المقربين من العائلة الحريصين على سعادتها واستقرارها لتجعلوه طرفاً وسيطاً يساعد ويسعى لحل المشاكل ويقرب في وجهات النظر
اختنا الكريمة ذكري امكِ بواجباتها تجاه زوجها وشجعيها على ان تكون الزوجة المثالية التي تعرف كيف تتعامل من زوجها وتأخذ باسرتها الى السعادة ذكريها بما ورد عن النبي واهل بيته الاطهار عليه وعليهم صلوات الله فيما يتعلق بصفات الزوجة واخلاقها وكيف تتعامل مع زوجها فقد جاء عنهم عليهم السلام الكثير من الاحاديث التي لو اُخذت بعين الاعتبار لكان حال كثير من الاسر افضل مما هي عليه فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( إن من القسم المصلح للمرء المسلم أن يكون له المرأة إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها حفظته وإذا أمرها أطاعته.) فمما يساعد على صلاح الزوج هو هذا الذي اشار له الامام عليه بقوله (ان من القسم المصلح للمرء المسلم أن يكون له …… )
وعن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله ( ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الاسلام أفضل من زوجة مسلمة تسره إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله. )
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( أعظم الناس حقا على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقا على الرجل أمه )
وعن الإمام الباقر عليه السلام ( لا شفيع للمرأة أنجح عند ربها من رضا زوجها )
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها )
وعن جابر الانصاري ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله :
ألا اخبركم بخير نسائكم ؟
قالوا بلى .. يا رسول اللّه فأخبرنا ،
فقال : إن من خير نسائكم ، الولود الودود ، الستيرة ، العفيفة ، العزيزة في أهلها .. الذليلة مع بعلها .. المتبرجة ( أي المظهرة لزينتها ) مع زوجها ، الحصان مع غيره ( اي المتحصنة ) ، التي تسمع قوله ، وتطيع أمره .. وإذا خلا بها بذلت ما اراد منها ..
ثم قال : ألا اخبركم بشر نسائكم ؟ قالوا بلى ، فقال : إن من شر نسائكم ، الذليلة في أهلها ، العزيزة مع بعلها .. العقيم الحقود ، التي لا تتورع عن قبيح ، المتبرجة ، إذا غاب عنها بعلها الحصان معه إذا حضر ، التي لا تسمع قوله ، ولا تطيع أمره ، وإذا خلا بها تمنعت تمنع الصعبة عند ركوبها ، ولا تقبل له عذراً .. ولا تغفر له ذنباً .
انصحيها بتلك النصائح :
* ان تبتعد عن الجدال مع زوجها وان تكون دوماً مطيعة له ولا تعارضه في شيء
* لا تتجاوز عليه بالفعل ولا بالكلام مهما فعل معها
* لا تقصر في اداء حقوقه الزوجية ولا تجعله يحتاج الى غيرها
* ان تحافظ على تجملها وتزينها له دوما ولا تنشغل بشيء عنه وعن تلبية رغباته
* ان تعامله دوما باحترام ولاسيما امام الاخرين
* ان لا تفعل شيئاً يجعله ينزعج منها وان كان ذلك الشيء بسيطاً وان تحرص دوماً على ان تكون مصدر سعادته وسروره
* لاتطلب منه ما تعرف انه غير قادر على فعله ولا تكلفه ما لايطيق
* ان تحاول ان تغير مزاجه نحو الاحسن لاسيما اذا كان متعباً ومرهقاً من العمل
* ان تحرص على اسماعه الكلام الجميل الذي يأنس بسماعه منها
* ان سمعتْ او رأتْ منه ما يزعجها لا تقابله بالمثل ابداً
* ان حصل وحدثت بينهما خصومة فلتبادر الى ارضاءه حتى وان كانت تعتقد انه المخطىء ولا تنام دون ان تراضيه
* لا تشتكي منه الى الاخرين الا اذا كانت هناك ضرورة ملحة
وذكروا اباكم ايضاً بواجباته تجاه زوجته وما اوصاه الاسلام به وكيف يتعامل معها حتى تكون زوجة تجلب له السعادة والطمأنينة في بيته
فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( ما زال جبرئيل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة )
وعنه صلى الله عليه وآله ( حق المرأة على زوجها أن يسد جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبح لها وجها )
وروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام ( وأما حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وانسا فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها ) وليتدبر في قوله عليه السلام ( أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وانسا فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها )
وعن الإمام الصادق عليه السلام ( إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن )
وعن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال: ( يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها )
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام ( لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها ) وليعلم ايضاً انه لايجوز له ضربها والاعتداء عليها واهانتها وان ادى ضربه لها الى حصول اثر في بدنها فانه تجب عليه الدية لها ويكون اثماً ما لم يتب من ذلك ويستغفر .
وذكروه بانه كما يحب ان يتعامل الاخرون مع بناته ان تزوجن فعليه ان يتعامل مع زوجته . هداهما الله تعالى واصلح ذات بينهما
دمتم في رعاية الله وحفظه