Sajjadعلي حسين ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنة

لِمَ لم يولد النبي محمد داخل الكعبة وهو أفضل من الامام علي

السلام عليكم لماذا لم يولد النبي محمد صلى الله عليه وآله في الكعبة بدل الإمام علي عليه السلام لانه أولى بذالك. (هذا سؤال أحد المخالفين،وهو دليلهُ على أن الامام لم يولد في بطن الكعبة)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ١- الدلائل المحسوسة على كرامة و نبوة النبي صلى الله عليه واله كثيرة ومن أهمها القرآن الخالد، فهو في غنى عن مثل الولادة في الكعبة المشرفة، أما امير المؤمنين فقد يغفل الذين لا يرون الإ الامور المادية المحسوسة عن كرامته فجعل الله تعالى ولادته في الكعبة الفريدة من نوعها، والمثيرة لانتباه الإنسان علامةً واضحةً على ذلك لهؤلاء الناس. ويمكن توضيح ذلك بأن نقول : إن ولادته «عليه السلام» ، في الكعبة المشرفة ، أمر صنعه الله تعالى له ، لأنه يريد أن تكون هذه الولادة رحمة للأمة ، وسبباً من أسباب هدايتها . . وهي ليست أمراً صنعه الإمام علي «عليه السلام» لنفسه ، ولا هي مما سعى إليه الآخرون ، ليمكن اتهامهم بأنهم يدبرون لأمر قد لا يكون لهم الحق به ، أو اتهامهم بالسعي لتأييد مفهوم اعتقادي ، أو لواقع سياسي ، أو الانتصار لجهة أو لفريق بعينه ، في صراع ديني ، أو اجتماعي ، أو غيره . . ويلاحظ : أن الله تعالى قد شق جدار الكعبة لوالدته «عليه السلام» حين دخلت ، وحين خرجت ، بعد أن وضعته في جوف الكعبة الشريفة . . وقد جرى هذا الصنع الإلهي له «عليه السلام» حيث كان لايزال في طور الخلق والنشوء في هذا العالم الجديد . . ليدل دلالة واضحة على اصطفائه تعالى له ، وعنايته به . . وذلك من شأنه أن يجعل أمر الإهتداء إلى نور ولايته أيسر ، ويكون الإنسان في إمامته أبصر . . ويتأكد هذا الأمر بالنسبة لأولئك الذين سوف تترك لمسات ذباب سيفه «ذي الفقار» آثارها في أعناق المستكبرين والطغاة من إخوانهم ، وآبائهم ، وعشائرهم ، أو من لهم بهم صلة أو رابطة من أي نوع . . الرصيد الوجداني آثار وسمات : ثم إن هذا الرصيد الوجداني ، قد هيأه الله لهم ليختزنوه في قلوبهم وعقولهم من خلال النصوص القرآنية والنبوية التي تؤكد فضل علي «عليه السلام» وإمامته ، ثم جاء الواقع العملي ليعطيها المزيد من الرسوخ والتجذر في قلوبهم وعقولهم من خلال مشاهداتهم ، ووقوفهم على ما حباه الله به من ألطاف إلهية ، وإحساسهم بعمق وجدانهم بأنه وليد مبارك ، وبأنه من صفوة خلق الله ، ومن عباده المخلصين . وذلك سيجعلهم يدركون : أنه «عليه السلام» ، لا يريد بما بذله من جهد وجهاد في مسيرة الإسلام ، إلا رضا الله سبحانه ، وإلا حفظ مسيرة الحياة الإنسانية ، على حالة السلامة ، وفي خط الاعتدال . . لأنها مسيرة سيكون جميع الناس ـ بدون استثناء ـ عناصر فاعلة ومؤثرة فيها ، ومتأثرة بها . . وبذلك يصبح الذين يريدون الكون في موقع المخاصم له «عليه السلام» ، أو المؤلب عليه ، أمام صراع مع النفس ومع الوجدان ، والضمير ، وسيرون أنهم حين يحاربونه إنما يحاربون الله ورسوله . . ويسعون في هدم ما شيده للدين من أركان ، وما أقامه من أجل سعادتهم ، وسلامة حياتهم ، من بنيان . . ولادة علي عليه السلام في الكعبة لطف بالأمة : فولادة الإمام علي «عليه السلام» ، في الكعبة المشرفة ، لطف إلهي ، بالأمة بأسرها ، حتى بأولئك الذين وترهم الإسلام ، وهو سبيل هداية لهم ولها ، وسبب انضباط وجداني ، ومعدن خير وصلاح ، ينتج الإيمان ، والعمل الصالح ، ويكف من يستجيب لنداء الوجدان ، عن الإمعان في الطغيان ، والعدوان ، وعن الإنسياق وراء الأهواء ، والعواطف ، من دون تأمل وتدبر . . وغني عن البيان ، أن مقام الإمام علي «عليه السلام» وفضله ، أعظم وأجل من أن تكون ولادته «عليه السلام» ، في الكعبة سبباً أو منشأً لإعطاء المقام والشرف له . . بل الكعبة هي التي تعتز ، وتزيد قداستها ، وتتأكد حرمتها بولادته فيها صلوات الله وسلامه عليه . . وأما رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فإن معجزته الظاهرة التي تهدي الناس إلى الله تعالى ، وإلى صفاته ، وإلى النبوة ، وتدلهم على النبي ، وتؤكد صدقه ، وتلزم الناس كلهم بالإيمان به ، وتأخذ بيدهم إلى التسليم باليوم الآخر ـ إن هذه المعجزة ـ هي هذا القرآن العظيم ، الذي يهدي إلى الرشد من أراده ، والذي لا بد أن يدخل هذه الحقائق إلى القلوب والعقول أولاً ، من باب الاستدلال ، والانجذاب الفطري إلى الحق بما هو حق . . من دون تأثر بالعاطفة ، وبعيداً عن احتمالات الإنبهار بأية مؤثرات أخرى مهما كانت . . إذ إن القضية هي قضية إيمان وكفر ، وحق وباطل ، لا بد لإدراكهما من الكون على حالة من الصفاء والنقاء ، وتفريغ القلب من أي داع آخر ، قد يكون سبباً في التساهل في رصد الحقيقة ، أو في التعامل مع وسائل الحصول عليها ، والوصول إليها . . ٢- اما دلالة عدم ولادة النبي في الكعبة على عدم ولادة أمير المؤمنين بها فهو استدلالٌ غيرب لا يصدر عن صاحب علم، وذلك ان ولادة الامام في الكعبة دلت عليها الأخبار الناقلة للحادثة فهي ثابته بها، وهذه الأخبار لم تنقل لنا ولادة النبي صلى الله عليه واله في الكعبة، و لا تلازم بين المسألتين.