معنى قوله تعالى(ولاتكن للخائنين خصيما)
ماتفسير الاية المباركة بسم •الله الرحمن الرحيم (ولاتكن للخائنين خصيما)؟
قوله تعالى: (ولا تكن للخائنين خصيما) عطف على ما تقدمه من الجملة الخبرية (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس )لكونها في معنى الانشاء كأنه قيل: فحكم بينهم ولا تكن للخائنين خصيما. والخصيم هو الذي يدافع عن الدعوى وما في حكمها، وفيه نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن أن يكون خصيما للخائنين على من يطالبهم بحقوقه فيدافع عن الخائنين ويبطل حقوق المحقين من أهل الدعوى. ومع أن الآية خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكن مما لا شك فيه هو أن هذا الحكم حكم عام لجميع القضاة والمحكمين، وبهذا الدليل فإن مثل هذا الخطاب ليس المفهوم منه أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تبدر منه مثل هذه الأعمال، لأن الحكم المذكور يشمل جميع الأفراد. وربما أمكن أن يستفاد من عطف قوله (ولا تكن للخائنين) على ما تقدمه وهو أمره صلى الله عليه وآله وسلم أمرا مطلقا بالحكم أن المراد بالخيانة مطلق التعدي على حقوق الغير ممن لا ينبغي منه ذلك لا خصوص الخيانة للودائع وإن كان ربما عطف الخاص على العام لعناية ما بشأنه لكن المورد كالخالي عن العناية،